نعيق الغراب


بسم الله الرحمن الرحيم

 

ناصب اليهودُ والنَّصارى الدَّعوةَ الإسلاميَّةَ العَدَاءَ منذُ أيَّامِها الأُولى في المدينةِ،وما تركوا وسيلةً إلا واستخدمُوها في الصَّدِّ عَن سبيلِ اللهِ والإفسادِ في الأرضِ.

كانوا يعقدون الأحلافَ والمعاهدات مع المشركين والمنافقين العربِ ، كما كانوا ينقضون عهودَهم مع رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - ، وكانُوا يبذلونَ أعزَّ ما عندهم من أموالٍ, من أجلِ القضاءِ عَلَى الرَّسُولِ والرِّسَالةِ.

وكانَ الحقدُ يأكلُ نِيَاطَ قلوبِهم,وهم يرون النَّاسَ يدخلون في دينِ اللهِ أفواجاً،وحصونَ المشركين تتهاوى أمامَ جُندِ اللهِ الذين ينشدون النَّصرَ والتَّمكينَ , أو الشَّهادةَ في سبيلِ اللهِ .

واشتدَّ غيظُهم وحقدُهم عندما هُزمت جحافلُهم في خيبر ، واليرموك والقدس ودمشق ومصر ، فأحنوا رؤوسَهُم ، وقبلُوا سياسةَ الأمرِ الواقعِ،لكنَّهم لم يكفٌّوا عن التآمرِ يوماً من الأيَّامِ ، وكانُوا يقولون شيئاً , ويفعلون شيئاً آخرَ، وقد كشفَ اللهُ لنا نواياهم وأخلاقَهم, فقالَ - جَلَّ مِن قائلٍ, - : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حَتَّى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير } سُورة البقرة  الآية 120.

وأخبرنا - سبحانه وتعالى - بأنَّ المشركين - واليهود والنصارى من المشركين - سيقاتلوننا حَتَّى يردونا عن ديننا إنِ استطاعُوا,قال - تعالى - :{ولا يزالون يقاتلونكم حَتَّى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا } سُورة البقرة 217.  

ومِن أجل أن يردونا عن دينِنا , كانتِ الحروبُ الصَّليبيةُ التي دَعَا إليها بطرسُ الراهب ، وسيَّرَ الجيوشَ الجرارةَ بابا روما  إربانيوس  بعد خطبةٍ, تاريخيةٍ, تتناقضُ ورُوحَ المحبةِ والسَّلامِ التي جاء بها المسيحُ - عَلَيهِ وعَلَى نبيِّنا الصَّلاةُ والسَّلامُ - !. ومن أجل أن يردونا عن ديننا ، خَرَجَ النَّصارى في الأندلس من جُحورِهم وسراديبِهم , وانقضٌّوا كالوحوشِ على المسلمينَ الذين أنهكتهُم الصَّراعاتُ القبليةُ والإقليميةُ.

وعمل عُبَّادُ الصَّليبِ على إبادةِ كُلِّ مَن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأقامُوا محاكمَ التفتيش في الأندلس , التي تُعدٌّ وصمةَ عارٍ, في تاريخِهم الحافلِ بالغدرِ والخيانةِ . ومن أجل أن يردونا عن ديننا احتلَّ البرتغاليون والأسبانُ معظمَ شواطئ بُلدانِ العالمِ الإسلاميِّ ... 

وكانتِ الحروبُ الصَّليبيةُ عَامِلاً مُحرِّكَاً للمسلمين ، ومُوقِظاً لهم مِن نومِهم أو مِن غَفَواتِهم، حَتَّى يهبٌّوا ويلتفتوا إلى سهامِ عدوِّهم ،التي بدأت تجتازُ الثٌّغورَ إلى مقاتلِهم ، ويدركوا واقعَهم ، ويتبصَّروا أسبابَ الضَّعفِ الذي أصابهم ، ويعملوا على ترميمِ القواعدِ التي تآكلت من بُنيانهم. 

    وأثناء ذلك جاء أناسٌ أشبه بالأنعام - بل إن الأنعام أحسنُ حالاً منهم - ليتكلَّموا في دعوته - عليه الصلاة والسلام - ومنهجِهِ وسيرتِهِ ، محاولةً منهم لتشويه صورةِ نبيِّنا محمد - عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ - ببثِ سُمومِهم وحقدِهم الدَّفينِ ، وذلك من خلالِ إلقاءِ الشٌّبهاتِ والاعتراضاتِ , ولا يزالُ  أعداءُ الإسلامِ قديماً وحديثاً (منذ بزوغ فجرِهِ وحَتَّى اليوم) يُحاولون الطَّعنَ فيه باستغلال جميع السٌّبلِ والمحاولاتِ. واجتهد الغربُ النصرانيٌّ  - أيضاً -  في بناءِ أسوارٍ, من الكذبِ والبُهتانِ يُريدون مِن خِلالِ ذلكَ أن يحجبُوا الضِّياءَ ، بل واجتهد النَّصارى في إضلالِ عوامِّ المسلمين بإثارةِ الشٌّبهاتِ حولَ هذا الدِّينِ ، والكتابةِ في سيرةِ سيِّدِ المرسلينَ , فكم أُلِّفَ بواسطة الشَّرقيين !! من كتب في الطَّعن في الدِّينِ ، وإثارةِ الشٌّبَهِ على نبيِّنا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply