قبسات من كتاب الله 3 - 3


 بسم الله الرحمن الرحيم

((وَازدَادُوا تِسعاً)) 

قال تعالى: ((وَلَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ, سِنِينَ وَازدَادُوا تِسعاً)) (الكهف: 25).

ذكر المفسّرون في معنى هذه الآية أقوالاً عدّة، أصحّها أنّ السنين التسع الزائدة هي الفارق بين السنين القمرية والسنين الشمسية.

وبيان ذلك أنّ العرب كانوا يحسبون بالسنة القمرية، وهي التي نسميها (الهجرية)، وهي تكون بسير القمر.

 وأهل الكتاب كانوا يحسبون بالسنة الشمسية، والتي نسميها اليوم (الميلادية) وهي التي تكون بسير الشمس، ولمّا كان السائل عن أهل الكهف، هم المشركون بإيعازٍ, من اليهود، ذكر الله مقدار لبثهم بالسنين الشمسية والقمرية. وإنّ من المعلوم أنّ السنة الشمسية (الميلادية) تزيد على السنة القمرية (الهجرية) بأحد عشر يوماً على وجه التقريب، (وعلى وجه الضبط: عشرة أيام وإحدى وعشرون ساعة وخمس دقائق).

 فإذا ضربنا هذا العدد في ثلاث مائةٍ, هي مقدار السنين التي لبثوها، كان الناتج: 3300 تقريباً، فإذا قسمنا هذا العدد على عدد أيام السنة الواحدة كان الناتج: تسعة، هي الفارق ما بين ثلاث مائة سنة شمسية وقمرية، وهذا التعبير من بلاغة القرآن الكريم اللفظية والمعنوية.

 

والله تعالى أعلم . 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply