كيف نرى الموهبة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظم التربوية اليوم كثيراً ما تعجز عن فهم ما يجري داخل الأطفال الموهوبين حبنما تكون البرامج الدراسية المقدمة إليهم لا تراعي قدراتهم الفردية، ولا تراعي حاجاتهم للتعلم في المجال الذي يحبون، وبالسرعة التي يريدون.

  وفي كثير من الأحيان فإن عقد المشابهات توضح الأمور أكثر من الشروح المفصلة، وفيما يلي مجموعة من المشابهات نأمل أن تلقي بعض الضوء على مفهوم الموهبة:

 (1) حجم الحذاء:

 هب أن (موهوبا) وقف بباب دكان بيع الأحذية (المدرسة)، ولا يوجد في الدكان إلا أحذية نمرة 38 (المنهاج)، والموهوب يلبس أحذية نمرة 42.

رحب به صاحب الدكان (المعلم) قائلا: هل تلبس أحذية نمرة 38؟

فقال له الموهوب: أنا ألبس أحذية نمرة 42، هل عندك أحذية نمرة 42؟

فقال له صاحب الدكان: جرِّب هذا الحذاء!

فقال له الموهوب: لا أستطيع أن ألبسه!

فقال له صاحب الدكان: ما المشكلة في الحذاء؟!

فقال له الموهوب: لا مشكلة في الحذاء، إنه حذاء جميل، ولكنه لا يطابق \" مقاسي \"!

فقال له صاحب الدكان: جرِّب الآن بعد وضع هذا الرباط الجميل للحذاء (مادة إثرائية)

فقال له الموهوب: أرى أن النمرة قد أصبحت 39، ولم تصل إلى 41!

فقال له صاحب الدكان: ما المشكلة في قدمك؟!

فقال له الموهوب: لا مشكلة في قدمي، إن قدمي جميل، ولكن حذاءك لا يطابق \" مقاسي \"! ثم هب أنني ضغطت قدمي في الحذاء! كيف سأمشي به ّ؟ وكم سأمشي به؟!

إن الحذاء الجميل لا يناسب القدم الجميل إلا إذا تطابقا في \" المقاس \"!

* ترجمة بتصــرف.

 

(2) سباق الماراثون:

انظر إلى سباق الماراثون! كم إنسانا يشارك فيه؟ آلاف! وهذه الآلاف لكل واحد منها بارقة أمل بأنه سيفوز، ولكن الذين يفوزون حقيقة هم من 8 إلى 15 شخصا على أقصى تقدير، فماذا سيكون الحال بالنسبة للالآف التي لم تفز؟! وماذا سيكسبون من كونهم جزءا من هذه المغامرة الميئوس منها؟!

إن القيمة والفائدة لهم هو كونهم جزءا من العملية، وجزءا من الحدث حيث إن كل واحدة قد تنافس مع نفسه فكسب الثقة بالنفس، والقدرة على المنافسة من خلال التدريب.

إن سرعة الفائزين ونجاحهم لا تقلل بأي حال من الأحوال من إنجازات المتسابقين الآخرين.

أليس جديرا بالتقدير نجاح الفائزين؟ بالتأكيد! إنهم يستحقون إعجابنا وهتافنا، فالإنجاز الكبير دائما ما يكون ثمرة العمل الجاد والتفاني المدعوم بالموهبة. وبتكريم الموهبة والنبوع ينتعش المجتمع بأسره!

 

(3) كرة السلة:

  تخيل أن طالبا في المرحلة الإعدادية يلعب كرة السلة في فريق المدرسة، وهذا الطالب هو نجم الفريق لأنه هو الأطول قامة، وهو على درجة معقولة من الذكاء، وهو يعشق هذه اللعبة ويستمتع بها.

خذ يتراجع في مستواه لكثرة الثناء والمديح الذي كان يتلقاه من الجمهور والزملاء، انتبه المدرب إلى هذا الوضع، أخذ هذا الطالب إلى النادي ليتدرب مع الفريق هناك حيث اللاعبين الأكبر منه سنا، والأطول منه قامة، والأكثر منه خبرة، أحس بالضيق لأنه لم يعد نجم الملعب! فكانت صدمة لثقته بنفسه ولغروره، ولكنه تعلم من التجربة.

احذر من الطفل الذي يعتز بنفسه من خلال إنجازات يحصل عليها بسهولة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply