د عبد الخالق العف وورشة تدريب الأدباء والناشئة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من الشيم الرائعة التي يحبها الناس \"التواضع والعطاء\" ويرتقي حب هاتان الصفتان إلى أعلي المستويات إذا كانت واضحتان أي لا يحتاجان إلى جهد لاكتشافهما في الإنسان.

 

تواضع وعطاء د. عبد الخالق العف من أهم الصفات التي أجبرت الشباب الفلسطيني المبدع على التفاف حوله بقوة، شجعهم كرم عطائه وتواضعه وحبه لهم على تلبية طلبه المباشر لهم بالمشاركة في هذه المسابقة أو توقع فوز هذه القصة أو تميز هذه القصيدة، في الجامعة الإسلامية بغزة وتحديدا في قسم اللغة العربية يعرف د. عبد الخالق العف الأديب والناقد وأستاذ اللغة العربية بجهوده على مستوي قطاع غزة، هذه الجهود المتعددة كان على سلم أولوياتها رعاية الشباب الفلسطيني المبدع الذي افتقد كغيره من الشباب العربي الرعاية الحقيقة لمواهبه، د. العف أخذ على عاتقه توجيه وإرشاد وصقل هذه المواهب في الجامعة وخارجها في المؤسسات التي عمل مع جمع على إنشائها وأهمها مؤسسة أمجاد الثقافية..

 

د.عبد الخالق العف يتحدث لـ\" لها أون لاين \" عن مشواره مع المبدعين الشباب وعن حلمه وأمله في إيجاد جيل من المبدعين يرقي بمسئولته الأدبية تجاه الشعب الفلسطيني:

 

* نبدأ مع تجربتك د.العف مع المبدعين من الطلاب والطالبات؟

ـ بدأت تجربتي مع بداية عملي في الجامعة الإسلامية عام 1990م، حيث أخبرت طلابي بأني على استعداد للإطلاع على إبداعاتهم في مجال الفنون التعبيرية كالشعر والقصة القصيرة والكتابة المسرحية وبدأت أكتشف مواهب رائعة في هذه المجالات، أوجّه وأشجع وأقوّم وأصحح الأعمال الإبداعية وفق المعايير الفنية الصحيحة وفي إطار الإبداع الملتزم بعقيدة الأمة وقضايا الوطن وهمومه.

 

وقد تطورت تجربتي في رعاية الموهوبين إلى إنشاء منتدى أمجاد الثقافي الذي يقيم الدورات التخصصية والمسابقات الإبداعية واللقاءات الشعرية كما أنه أنشأ أخيراً نادي رسامي الكاريكاتير وقد أصدر ثلاثة أعداد من مجلة أمجاد الإبداعية الشبابية وأصدر كتابين نقديين وستة دواوين شعرية وعملاً قصصياً للمبدعين والمبدعات في فلسطين.

 

* ماذا عن دورك في صقل المواهب وتوجيهها وكيف كان تجاوب الشباب مع هذا الدور؟  

ـ كانت البدايات تشجيعاً وإرشاداً شفوياً أو مكتوباً ومتابعات ميدانية في فترات الأنشطة اللا منهجية، ثم تطور الأمر إلى الوعد بالنشر عبر المؤسسات والهيئات الثقافية وقد تابعت بعض المبدعين حتى حصولهم على عضوية اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

 

ولا شك أن إقبال المبدعين كان رائعاً بالذات الطالبات وكنّ يستفدن من الملاحظات ويطورن أنفسهن.

هؤلاء كان يحتاجون بعد اكتشاف مواهبهم التوجيه الصحيح نحو الجنس الأدبي الملائم، فوجود موهبة حقيقية تحتاج إلى الدربة والتمرين والصقل ومصارحة الموهوب بإمكانية تطوره أو اتجاهه نحو إبداع من نوع آخر.

 

* هل قصرت المؤسسات المعنية برعاية الناشئة من المبدعين؟

 

ـ في البيئات الثقافية فعلا هناك قصور كبير في المؤسسات الرسمية والنقابية الثقافية في متابعة المراكز الثقافية ودعمها وتوفير المناخ الملائم للموهوبين، عادةً ما تكتفي وزارة الثقافية أو اتحاد الكتاب بالنشر أو التشجيع للمبدعين الكبار وينسون في غمرة انشغالهم بالهم السياسي والمالي الشباب المبدعين.

 

* ماذا عن أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها الأديب وماذا عن خصوصية هذه الصفات في الفلسطينيين منهم؟

أهم السمات الخاصة بالمبدعين الصبر والمثابرة واحتمال النقد والتوجيه مهما كان قاسياً، إضافةً إلى الذكاء الفطري والمكتسب وسعة الإطلاع وغزارة المعلومات الثقافية.

 

أما المبدع الفلسطيني فقد يظن أن الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية قد تحول دون إبداعه لكن الواقع يشهد بأن الظروف القاسية تكون دافعاً للمزيد من الإبداع في نوع من التحدي للظروف وإثبات الذات.

 

* ماذا عن دور الأديب في حماية المجتمع أخلاقيا وسياسيا واجتماعيا؟

ـ للأديب دور كبير في حماية المجتمع من هيمنة السياسي على مجريات الحياة، فهو الجدار الأخير الذي يلجأ إليه الجمهور لاستقاء الحقيقة منه دون مواربة أو خداع وهنا يبرز الفرق بين المثقف النفعي والمثقف الجماهيري فالأول بوق للسلطة أو الحزب أو التنظيم أما الثاني فهو حصن منيع لثقافة الوطن وهمومه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply