نعم الإسلام هو البديل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثيراً ما يتباهى الغربيون أنهم أهـل الديمقراطية ودعاة الحرية العامة وحرية الرأي بخاصة، وأنهم أكدوا ذلك في دساتير بلدانهم، وأنهم مع (حقوق الإنسان) التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة، ويرون أنها من بدهيات الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الإنسان أياً كان، بل لأنهم يسالمون ويعادون على ضوء تلك الحقوق الإنسانية.

وكثيراً ما يكونون في صف أدعياء الفكر من الكتاب والأدباء الذين ألفوا كتباً إلحادية بدعوى أن ذلك مما تكفله حرية الرأي للجميع.

ولا يغيب عن البال موقفهم من (سلمان رشدي) حينما ألف كتابه (آيات شيطانية) و (علاء حامد) في روايته (مسافة في عقل رجل).

 إلا أننا وبمعرفتنا بالعقليات الغربية ومنطلقاتها الصليبية لا نشك في أن مؤازرتهم لأمثال أولئك الكتاب ذوي الاتجاهات المنحرفة ليس إلا لكونهم طعنوا في الإسلام عقيدة ومنهاج حياة، وإلا فلماذا أصدروا في (بريطانيا) قراراً بمصادرة كتاب (صائد الجواسيس)، وصودرت حرية الرأي حينما أراد أحد الباحثين أن يدرس وينقض دعوى اليهود الصهاينة بادعائاتهم إحراق (هتلر لليهود)؟ ! وحينما تقدم الباحث برسالته العلمية التي تنقص تلك الدعوى التي ما زالوا يمتصون بها الملايين بدعوى التعويض عن القتلى اليهود من قبل (النازية) رفضت الرسالة.

في الوقت الذي تباشر عمليات الاضطهاد لمن ينقد التوجهات الصهيونية للعدو الإسرائيلي في أمريكا بدعوى عدم إثارة النزعة اللاسامية.

 هذا كله مقدمة لحال السفير الألماني الدكتور (مراد ويلفريد هوفمان) الذي ألف كتابه الجديد (الإسلام البديل) وتعرض بعده إلى حملة صحفية قادتها الجمعيات النسائية، بدعوى أن الإسلام أهان المرأة.

وتعرض للمساءلة من (الخارجية الألمانية) ولومه لأنه خرج عن مهام وظيفته.

ودعت نائبة في (الحزب الديمقراطي الاشتراكي) إلى إقالته لأنه تجاوز حقوق المرأة في الدستور الألماني.

هذه الحملة المغرضة ضد السفير مع أن الدستور الألماني يعتبر الدين من الشؤون الشخصية.

 والحقيقة خلاف ما قيل عن المؤلف المسلم وكتابه فهذا الألماني المسلم (عبد الله رودلف بيريت) صديق المؤلف (هوفمان) يقول أن الحملة وجعل عنوانها (الدفاع عن حقوق المرأة) ليس ذلك إلا مجرد عنوان والحقيقة هي الخوف من الكتاب وما تضمنه من أفكار تقدم (الإسلام كبديل من نمط الحياة الغربية).

فالمؤلف (هوفمان) سبق له أن ألف كتاباً سابقاً بعنوان (مذكرات مسلم ألماني) ولم يثر أي ردود فعل غير عادية، بل إن الكتاب موجود في السفارات الألمانية بالدول الإسلامية.

وإن جريدة كبرى مثل (فرنكفورتر الجيامينيه) نشرت لذلك الكتاب عرضاً موضوعياً لكاتب غير مسلم.

وما ذلك إلا لأن الكتاب الأول لم يكن فيه أي إثارة، ولما جاء الكتاب الجديد بأفكار تغييرية أثارت حمية القوم، وقامت قائمة الخائفين من عرض الإسلام بوجهه المشرق كبديل عن الأنظمة الأرضية، التي لم تورث إلا الفساد والدمار والانحراف.

 ودعونا نستعرض الخطوط العريضة لكتاب (الإسلام البديل) ونحكم القراء المسلمين بعامة وغيرهم بصفة خاصة.

ثم لنتساءل هل لتلك الحملات الظالمة ضد الكتاب أدنى وجه من الحق أم أنها حملة صليبية ليس إلا؟ ؟..

 فالعناوين الرئيسية لفصول الكتاب الذي يقع في 220 صفحة تتلخص فيما يلي:   * الإسلام والغرب و (مفهوم الإيمان في الإسلام) والديانة المسيحية من وجهة النظر الإسلامية..

الإسلام كدولة ووجهة نظر الإسلام في النظام الاقتصادي، وحماية البيئة وحقوق الإنسان، والجهاد والحقوق الدولية، وفي الفصل الخاص بالمرأة والذي آثار الضجة تناول المؤلف المرأة في المجتمع الإسلامي مدعماً رأيه بالقرآن والحديث، حيث بينّ مكانة المرأة المسلمة ودورها الكبير في المجتمع كأم ومربية ومحور للحياة والمجتمع، وناقش مسائل الزواج والطلاق وتعدد الزوجات والميراث والحجاب، وما أكده الإسلام من العدل بين النساء وأحكام الطلاق كضرورة اجتماعية، وشرح بموضوعية أحكام الإرث وشهادة المرأة، وحذر المؤلف من أن يسيء الغربيون فهم أحكام الإسلام تلك لأنها لا تتلاءم مع واقعهم الذي ركز عليه انتقاده، متسائلاً عن معنى إطلاق الحرية للإجهاض وقتل الجنين في رحم أمه وانتشار الإباحية والتعري المفضوح، وأكد السفير في كتابه وجود الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة وأن الإباحية ستدمر المجتمعات الغربية.

 هذا ما أثار حفيظة هؤلاء وما حرك ضغينتهم بلا مبرر معقولº فأين الحرية التي يدعون وأين الديمقراطية التي يزعمون، لماذا تكون الحرية حينما يكون ذلك في حرب الإسلام وفي نقد قيمه ومثله، أما حينما تكون في عقائدهم هم ومنطلقاتهم هم ودساتيرهم هم فإنها تصادر ويدعى إلى استئصالها بل إلى خوض معارك صليبية ضد من يثير حولها التساؤلات..؟ ! لماذا لا يتاح المجال للفكر الحر النزيه أن يرى النور في مجتمعاتهم التي يسمونها بمجتمعات النور!...

النور العنصري! لماذا لا يتركون كل مفكر موضوعي أن يقول رأيه في وضح النهار؟ ! إن ما قاله المسلم الألماني (عبد الله رودلف) هو الحقيقة وهو أنهم إنما جعلوا المرأة عنواناً للحملة ولكن المقصود هو الخوف من جعل الإسلام هو البديل لحضارتهم.

  ويوم يترك للإسلام المجال في النور لا شك سيرى فيه الناس المثل الأعلى الذي يحل مشاكلهم ويستأصل أمراضهم وانحرافاتهم وهذا ما تنبأ به بعض عقلائهم.

 نعم إن حل مشاكل الدنيا يوم يكون للإسلام الحاكمية كاملة، يوم يوقف أدعياء الحرية محاولاتهم وأد الحرية المسؤولة خوفاً من البديل الذي يهز بيوت العنكبوت التي يهتمون بها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply