خذوا شهادتي وأعطوني زوجاً


بسم الله الرحمن الرحيم 

هذا الاعتراف، لطبيبة بلغت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج، فهي تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً.

ثم تعترف وتقول: السابعة من صباح كل يومٍ, وقت يستفزني، يستمطر أدمعي.

أركبُ خلف السائق متجهةً صوب عيادتي، بل مدفني، بل زنزانتي، وعند ما أصل مثواي أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض، وكأنَّهُ بردةُ حريرٍ, فارسية، هذا في نظر الناس، وهو في نظري لباسُ حدادٍ, لي!

ثم تواصل اعترافها فتقول:

أدخل عيادتي، أتقلّد سماعتي وكأنَّها حبلُ منشقةٍ, يلتفٌّ حولَ عنقي، العقد الثالث يستعدّ الآن لإكمالِ التفافه حول عنقي، والتشاؤم [1] ينتابني على المستقبل.

أخيراً تصرخ وتقول:

خذوا شهادتي ومعاطفي وكل مراجعي، وجالب السعادة الزائفة، واسمعوا لي كلمة \" ماما، ثم تقول:

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقد قيل ماذا نالني من مقالها

فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها

وكل مناها بعضُ طفلٍ, تضمه فهل ممكن أن تشتريه بمالها؟ [2]

 

----------------------------------------

[1] المسلم لا يتشاؤم أبداً بل يرضى بقضاء الله وقدره ويسلّم: ((إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكَافِرُونَ)) (يوسف: من الآية87).

[2] انظر كتاب \" السعادة بين الوهم والحقيقة \" للشيخ ناصر العمر.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply