القولون العصبي أعراضه وطرق علاجه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القولون العصبي معروف عنه انه مزمن ويتكرر أي بمعنى أن الأعراض تخفى ثم ما تلبث أن تعود مرة أخرى، هذه الأعراض ليس لها سبب معروف وجميع الفحوصات الطبية والتحاليل لا تدل على مرض عضوي، بهذا لا يمكن تشخيص القولون العصبي إلا عن طريق الأعراض والتأكد من عدم وجود أمراض أخرى مسببة لمثل هذه الأعراض ولا يوجد تحليل معين أو فحص معين يمكننا من تشخيص القولون العصبي.

منتشر جدا إن ملازمة القولون العصبي منتشرة جدا حتى إن ما نسبته 20ـ 40% من زيارات المرضى لعيادة طبيب الجهاز الهضمي هي بسبب أعراض القولون العصبي ويقدر بحوالي 25ـ 55مليون شخص مصاب بهذا المرض في أمريكا لوحدها ويكونون ما يقارب ثلاثة ملايين زيارة للأطباء سنويا. إن متلازمة القولون العصبي يقدر إنها تصيب 20% من أي مجتمع وخصوصا المجتمعات الغربية. والنساء أكثر عرضة لهذا المرض حيث يقدّر بأن 14ـ 24% من النساء مصابون بهذا المرض في حين إن 5ـ 19% من الرجال مصابون به.

المثيرات* لكن ما هي الأشياء التي تثير القولون العصبي؟ ـ إن الكثير من المرضى يذكرون أن الأعراض بدأت مع حوادث كبيرة في حياتهم مثل موت عزيز أو طلاق أو ضغوط نفسية مثل الاختبارات المدرسية وغيرها. أيضا العديد من المرضى يقولون إن أعراض القولون العصبي حدثت بعد التهابات أو جراحة في الجهاز الهضمي. أيضا قد يهيج القولون العصبي أنواع المأكولات والتي يكون المريض حساس لها وتختلف من مريض لآخر. أيضا قد يتهيج القولون العصبي بدون مسببات ولا مقدمات تثيره.

الاضطرابات* وقد اختلفت الدراسات في الاضطرابات النفسية هل هي أكثر عند مرضى القولون العصبي مقارنة بعامة الناس؟ ـ معظم الدراسات تؤيد ذلك وبعضها يرى انه لا توجد اختلافات بينهم وبين عامة الناس من ناحية الاضطرابات النفسية.

أعراض القولون العصبي تختلف من مريض لآخر وهناك عدة تعاريف للقولون العصبي منها Rome Criteria و Manniag Criteni لكن بشكل عام الأعراض عبارة عن آلام في البطن تخفّ مع التبرز، زيادة الذهاب إلى الحمام والتبرز، تغيير في شكل وحجم الفضلات الخارجة، خروج مخاط مع البراز.

الاحساس بعدم إكمال البراز بالإضافة إلى الانتفاخ في البطن وكثرة الغازات. وهناك أعراض أخرى يمكن أن تصاحب أعراض القولون العصبي مثل الغثيان والتعب والإحساس بالشبع وغيرها كما ذكرنا إن تشخيص القولون العصبي يعتمد على استقصاء الأمراض الأخرى المشابهة له في الأعراض. ويعتمد الطبيب على تشخيص المرض عن طريق تاريخه والحالة السريرية وقد يلجأ إلى عمل بعض التحاليل الأساسية للتأكد من خلو الأعراض المشابهة لكن في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى عمل تحاليل إضافية خصوصا إذا ظهر المرض في مريض فجأة بعد الخمسين سنة من العمر وينصح بعمل منظار محدود للقولون في هذه الحالة لكن إذا وجد دم في البراز فإنه يحتاج إلى عمل منظار عام للقولون.

ليس خطرا إن متلازمة القولون العصبي ليست خطرة على صحة الإنسان لكن تسبب له التعب والإزعاج والألم وعدم تفاعل الكثير من الناس والأطباء مع حالته لأنها تعتبر حالة مرضية غير عضوية والبعض غير مقتنع بأنها مرض. لهذا ترى مرضى القولون العصبي قد يلجأون إلى العزلة إذا لم يتم مراعاة أمرهم والاهتمام بهم خصوصا من الأطباء وإعطائهم الإرشادات الصحية للتعايش مع المرض.

إن مرض القولون العصبي لا يؤدي إلى مرض السرطان ولا يؤدي إلى أمراض القولون \"مثل الكرون والتقرحات القولونية\". لكن مرضى القولون العصبي قد يدخلون للمستشفى بسبب أعراض القولون العصبي وقد يعمل لها عمليات جراحية بالخطأ بسبب آلام شديدة في البطن التي تحدث وتؤدي إلى الاشتباه في أمراض أخرى.

أسلوب العلاج: إن علاج مرض القولون العصبي يعتمد على حدة الحالة وشدتها إضافة إلى طبيعة كل إنسان ومقدار تحمله للأعراضº لهذا فإن العلاج يختلف من مريض لآخر لكن قد يحتاج إلى واحد أو أكثر من تغيير لأسلوب الحياة اليومية أو علاج الحالة النفسية والاجتماعية أو العلاج بالأدوية. لهذا لا يوجد علاج واحد كاف للمريض فيشفى من المرض. أيضا العلاج الذي يعطى لمريض ما قد لا يفيد مريضاً آخر فكل مريض يناسبه العلاج الذي جرّبه ولا يمكن معرفة فائدته إلا بالتجربة وقد يفيد وقد لا يفيد.

من طرق العلاج التي قد تفيد ننصح المريض بأكل الطعام كثير الألياف مثل بعض الخضروات والفاكهة وهذه تساعد على زيادة حركة الأمعاء وتقلل الضغط الداخلي للقولون. لهذا ينصح الأطباء بأكل الطعام كثير الألياف أو إعطاء أدوية مثل Metamncil أو Fibercom أيضا قد ينصح بتجنب بعض أنواع الأكل مثل الحليب ومشتقاته لدى الأشخاص ناقصي مادة Lactose أيضا يفضل تجنب الخضروات التي تزيد الغازات مثل بعض الحبوب الخضراء والبروكلي. بالنسبة للتغيير في عادات الأكل فإنه ينصح بمراقبة أنواع المأكولات وإذا لوحظ أن أحد الأنواع يسبب زيادة في أعراض المرض فلابد من تجنبه.

بالنسبة للأدوية المستعملة لعلاج مرضى القولون العصبي فإنه لا يوجد دواء فعال لعلاج هذا المرض لكن قد يستفيد بعض المرضى من بعض الأدوية المستخدمة خصوصا لتقليل الأعراض المصاحبة مثل آلام البطن والانتفاخات والغازات فمثلا تعطى أدوية Tricyclieantide pressants Ante Cholinergic والأدوية الطاردة للغازات وأدوية ملينة للمصابين بالإمساك أو بالمضادة للإسهال لمن لديهم إسهال إضافة إلى أدوية عديدة أخرى تعطى لمرضى القولون العصبي وقد تفيدهم. إضافة إلى الأدوية هناك العلاج النفسي والاجتماعي فيحتاج مثل هؤلاء المرضى التعايش مع مرضهم ومحاولة البعد عن المؤثرات النفسية وتخفيف الضغوط النفسية والتعود على الاسترخاء وإذا كانت لديهم حالات نفسية شديدة مثل الاكتئاب فقد يحتاجون إلى مراجعة الطبيب النفسي وأخذ علاج نفسي محدد.

وأخيرا لابد من التذكير مرة أخرى: إن متلازمة القولون العصبي تعتبر منتشرة وليست مرضا عضويا أو خطيرا لكنه مزعج ومقلق للمصابين به ويحتاجون للتعايش مع هذا المرض الذي في الغالب يبقى مع الكثيرين فترة طويلة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply