صدق الوعد والوفاء بالعهد


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الخطبة

1- فضل الوفاء بالوعد. 2- الوعود الرمضانية. 3- عهد توحيد الله - تعالى -وإخلاص الدين له. 4- العهود بين الناس. 5- ذم نقض العهود وإخلاف الوعود. 6- اليهود نقضة العهود.

 

الخطبة الأولى

 أما بعد: يقول - تعالى -: (وَاذكُر فِي الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا) [مريم: 54]. في هذه الآية الكريمة إشارة صريحة إلى شرف وقدر ومكانة صدق الوعد وتوفيَته وعدم الإخلال به، هذه الصفة العالية وهذا الخلق النبوي الكريم الذي كان لصيقًا بنبي الله إسماعيل هي نفسها التي امتدح الله بها عباده المؤمنين الذين صدقوا عهودهم مع الله وعهودهم مع الناس، ورعوا الأمانات المختلفة الدينية والدنيوية، وثبتوا على هذه الحال حتى لقوا ربهم - عز وجل -، يقول - تعالى -: (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضُونَ وَالَّذِينَ هُم لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزوَاجِهِم أو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العَادُونَ وَالَّذِينَ هُم لأَمَانَاتِهِم وَعَهدِهِم رَاعُونَ) [المؤمنون: 1-8]، ويقول - جل وعلا -: (مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً) [الأحزاب: 23].

 

إذًا فالمحافظة على العهد ورعايته صفة نبوية كريمة هي من أجلّ الصفات التي يتّصف بها المؤمنون، ونحن اليوم نعيش الأيام الأخيرة من شهر رمضان لهذه السنة، وكثير منا إن لم نكن كلنا كنا قبل حلول هذا الشهر الكريم نرجو من الله أن يبلغنا رمضان، ووعدناه إن نحن طال بنا الأجل ومد الله في أعمارنا أن نتوب إليه من كثير من المعاصي التي اعتدنا ارتكابها قبل رمضان، ووعدناه أن نرجع إليه ونذكره بعد أن كنا عنه غافلين، وأن علاقتنا بربنا سوف تتحسن حالها، وأننا سوف نصبح أكثر إقبالا على الآخرة بالاجتهاد بالطاعات وبصالح الأعمال...وها قد بلَّغنا ربنا هذا الشهر الكريم، وحاولنا أن نكون موفِين لعهدنا الذي عاهدنا الله به، ومراعين للوعد الذي قطعناه على أنفسنا بالتوبة والرجوع إلى الله والالتزام بتعاليم الإسلام قدر المستطاع، أفإن انصرم شهر رمضان وتم وانقضى عدنا إلى الحال التي كنا عليها قبل رمضان وأخللنا بالالتزام الذي التزمناه مع خالقنا ونقضنا العهود والمواثيق التي أخذها ربنا علينا؟!

 

عباد الله، إن صدق الوعد والوفاء بالعهد خلق عظيم وصفة كريمة تدل على شرف النفس وقوة العزيمة، وإن الله - تعالى -لا محالة سائلنا عنه يوم القيامة، يقول - تعالى -: (وَأَوفُوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كَانَ مَسؤُولاً) [الإسراء: 34].ثم إن ربنا سوف ينظر كيف تعامل كل واحد منا مع عهد الله وميثاقه، فيكافئ كلا بما يستحق: (فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفسِهِ وَمَن أَوفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجرًا عَظِيمًا) [الفتح: 10].

 

إذا كان الواجب يحتّم علينا أن نحافظ على وعودنا وأن نوفي بعهودنا التي نقطعها على أنفسنا بين الحين والحين وعند هذه المناسبة أو تلك، فإن العقل والمنطق والمصلحة تقتضي أن نكون أرعى وأحفظ لذلك العهد الذي أخذه الله علينا في عالم الغيب عالم الذر قبل أن نصير إلى هذه الدنيا، يقول - تعالى -: (وَإِذ أَخَذَ رَبٌّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى شَهِدنَا أَن تَقُولُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غَافِلِينَ أَو تَقُولُوا إِنَّمَا أَشرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعدِهِم أَفَتُهلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُم يَرجِعُونَ) [الأعراف: 172-174].

 

إنه العهد مع الله المؤسَّس على التوحيد توحيد الله وعدم الإشراك به وإخلاص العبادة له، يقول - تعالى -: (أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعبُدُوا الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوُّ مٌّبِينٌ) [يس: 60]. إنه العهد بتحمل الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال حملها وأشفقن منها، والتي تحملها الإنسان وتعهد بحملها. إنه العهد بالخلافة في الأرض وبعمارتها. إنه عهد لا تنفع معه الغفلة لتكون مسوغا لنقضه ولا النسيان، ولا ينفع فيه الاعتذار بشرك الوالدين. إنه عهد مثبت في فطرة الإنسان، وجاءت الرسالات والنبوات مبيّنة له مفصّلة لدقائق تفاصيله، فكيف يتفلّت منه مؤمن صادق؟! إن هذا العهد الذي يقوم على أساس الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وما يتبعهما من تكاليف ربانية يمثل أخطر قضية في حياة البشرية كلها، وأخطر قضية في حياة كل مسلم، وأخطر قضية غفل عنها الناس وغفل عنها المسلمون اليوم. وحين غفل معظم الناس عن حقيقة هذا العهد غفلوا أيضا عما يترتب عنه من مسؤوليات وتكاليف، فلما غفلوا عنه ونسوه لم يستحقوا موعود الله لهم بالنصر.

 

إخوة الإسلام، إذا كان المسلم مطالبا بالوفاء بعهده مع الله والثبات على طريق الحق فإن ذلك لا يعني أن نخون عهودنا ومواثيقنا وأماناتنا فيما بينناº لأن العهود بين الناس إنما تستمد قدسيتها وحرمتها من عهد الله الذي نشهده على عهودنا ونجعله كفيلا على مواثيقنا ووكيلا عليها، يقول - تعالى -: (قَالَ لَن أُرسِلَهُ مَعَكُم حَتَّى تُؤتُونِ مَوثِقًا مِّنَ اللّهِ لَتَأتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُم فَلَمَّا آتَوهُ مَوثِقَهُم قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) [يوسف: 66]. إذا فعهود الناس ومواثيقهم متصلة اتصالا مباشرا بالعهد مع الله، فلا يظن أي واحد منا أن التفلت منها هو أقل شأنا من نقض عهد الله والتفلت منه، فكثير من الناس اليوم يقسم الأيمان المغلظة ويعطي عهوده بالله ثم يغدر، فمن تجارنا من يعطون عهودهم بالله ويغدرون، ومن صناعنا من يعطون عهودهم بالله ويغدرون، ومن حرفيِّينا ـ البناؤون والنجارون وغيرهم ـ من يعطون عهودهم بالله ويغدرون.

 

هناك أيضا من الحكومات التي تعد شعوبها وتتعهّد لها بتحقيق الرفاهية والعيش الرغيد والعمل على مصلحة الوطن والأمة والدين ثم تراها تنكص على أعقابها ولا تحقّق من وعودها إلا النزر اليسير، وتتفلّت من عهودها من خلال الحرص على تحقيق مصالح شخصية ولو كانت على حساب مصالح شعوبها. وأوضح مثال على ذلك قضية فلسطين، فعدد من الحكومات التي تقلّدت مسؤوليات إدارة شؤون البلاد العربية والإسلامية بعد حصولها على الاستقلال تعهّدت والتزمت بمساندة الكفاح الفلسطينيّ ودعم شعب فلسطين حتى يتمّ تحرير كامل تراب فلسطين ويتمّ فك أسر المسجد الأقصى، فماذا تحقق من تلك الوعود؟!

 

وبعد أشهر سيحل بنا في المغرب الحبيب موسم لإطلاق الوعود الكاذبة والعهود المخلفة، إنه موسم الانتخابات التشريعيّة أو البرلمانية، والذي يعتبر موسما لنقض العهود بامتياز. سيحل هذا الموعد مجدَّدا، وسيسمع من يطيل الله عمره وسيرى من بعض المتنافسين التفنّن في إطلاق الوعود بتحقيق كذا وكذا وبتوظيف الشباب العاطل عن العمل وإصلاح الطرقات والدفاع عن حقوق المظلومين وفضح المفسدين وتقديمهم إلى المحاكمات وحفظ المال العام وصيانته وصرفه فيما يعود بالخير والنفع على عموم المواطنين، وما إن يتحقق له المراد ويتم ترشيحه إلى بلدية أو برلمان حتى ينسى كلّ ذلك ويضرب به عرض الحائط.

 

نقول لمن يتاجر بعهود الله ومواثيقه ويستغفل المواطنين ويخون ثقتهم ويخلّ بالتزاماته معهم: عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت أو ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه. ونقول لذلك المواطن المسكين الذي عليه أن لا يلدغ من الجحر مرتين، نقول له: لا تحزن ولا تأس على ما خدعك الخادعون وغدر بك الغادرون، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله قال: ((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي عهدا ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه)).

 

فلا تبتئس ـ أيها المؤمن ـ بما كانوا يفعلونº فإن محاميك الذي سينوب عنك ويترافع عنك حتى تحصل على حقك ومظلمتك غدا يوم القيامة ليس كبعض المحامين الذين تعرفهم محامي الدنيا الذين يغدرون بموكليهم ويخذلونهم ويخونون ثقتهم فيهم، فيضيعون حقوق الناس التي تعهدوا بالعمل على استرجاعها وردها طمعا في عرض من الدنيا قليل، ناقضين بذلك قسَم المهنة ومخلِّين بعهد من أنابهم عنه. فلا تحزن يا من غدر بك الغادرون وخذلك المتخاذلون، فإن محاميك هو محمد رسول الله. ولنحذر جميعا أن نقف غدا في محكمة ربنا يوم القيامة في مواجهة رسولنا الكريم وهو يدافع ويخاصم عمن ظلمناهم وغدرنا بهم ولم نوفهم حقوقهم وعهودهم التي ألزمنا أنفسنا وألزمنا شرعنا بمراعاتها وحسن رعايتها وإتمامها إلى مدتها.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

 الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.

أما بعد: عباد الله، إن نقض عهد الله إثم كبير ومعصية عظيمة لا يقدم عليها مؤمن يخشى الله واليوم الآخر أبدا، ولا يتفلّت منه بطريقة أو أخرى يظن أنه أصاب حين يكون الشيطان قد زيّن له ذلك وأغواه.

 

وقد أخبر ربنا أن نقض العهود والمواثيق بين الناس والمؤسَّسة على عهد الله والمشروطة به تمثل بابا كبيرا للفتنة في الأرض والإفساد فيها، يقول - تعالى -: (وَمَا يُضِلٌّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللَّهِ مِن بَعدِ مِيثَاقِهِ وَيَقطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ فِي الأَرضِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ) [البقرة: 26، 27]º إذ نتيجة نقض عهد الله في الدنيا فساد في الأرض، أما نتيجته في الآخرة فخسران والعياذ بالله.

 

إن هذا العهد سمّي عهد الله مع أنه عهد في الحياة الدنيا لأنه يحمل خصائص ربانية، فهو عهد مع الله ممتد في جميع ميادين الحياة الدنيا كما يظهر ذلك في قوله - تعالى -: (لَّيسَ البِرَّ أَن تُوَلٌّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ البَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ) [البقرة: 177]. إنه عهد يأتي بين صدق الإيمان والإنفاق في سبيل الله مع الصلاة والزكاة، وبين الصبر في البأساء والضراء وحين البأس، وكلها خصائص إيمانية تمتد على صراط مستقيم يمضي عليه الموفُونَ بِعَهدِهم.

 

عباد الله، إن كان ديننا قد حثنا على الوفاء بالعهود وأوصانا بذلك وحذرنا من مغبة وخطورة الانزلاق في منزلق نقض العهد والتفلّت منه ونسيانه مع الله وفيما بين الناس فإنه قد دلنا وأرشدنا إلى عدم الوثوق في عهود من لا عهد لهم ولا ميثاقº حتى لا نبني علاقاتنا معهم على الأوهام، يقول - تعالى -منبئا ومخبرا عن حال بني إسرائيل مع العهود والمواثيق ومدى التزامهم بها وإتمامها إلى مدتها: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنهُم بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ وَلَمَّا جَاءهُم رَسُولٌ مِّن عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِم كَأَنَّهُم لاَ يَعلَمُونَ) [البقرة: 100، 101]. كلما تفيد الاستمرارية والاستدامة، فكيف يمكن بعدها الوثوق في عهودهم؟! فقد نبذوا عهودهم مع الله ومع الأنبياء والرسل، فكيف يحافظون على عهودهم مع الناس الأممين الذين لا يجدون حرجا ولا مانعا في الإساءة إليهم وإذا يتهم وظلمهم والغدر بهم؟! (ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمُونَ) [آل عمران: 75]. ولعل من صور نبذ فريق منهم للعهود التي أبرمها فريق آخر منهم خطاب تسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة هذا العام حول التراجع عن حدود 1967م التي تم الاتفاق عليها دوليا في مرحلة سابقة بدعوى أنه لم تكن حين الالتزام السابق دولة فلسطينية وكانت دول عربية وإسلامية، واليوم مع وجود الدولة الفلسطينية الضعيفة فيجوز الانتقاص من العهد والتراجع عنه، في الوقت الذي نرى الجانب الفلسطيني والعربي المفاوض على السلام يستمسك بخارطة الطريق والتي تمثل عهدا لا مصداقية لهº لأنه لا يعبر عن مطالب الإسلام ولا عن رغبة جمهور المسلمين المستمسكين بفلسطين كل فلسطين وبأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حرا مطهَّرا من تدنيس الغاصبين المعتدين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply