المدة التي يختم فيها القرآن حتى لا يكون هاجراً


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

السؤال:

ما المدة التي إذا لم نقرأ فيها القرآن أصبحنا (هاجرين) للقرآن؟ وهل هي كمدة هجر الأخ لأخيه (3 أيام)؟ وإذا قرأنا بعض الآيات في أذكار الصباح والمساء هل تنتفي عنا صفة هجر القرآن؟ أرجو التفصيل.

وما هو أجر قراءة 100 آية؟ وما هو أجر قراءة 300 آية، وما هو أجر قراءة 700 آية؟ وما هو أجر قراءة 1000 آية؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد قال -تعالى-: ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرآنَ مَهجُوراً))[الفرقان: 30] قال الألوسي في روح المعاني: واستدل ابن الفرس بالآية على كراهة هجر المصحف وعدم تعاهده بالقراءة فيه، ثم قال -رحمه الله- : وأورد بعضهم في ذلك خبراً وهو: من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقاً به، يقول: يا رب عبدك هذا اتخذني مهجوراً اقض بيني وبينه، وقد تعقب هذا الخبر العراقي بأنه روي عن أبي هدية وهو كذاب، والحق أنه متى كان ذلك مخلاً باحترام القرآن والاعتناء به كره بل حرم وإلا فلا.

فهجر التلاوة إنما يكون بالإعراض عن المصحف، وعدم القراءة ولو ليوم، وكلما طالت المدة كلما تحقق الهجر، هذا ولم نطلع على أقوال لأحد من أهل العلم قد حدَّ الهجر بأيام معدودة، لكن قد وردت روايات عن بعض أهل العلم في أكثر مدة يختم فيها القرآن، فروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال: من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين، وقال أبو الليث في البستان: ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة، ونص أحمد على كراهة تأخير ختم القرآن أكثر من أربعين يوماً بلا عذر، لأن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه-: سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في كم تختم القرآن؟ قال: (في أربعين يوماً) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

أما بالنسبة للآيات أو السور التي تقرأ في الأذكار فلا تغني عن تلاوة القرآن، بل لابد عند تلاوة القرآن من استحضار نية التلاوة.

أما بالنسبة لأجر قراءة مئة آية فقد ورد فيه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى في ليلة بمئة آية لم يكتب من الغافلين) رواه الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وأما بالنسبة لأجر قراءة ألف آية فقد ورد فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه أبو داود وصححه الألباني، ولا نعلم حديثاً صحيحاً ثابتاً في أجر قراءة ثلاثمائة آية أو سبعمائة آية تحديداً كما جاء في السؤال، علماً بأن الأجر المترتب على قراءة الآيات المذكورة في الأحاديث السابقة إنما يحصل لمن قرأها في صلاة الليل.

أما قراءة القرآن في غير صلاة الليل بقطع النظر عن عدد الآيات فهي داخلة في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفاً من كتاب الله -تعال- فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، والحديث ظاهر في أنه كلما ازداد عدد الآيات المقروءة كلما ازداد الأجر والثواب، والله أعلم .

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply