من يؤم الناس في الصلاة؟


السؤال:
فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: أدخل المسجد وأنا في السفر، فأجد من يصلي بالناس وهو إما حليق أو لا يجيد القراءة، فهل أدخل وراءه أم أنتظر حتى ينتهي، وأصلي وحدي أو بجماعة أخرى؟ وجزاكم الله خيراً.
 
الجواب:
إذا كان خلله في غير الصلاة، كقولك حليق، قد يكون حليقاً وهو خيرٌ منك، فاللحية لا تستلزم أن صاحب اللحية خيرٌ من الحليق، لأن الله يقول لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم، والسخرية تكون بالتقصير في الظاهر، لا يسخر قومٌ من قومٍ، لأنهم يسخرون بما ظهر عليهم من التقصير، عسى أن يكونوا خيراً منهم، وقد يكون الرجل لحيته إلى منتصف صدره، وهو أكذب الناس، وأفجر الناس والعياذ بالله، وقد يتخذ هذا المنظر طمعاً بالدنيا، فالمسلم لا ينظر إلى هذه الأمور وإنما ينظر إلى تقوى الله، صحيح أن اللحية من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر بها، لكنها ليست فيصلاً لكي يقال إن هذا لا نصلي وراءه لأنه يحلق لحيته، وهذا نصلي وراءه لأنه يربي لحيته!
 الكمال خير، النبي صلى الله عليه وسلم قال: يصَلُّونَ لكُم فإنْ أصَابُوا فلَكُم ولهم، وإن أخْطَؤوا فلَكُم وعليهِم.
ليس عليك خطأ الناس، وخطأهم عليهم، المهم نفس الصلاة، إذا أدى شرائطها وواجباتها وأركانها، واتقى الله عز وجل فيها ولم يكن فسقه بالصلاة، فلا يضر ولا يؤثر، وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يصلي خلف الحجاج، وأنسُ بن مالكٍ يصلي خلف الحجاج وهو من هو، ومع هذا أخذ العلماء من هذا صحة الصلاة وراء المقصر، وأنه لا يشترط في الإمام الكمال، واما مسألة أن يكون مخلاً بالقراءة نعم، إذا كانت قراءته فيها أخطاء في الفاتحة، فيبدل حرفاً بحرف، كأن يقول "الزين" بدل أن يقول "الذين"، فقد أبدل حرفاً بحرف، وليس هذا الذي ورد الذي يقوله، "الذين" هو الذي نزل به الروحُ الأمين، على نبينا عليه الصلاة والسلام، هذا ليس من القرآن، إنما يقول "الزين" فإذا أبدل حرفاً بحرف، أو أسقط حرفاً من الفاتحة، أو خفف المشدد، في قوله "إياك" بدون تشديد، ونحن لذلك، فإنه لا تصح صلاته إلا بمن هو مثله أو دونه، وهذا الذي يسميه العلماء بالأمي!
قال الآئمة: الأمي هو الذي لا يحسن قراءة الفاتحة، أو يبدل حرفاً بحرفٍ منها، أو يلحن فيها لحناً محيلاً للمعنى، كقوله: "سراط الذين أنعمتُ عليهم" فإن هذا يوجب بطلان الصلاة، إذا صلى وراءه من هو أعلم منه وأضبط، أما إذا كان خطأه في غير الفاتحة، فصلي وراءه، لأنه الجماعة الأولى، وإدراك فضلها أفضل، تصلي وراءها وتدركها، ولو كان حليقاً ولو كان مسبلاً، فإن هذا لا يؤثر في صلاته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح البخاري: يصَلُّونَ لكُم فإنْ أصَابُوا فلَكُم ولهم، وإن أخْطَؤوا فلَكُم وعليهِم.
أي لكم صلاتكم كاملة وعليهم خطأهم والله تعالى أعلم.