هل يجوز جمع نيات متعددة؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

السؤال:

هل يجوز جمع نيات متعددة (سنة الوضوء وسنة الضحى وتحية المسجد) في صلاة النافلة (مع الدليل)؟

 

الجواب:

يجوز أن يجمع المسلم بين نيّات مُتعددة، فيجوز أن يجمع في العمل الواحد بين أربع نيّـات أو أكثر.

وهذا ما يُسميه العلماء بـ "تداخل النيّـات".

فيُمكن الجمع بين:

نيّـة السنة الراتبة قبل الفجر مثلاً.

ونيّـة تحية المسجد.

ونيّـة الصلاة بين الأذان والإقامة "بين كل أذانين صلاة.قال في الثالثة: لمن شاء". رواه البخاري ومسلم. أي بين كل أذان وإقامة.

ونيّـة ركعتي الوضوء.

كما يُمكنه أن ينوي بهاتين الركعتين صلاة الاستخارة.

والدليل قوله -عليه الصلاة والسلام-: وإنما لكل امرئ ما نوى. رواه البخاري ومسلم.

وهذا في النوافل أكثر منه في الفرائض.

وقد حج النبي -صلى الله عليه وسلم- ونوى الحج والعمرة معاً، فلبّى بالحج والعمرة معاً.

فيكون قد جمع بين نية الحج ونية العمرة عند التلبية.

ولو تزوج مسلم فنوى أعفاف نفسه، وغض بصره، وحصول الولد فإنه يؤجر على ذلك كله لأنه نوى ذلك.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. رواه مسلم.

ولو نام الإنسان فإنه يؤجر على نومه إذا نوى به نية صالحة، ولما معاذ أبا موسى قال له: يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوّقا. قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. رواه البخاري ومسلم.

فإذا كان المسلم يؤجر في نومه إذا نوى به نية صالحة فإنه يؤجر على غيره إذا استحضر النية.

ومما يدل على جمع النيّات قوله -صلى الله عليه وسلم-: الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسَر الشريك واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا رياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لا يرجع بالكفاف. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.

فإن هذه الأعمال (من غزو وطاعة وإنفاق ومياسرة واجتناب للفساد، ونوم وانتباه) تجمعها نية واحدة.

ومثله قوله -عليه الصلاة والسلام-: الخيل لثلاثة لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر أما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طَيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنّت شرفاً أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له، لو أنها مرّت بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له.. الحديث. رواه البخاري ومسلم.

فهذه الأعمال إنما أُجِـر عليها لأن النية الأولى صالحة وتبعتها هذه النوايا في نفس العمل، فيؤجر على ذلك كله.

والله -تعالى- أعلم.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply