كسوة مصر للكعبة المشرفة شرف عبر التاريخ


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تمهيد:

 خصَّ المسلم فريضة الحج بكل مظاهر الإجلال والعناية والاهتمام في حياته، وكان أبرز دليل على ذلك هو عنايته الخاصة ببيت الله الحرام واهتمامه بكساء هذا البيت العتيق، الذي كان أول بيت وُضع للناس مباركًا.

ولقد مرت الأيام وبعبورها في ساحة الزمن كانت تتفتق مدارك الإنسان المسلم وتتركز في إبداعات فنية قيمة، خصَّ بها كساء بيت ربه المعظم حتى وصلت إلى أعلى مراتب الإبداع في الفنون الإسلامية، فكان في الختام جملةُ ما نشاهده الآن فوق جدران بيت الله الحرام من كساء جميل الصنع فائق الإتقان حلو الصورة، يجعلنا نُشيد بقدرات وملكات مَن أبدع هذا، وسبحان من ألهم العقول والأذهان لكي تبدع عن طريقها أصابع الفنان المسلم.

وتحتاج الكسوة الشريفة في صنعها إلى خمس وسبعين وثمانمائة (875) متر من القماش، ويبلغ سمك القماش نحو مليمترين أو أكثر، يضاف إليه قماش البطانة من القلع الأبيض المتين، أما حزام الكعبة فيتكون من ست عشرة قطعة يبلغ طولها واحداً وستيناًّ سنتمتراً، وعرضها أربعة وتسعين سنتيمتراّ، ويثبّت الحزام عادة على ارتفاع تسعة أمتار من الأرض

أما كيفية تلك الكساواى فهي أكسية شتى ما بين خز ونمارق وديباج وكانوا لا ينزعون ثوبها القديم بل يضعون الجديد فوق القديم. واستمرت على هذا الحال حتى عام ستين ومائه من الهجرة، وهو العام الذي حج فيه الخليفة العباسي المهدي، فشكا إليه سدنتها أن كسوات الكعبة المتراكمة قد أثقلت كاهلها، وإن البناء ضعيف يخشى عليها من التقوض والانهيار، فأمر الخليفة بألا يسدل عليها أكثر من كسوة واحده حفاظاّ عليها، واستمر الأمر كذلك حتى يومنا هذا.

 

كسوة الكعبة قبل الإسلام:

الكسوة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ الكسوة بتاريخ الكعبة نفسها، وكسوة الكعبة المشرفة عبر التاريخ لها مشوارها الحافل الهام الذي لا يمكن إغفاله بأي حال من الأحوال، فقد كان الاهتمام بكساء بيت الله الحرام مفخرةً إنسانيةً يتطلع إليها هؤلاء البشر ممن كانوا يطوفون بالبيت العتيق طلبًا للغفران، ورغم الجاهلية والكفر الذي كان يعيش فيه العرب قبل الإسلام إلا أنهم اهتموا بكسوتها لِما يكمن ويستقر في نفوسهم من وعي أن هذا البناء الشامخ ما هو إلا بيت الله الحرامº ولذا وجبت كسوته، فقد روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يُفرض رمضان، وكانوا تسترون فيه الكعبة، ونُقل عن ابن جريج أن الكعبة كانت تكسى يوم عاشوراء إذا ذهب آخر حاج حتى كان بنو هاشم، فكانوا يعلقون عليها القميص يوم التروية من الديباجº لكي يرى الناس عليها بهاءً وجمالاً، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الإيزار.

كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل، كما كسيت بالجلد وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها،

 

كسوة الكعبة في الإسلام:

 اهتم المسلمون بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها، والإبداع فيها، وتسابقوا لهذا الشرف العظيم حتى جعلوا يوم تبديلها من كل عام احتفالاً مهيباً لا نظير له.

 1- الكسوة في عهد النبوة: لم يتح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسوة الكعبة إلا بعد فتح مكة فما إن انبلج نور البعثة المحمدية حتى انتقلت كسوة الكعبة المشرفة من مرحلة مهمة وحافلة إلى مرحلة أخرى أهم وأحفل وشتَّان ما بين المرحلتين مثلما هو شتان ما بين شيءٍ, من الظلام وآخر من روعة النور، وكان للكعبة كسوةٌ في صدر الإسلام، فقد روي عن البخاري عن عروة يوم فتح مكة في رمضان أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال \"هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة\"، وكان من الطبيعي ألا يشارك النبي- صلى الله عليه وسلم - ومعه المسلمون في كساء بيت الله الحرام قبل فتح مكة، ذلك أن المشركين من قريش حالوا دون ذلك إلى أن تم فتح مكة، فأبقى الرسول- صلى الله عليه وسلم - على كسوة الكعبة ولم يستبدلها حتى احترقت على يد امرأة كانت تريد تبخيرها، فكساها- النبي - صلى الله عليه وسلم - بالثياب اليمانية.

 2- الكسوة في عهد الخلافة الراشدة: وبعد النبي كساها الصدِّيق خليفةُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بالثياب اليمنية، ثم كساها سيدنا عمر بن الخطاب بالقماش المصري المعروف باسم القباطي، وكان يكتب إلى والي مصر عمرو بن العاص لتحاك له الكسوة بمصر، وكان سيدنا عمر بن الخطاب ينزع الكسوة القديمة كل سنة ويفرقها على الحجاج لكي يستظلوا بها بعد وضعها على نوع من الأشجار بمكة اسمه السمر، وكان سيدنا عثمان بن عفان أول من وضع من الخلفاء كسوتَين على الكعبة المشرَّفة إحداهما من البُرُد اليمانية.

 3- الكسوة في العهد الأموي والعباسي: وفي عهد بني أمية كان سيدنا معاوية بن أبي سفيان يكسو الكعبة المشرفة بكسوتين في العام، وكانت الكسوة الأولى من الديباج في يوم عاشوراء، أما الثانية فكانت من القماش المصري القباطي في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان، كما كساها يزيد بن معاوية بالديباج الحضرواني، وكذلك الخليفة عبد الملك بن مروان، ويذكر الماوردي أن بني أمية كسَوا الكعبة بالحُلَل التي كانت على أهل نجران في جزيتهم والديباج من فوقها، ولم يهتم خلفاء الدولة العباسية في بداية عهد التأسيس بكساء بيت الله الحرام نظرًا للقلاقل التي واجهتهم في بداية دولتهم إلى أن تولى الخليفة المهدي أمرَ الخلافة، فقام بكساء الكعبة كسوةً جديدةً، ثم تولى من بعده الخلفاء أمرَ كسوة الكعبة بالديباج والقباطي.

 4- الكسوة في العهد الفاطمي و الأيوبي والمملوكي والعثماني والحديث: وفي عهد الدولة الفاطمية في مصر تولت مصر كسوةَ الكعبة المشرفة، وكذلك خلال العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني، واستمر ذلك إلى أن قامت الدولة السعودية وأبطلت إحضار الكسوة من مصر، وكانت كسوة الكعبة تخرج من مصر في احتفال رسمي فيما عُرف بالمحمل، وقد وصف كثير من الرحَّالة الذين زاروا مصر خروجَ كسوة الكعبة والمحمل من مصر كابن بطوطة وناصر خسرو وغيرهما، وكانت الكسوة تطرَّز في أماكن متعددة في مصر، فأحيانًا في مدينة تنيس بالقرب من دمياط، أو بالقلعة، أو بمسجد الحسين، ثم بُنِيَت لها دارٌ في حي الخرنفش بالقاهرة، وسواءٌ كانت تصنع هنا أو هناك فكانت دار الكسوة الشريفة عامرةً بعمالها وزاخرةً بفنانيها ممن كانوا يقومون بالزركشة.

 وحين اشتدت الخلافات السياسية بين مصر والسعودية وتكررت مرارًا عمدت الحكومة السعودية إلى إنشاء دار لكسوة الكعبة المشرَّفة بها، فأنشئ بحي جياد مصنعٌ لعمل وزركشة الكسوة، وجُهِّز بالأدوات اللازمة، وكان ذلك في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، ثم أنشات حكومة السعودية بمنطقة أم الجود بمكة مصنعًا جديدًا عام 1977م ويضم هذا المصنع أقسامًا متنوعةً للنسيج اليدوي ولتصميم ودراسة الزخارف والخطوط الإسلامية وقسم للطباعة وللزركشة.

 

ما علاقة الكسوة بمصر؟

 لقد حظيت مصر بشرف صناعة كسوة الكعبة منذ أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-º حيث كتب إلى عامله في مصر لكي تحاك الكسوة بالقماش المصري المعروف باسم \"القباطي\" الذي كان يصنع في مدينة الفيوم ثم كساها عثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من الديباج.

وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م

يذكر المقريزي أن أول حاكم مصري أرسل كسوة الكعبة هو الظاهر \"بيبرس\" بعد انقطاع اثنتي عشرة سنة بسبب فتنة التتار ومقتل الخليفة العباسي، وكان يتناوب ذلك مع الملك المظفر ملك اليمن.

ويذكر الجبرتي - فيما نقله إبراهيم حلمي في كتابه المحمل - أن الظاهر بيبرس لما استقر بالقلعة أبطل المظالم والمكوس وجميع المنكرات وجهز الحج، فلما وصلوا إلى قلة منعوهم من دخول \" المحمل \" وما به من مؤونة علاوة على \"كسوة الكعبة المشرفة\" وقال أمير مكة لأمير المحمل: دع السلطان يأتيني على الخيل البلق، فلما علم بيبرس جمع له في السنة الثانية أربعة عشر ألف فرس أبلق وجهزهم صحبة أمير   الحج، وخرج بعدهم فلاقاهم عند دخولهم مكة وقد منعهم التتار وأمير مكة الممالئ لهم فكسرهم وانتصر عليهم وقتل ملك التتار وطعن أمير مكة بالرمح ثم ركب فرسه ودخل مكة وكسا الكعبة وعاد إلى مصر.

وكان إرسال كسوة الكعبة شرفاً كبيراً من الملوك والسلاطين حتى إنهم كانوا يتنازعون في ذلك لتسجيل أسمائهم على قطعة الإهداء بستارة باب الكعبة،  والدعاء لهم في خطبة عرفة.

يقول الجبرتي: \"في عام 751هـ أراد المظفر يوسف ملك اليمن أن ينزع كسوة الكعبة التي تعلقها مصر ويكسوها كسوة من عنده باسمه فأخبر أمير مكة المصريين فقبضوا عليه وصارت حرباً طاحنة بين \"المحمل المصري\" وأهل اليمن من الحجاج لم  تنته إلا وملك اليمن مصفد بالأغلال في طريقه إلى مصر.

يقول ابن إياس في \"بدائع الزهور في وقائع الدهور\" في عام 780هـ: ولما وصل المحمل المصري إلى مكة بلغهم قدوم محمل اليمن وبه كسوة يمانية للكعبة المشرفة قام بتجهيزها ملك اليمن إسماعيل بن الأفضل فمنع أمير المحمل المصري المحمل اليمني - وبه الكسوة - من الدخول إلى مكة وكذلك كل حجاج اليمن برمتهم.

  ولم تكن هذه الخلافات فقط بين المحملين المصري واليمني بل كانت بين المصري والعراقي وأيضاً بين العراقي والشامي. ولا يخفى على كل ذي لب أن أساسها الأول كان سياسياً، وليس دينياً يحرص على الكعبة التي ما قاربت عندهم شيئاً من حرصهم على ملكهم واستمرار هيبتهم

 

أماكن صناعة الكسوة في مصر:

تعددت أماكن صناعة الكسوة مع انتقال العاصمة في مصر من مدينة إلى أخرى حتى انتهى الأمر إلى مدينة القاهرة المُعزِّيَّة، بأن تأسست دار كسوة الكعبة بحي \"الخرنفش\" في القاهرة عام 1233هـ، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة  المشرفة داخلها، واستمر العمل في دار الخرنفش حتى عام 1962 ميلادية. منذ القدم  ودمياط تشتهر بصناعة المنسوجات وذلك لقربها من المناطق المخصصة لزراعة أجود أنواع القطن والكتان ولمهارة أهلها العالمية في هذه الصناعة. فقد كانت المراكب التي تفد إلى ميناء دمياط القديم محملة بأخشاب الأرز اللازمة لصناعة السفن والأثاث وتعود محملة بالمنسوجات اليدوية. وكان يفد إليها التجار من كل  مكان لشراء المنسوجات والأقمشة المطرزة. كما أن كسوة الكعبة المشرفة كانت تصنع سنوياً بقرية شطا بدمياط وتنقل في موكب مهاب إلي الأراضي الحجازية.

ويأتي على رأس صناعة النسيج بدمياط شركة دمياط للغزل والنسيج ذلك الصرح الكبير الذي يغطي إنتاجه السوق المحلي ويتم تصدير جزء كبير من الإنتاج لدول  أوربا وأمريكا كما اشتهرت \"الفيوم\" بصناعة الخيش، وكانت تصنع بها المنسوجات  من الكتان والصوف. وكانت دور الطراز تستخدم الصباغة والحياكة ويشرف عليها  موظف خاص يدعى \"صاحب الطراز. وكذلك كانت تصنع في \"كونة\" من ضواحي  \"تنيس\" كسوة الكعبة،

 

ما علاقة مصر ببناء الكعبة؟

عندما انتقلت السيادة على الحجاز إلى العثمانيين، وبالتالي رعاية الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وصار السلطان العثماني يلقب بخادم الحرمين الشريفين، وعلى الرغم من السيادة العثمانية على كافة الأمصار إلا أن مصر كولاية عثمانية ظلت تتولى عمارة المسجد الحرام بأموال ومواد بناء ومهندسين و عمال مصريين أجريت العمارة الأولى بعد زوال دولة المماليك على المسجد الحرام عام 979 هـ / 1571 م، حين رأى السلطان سليم الثاني أن يجدد سقف الأروقة الأربعة للمسجد الحرام، وفي عهد السلطان أحمد (1012 هـ ـ 1022 هـ) حدث تصدع في جدران الكعبة وكذلك في جدار الحجر، وكان من رأي السلطان هدم بناء الكعبة وإعادة بنائها من جديد، إلا أن المهندسين أشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاق من النحاس الأصفر المطلي بالذهب واحد علوي وآخر سفلي ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا وتهدمت جدرانها عقب أمطار غزيرة عام 1039 هـ، فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها على أيدي مهندسين مصريين عام 1040 هـ، وكنتيجة للعمائر المختلفة التي تمت بالكعبة المشرفة فيالعهد العثماني صار الحرم مستطيلاً أقرب إلى التربيع وأصبحت المظلات التي تحيط بالمطاف من ثلاثة أروقة مقامة على صفوف من العقود والأعمدة الرخامية

 

عادات وتقاليد مصرية للمحمل:

  تشير كلمة المحمل إلى إرسال كسوة الكعبة إلى مكة، ومن ثم فالكسوة \"تُحمل إلى مكة، ومن هنا كانت التسمية.

1 - عند عودة المحمل من الحج كان اهل مصر يحتفلون فى الفترات التاريخية المختلفة وحتى أوائل عصر الثورة بعودة المحمل من الكسوة القديمة للكعبة المشرفة والتى كانت تُقطع إلى قطعها الأصيلة وتُوزع على المساجد والمشايخ كنوع من البركة.

2- دوران المحمل

وقد استحدث فى عصر المماليك خروج المحمل مرتين فيما يعرف \"بدوران المحمل\" مرة فى شهر رجب والثانية فى شوال، وكان الغرض الظاهرى فى هذا التجديد الذى تم فى عهد الظاهر بيبرس إعلان أن الطريق آمن إلى الحجاز حتى يتأهب كل من يرغب فى الذهاب إلى الحج. وكان دوران المحمل يتم يومى الاثنين والخميس ويصاحبه العديد من المظاهر الاحتفالية كتزيين الحوانيت واللعب بالرماح فوق الخيول. وفى شوال يصاحب المحمل الحجاج تمهيداً للسفر. واقتصر دوران المحمل فى عصر العثمانيين على خروجه فى النصف الثانى من شوال، وكان الوالى أو نائبه يحضر خروج المحمل وكذا كبار المماليك والعلماء والأعيان. وكان الجمل الذى يحمل المحمل يمر فى شوارع القاهرة وتسير وراءه الجمال التى تحمل الماء وأمتعة الحجاج والحجاج، ثم خروج طوائف الجند وأمير الحج، ثم رجال الطرق الصوفية يحملون البيارق والطبول والزمور. وكانت الناس تقف على جانبى الطريق أو تسير خلف المحمل يتبركون به، ثم يتجه إلى بركة الخليج، وهناك يخرج كبار الأمراء والصناجق والعلماء والأهالى لتوديع أمير الحج والحجاج. وقد تميز عصر إسماعيل بالعديد من المظاهر الاحتفالية، لعل أكثرها الاهتمام بصناعة الكسوة، فكانت تصنع من حرير أسود مشجر، وتوشى بالذهب، وتزين بالآيات القرآنية، وكانت تصنع من قطع صغيرة ثم ترسل إلى مسجد الحسين لحياكتها وذلك من خلال حاشية عريضة فاخرة، كما كان يتم صناعة ستارة لباب الكعبة، وذلك إلى جانب قماش مزخرف لتغطية قبر سيدنا إبراهيم - عليه السلام -، وقطع خضراء موشية بالذهب والحرير لتوضع داخل الكعبة ز وبعد إعداد الكسوة يتم وضعها يكون وضعها على المحمل ن ويكون المحمل عبارة عن محفة ذات قمة هرمية زُينت بأبهى الزخارف ومغطاة بقماش حريرى موشى بالذهب نُقش على جانبيه آيات من القرآن تعلوه قبة فضية. كما يزين البعير الذى يحمل الكسوة بافخر الزينة. ثم يلى المحمل قائد الجمال، ثم الحجاج كل على جمله، وأحياناً ما تكون الأسرة كاملة بكافة لوازمها، وكان المحمل يسبقه جنود من المشاة والسوارى وفرقة من الموسيقيين تمتطى الجمال، ورجال القضاء والعسكرية، والشخصيات الدينية والملكية بملابسهم الرسمية والنياشين، ثم طوائف الدراويش. وكان الاهتمام الرسمى يتم فى القلعة وهو المكان المخصص لبدء رحيل القافلة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply