الغزو الفكري وآثاره على الأفراد والمجتمعات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينº أما بعد:

فمنذ أشرقت شمس الإسلام وأعداؤه يكيدون له المؤامرة تلو المؤامرة، فاستخدموا كثيراً من الوسائل ونوعوا العديد من الخطط، فتارة بالقوة، وتارة بالحيلة، نجحوا أحياناً وفشلوا أحياناً أخرى، وهكذا الصراع بين الحق والباطل.

وعصرنا الحاضر ما هو إلا حلقة في سلسلة التداول بين الإسلام وأعدائهº إلا أن الأعداء هذه المرة ابتكروا أسلوباً جديداًº حيث ابتعدوا عن الاعتماد على القوة وحدها ولجأوا إلى محاربة الإسلام بالفكر فكان ما يسمى بالغزو الفكري.

ولا شك أن لهذا الغزو الجديد خطورته ووسائله، وله أهدافه و آثاره، مما جعل الغيورين من أبناء المسلمين يتنادون بوجوب مجابهته ومحاربته، وكشف زيفه وبيان مغازيه.

ومن المحاولات الرامية إلى مواجهة هذا الغزو عقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات الإرشادية، وكتابة الكتب والمقالات ومنها هذه المقالات والتي هي بعنوان (الغزو الفكري وآثاره).

 

أولا: تعريف الغزو الفكري:

الوسائل غير العسكرية التي اتخذها الغزو الصليبي لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية وصرف المسلمين عن التمسك بالإسلام مما يتعلق بالعقيدة، وما يتصل بها من أفكار وتقاليد وأنماط سلوك [1].

فالغزو الفكري إذاً مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تدخل على الفكر الإسلامي هدفها السيطرة على هذا الفكر أو على الأقل حرفه عن وجهته الصحيحة.

 

نشأة الغزو الفكري:

بعد فشل الحروب الصليبية وعدم استطاعة الصليبين السيطرة على المسلمين بالوسائل العسكرية تنادى مفكروهم وقوادهم إلى ضرورة استحداث أسلوب آخر يكفل لهم تحقيق أهدافهم، فكان هذا الأسلوب المطلوب هو الغزو الفكري.

يقول لويس التاسع ملك فرنسا بعد أن وقع في الأسر وبقي سجيناً في المنصورة يقول(إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده، فقد هزمتم أمامهم في معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم) [2].

 

 وبالفعل بدأت الحملات الصليبية ولكن هذا المرة عن طريق الفكر وبالفكر، واستخدمت الوسائل المتعددة والأساليب الكثيرة لتحقيق ما يريدون، سواء كان ذلك عن طريق الوسائل التعليمية أو عن طريق الوسائل الاقتصادية أو عن طريق الوسائل الاجتماعية أو عن طريق الوسائل السياسية، مما سيأتي الكلام عنه مفصلا عند الكلام على وسائل الغزو الفكري.

 

ثانياً: أهداف الغزو الفكري:

- السيطرة السياسية على بلاد المسلمين:

قد ذكرت أن نشأة الغزو الفكري كان بعد فشل السيطرة العسكرية، فحتى يتم لهم ما يريدون من الاستيلاء على البلاد الإسلامية بدأوا بالغزو الفكري.

 

والسيطرة السياسية تنقسم إلى قسمين أو يمكن أن تأتى على وجهتين:

 

الوجهة الأولى:

الاحتلال المباشر لبلاد المسلمين كما حصل في وقت ما يسمى بالاستعمار، حيث تدخل الجيوش الغازية إلى البلد المسلم، وتبسط نفوذها عليه، كالاستعمار البرتغالي لمنطقة الخليج ثم انحساره عنها ليحل محله الاستعمار الهولندي ثم الاستعمار البريطاني، وكان هذا الاستعمار يهدف في ما يهدف إليه إعطاء الغطاء السياسي اللازم لحركات الغزو الفكري.

 

الوجهة الثانية:

الاحتلال غير المباشر لبلاد المسلمين بأن يجعلوا من حكامها تابعين لهم لا يخرجون عن أرادتهم وطوعهم ولا ينفذون إلا ما يريدون، وقد حدث هذا بعد خروج المحتل ولكنه أبقى نفوذه ووصايته، فبعد اكتشاف النفط في دول الخليج بادرت بريطانيا إلى اخذ التعهدات من حكام تلك الدول ألا يمنحوا امتياز التنقيب عن النفط لشركات أو أشخاص دون مشورتها([3]).

 

- الاستغلال الاقتصادي:

لا تقوم البلدان إلا على اقتصاد قوي، والاقتصاد يحتاج إلى موارد اقتصادية، وبلدان العالم الإسلامي في الغالب تحتوي على موارد اقتصادية هائلة سال لها لعاب الدول الغربية مما جعلها تحاول جاهدة استغلال هذه الموارد، فكان في بداية الأمر أن فرضت الدول المستعمرة شروطا واتفاقيات تبيح لها التصرف في ثروات الشعوب الإسلامية سواء كانت هذه الاتفاقيات مفروضة بالقوة أو كانت بقوة غير مباشرة كمعاهدات الحماية بأن تتعهد الدولة القوية بحماية الدولة المسلمة الضعيفة مقابل ابتزازها اقتصادياً، ولأن القوة ربما تولد القوة والهجوم يولد الدفاع، لذا رأت الدول القوية أن منطق القوة قد لا يستمر لها وأن الدولة المسلمة ربما أفاقت وقاومت، لذا لجأت هذه القوى إلى الغزو الفكري الذي يحقق لهم ما يريدون دون إثارة حفيظة المسلمين وحنقهم.

 

- إبعاد المسلمين عن مصدر قوتهم وعزتهم:

أدرك الغزاه أن المسلمين وإن كانوا في ضعف وهوان وتشتت وانقسام إلا أنهم يملكون سلاحاً قوياً يستطيعون به الانتصار على عدوهم متى ما استخدموه لذا حرصوا اشد الحرص على إبعادهم عن هذا السلاح وعن مصدر قوتهم، فبدءوا بمحاربة العقيدة الإسلامية ومحاولة إبعادها عن حياة المسلمين، لا عن طريق ذمها في البداية وبشكل مباشر فهذا يثير المسلمين عليهم ويرجع المسلمين إلى عقيدهم، ولكن عن طريق دس السم في العسل كما يقال، وبطرق ملتوية غير مباشرة، فحاولوا التشكيك في العقيدة أو في جوانب منها فإن لم ينجحوا في ذلك فعلى الأقل عملوا على زعزعة ثقة بعض المسلمين بعقيدتهم.

 

وقد لجأوا في ذلك إلى أساليب كثيرة أحيانا تحت مسمى التدرج وعدم التعصب وأحيانا تحت مسمى البحث العلمي وأحيانا تحت مسمى التقارب العقدي للأديان وهكذا،،،،

وسيأتي الكلام عن الأساليب التي اتخذوها.

 

ثالثاً: وسائل الغزو الفكري:

- التدخل في مناهج التعليم:

من أخطر وسائل الغزو الفكري، لأنه على مناهج التعليم يتربى الجيل، ومناهج التعليم على قسمين:

القسم الأول:

قسم تتولى الدولة وضعه أو بمعنى آخر يضعه أناس ولكن تحت إشراف الدولة، ويتم الغزو الفكري في هذا القسم بما يبذله العلمانيون من جهد في تغيير المناهج ولهم في ذلك أساليب ووسائل يخادعون بها دولتهم ومجتمعهم، حتى يتم لهم ما يريدون، يقدمون التقارير ونتائج الندوات والمؤتمرات المبرمجة سلفاً لشيء معين وكلها تنصب في ضرورة التغيير، وأن المناهج الحالية لا تلبي حاجة المجتمع أو حاجة السوق كما يعبر عنه أحيانا، وأحيانا تتهم أنها سبب في توليد الإرهاب، وأنها تنمي الكراهة والبغض عند الطلاب ضد الكفار، الذين اصبحوا أصدقاء وأعوان، وهكذا، ولا بأس إذا أرادوا شيئاً معيناً أن يحركوا بعض الصحفيين ليكتبوا في الصحف عن ضرورة التغيير وعن حاجة المجتمع، وعن عدم قدرة المناهج الموجودة على مواكبة العصر.

 

 وأحياناً يمكن أن يكون الغزو في هذا القسم تحت ضغوط مباشرة من الغزاة الحقيقيين، ويستخدمون لهذه الضغوط وسائل متعددة ليس المجال مجال ذكرها.

 

- القسم الثاني:

قسم لا تتولى الدولة وضعه، وإشرافها عليه غير مباشر، وهذا يتمثل في الجامعات، وبعض المدارس الخاصة والمدارس الأجنبية.

 

ويتم الغزو الفكري فيها باختيار مناهج تضعف فيها المواد الدينية ويركز على غيرها، ثم هذه المواد تدرس بعيداً عن الدين، وربما كان فيها من الانحراف الفكري ما يشوش على أفكار الطالب، وربما درست نظريات وأفكار لعلماء غربيين مليئة بالانحراف، دع عنك النظريات العلمية في مواد العلوم الطبيعية كما تسمى، وإنما نقصد العلوم الاجتماعية، كعلم الاجتماع، و علم النفس، وغيرهما.

 

وربما درست للطلاب أشياء مخالفة للدين فيدرس الربا على أنه فوائد، ويدرسون كيفية حساب الفائدة، حتى إنه يلقى في روع الطالب أن الاقتصاد لا يقوم إلا على الربا.

 وربما يوكل للأستاذ الجامعي وضع المنهج وقد لا يكون على مستوى المسؤولية.

- المدارس الخاصة والأجنبية، ومنها الجامعات الغربية المقامة في بلاد المسلمين:

وذلك لأنها لا تخضع في مناهجها ومدرسيها للدولة بشكل مباشر، وبالتالي تكون مجالاًََََََ خصباً لبث ما يريدون، كما أن هذه المدارس قد تتعدد فيها الديانات ولاسيما المدارس الأجنبية مما يخفي عند الطالب المسلم عقيدة الولاء والبراء أو يضعفهاº لأنه يرى أستاذه نصرانياً وزميله كذلك وهو يعاشرهم ويعيش معهم مما يضعف البراء من الكفار.

كما أن هذه المدارس ربما تمارس أنشطة غير منهجية فيها مخالفات للدين.

من أخطر آثار هذه المدارس أنها تجذب الأنظار إليها بما تملكه من وسائل تعليمية عالية، وبما تتمتع به من تنظيم إداري فائق، كما أنها تهتم باللغات الأخرى، مما يجعلها محط أنظار فئات خاصة من المجتمع، هذه الفئات تتخرج من هذه المدارس لتتولى المناصب في مجتمعاتهم، مما يجعلهم سنداً بعد ذلك لقادة الغزو الفكري.

 

- تقليل الاهتمام بمواد الدين:

 ويتم ذلك بما يلي:

 

 - تقليصها في الجدول الدراسي.

 - دعوى صعوبتها، وصعوبة فهمها.

 - جعلها في آخر الجدول اليومي، مما يجعلها في وقت تعب وملل.

 - التقليل من شأن مدرسها.

 - دعوى أنها لا تلبي حاجة المجتمع.

 - دعوى أن الطالب ربما يستفيدها من خارج المدرسة.

 - جعلها مادة لا يترتب عليها نجاح الطالب، وإنما للفائدة فقط.

 - جمع مواد الدينية كلها تحت مسمى واحد كأن تسمى مادة الثقافة الإسلامية مثلاً، أو مادة إسلامية، أو دين أو تربية إسلامية وهكذا.

- حصر الدين في المواد الشرعية وإخراج العلوم الأخرى كالاقتصاد والاجتماع وعلم النفس و العلوم الإدارية والعلوم التطبيقية.

 - تدريس المواد غير الشرعية بعيداً عن الدين فالاقتصاد بعيد عن الإسلام أو فيه مخالفات شرعية كثيرة، وعلم الاجتماع كذلك، وعلم النفس كذلك، والعلوم التطبيقية لا تربط بقدرة الله، وإنما الطبيعة هي كل شيئ..

- تقسيم المدارس أو التخصصات إلى دينية وغيرها مما يولد الشعور عند الطالب أن الدين لا يصلح في التخصصات الأخرى.

 - تهيئة الفرص الوظيفة لخريجي الأقسام غير الشرعية، وتقليل هذه الفرص بالنسبة لخريجي الأقسام الشرعية، مما يجعل الطالب لا يحرص على دخول هذه الأقسام.

 

- هدم اللغة العربية: ويتم هذا بما يلي:

 - الدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية بدعوى أن الحركات لا تكتب.

 - الدعوة إلى العامية والبعد عن الفصحى.

 - دعوى صعوبة اللغة العربية وعدم قدرة النشء على تعلمها.

 - الدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية، وربما للصغار مما يفسد لغتهم الأصلية.

- تشويه التاريخ الإسلامي: ويتم هذا بما يلي:

 - تصوير أن الإسلام لم يعش إلا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعهد الخلفاء الراشدين، وما بعده انحرف المسلمون عن الإسلام.

- إبراز مظاهر الانحراف التي حدثت في عصور الإسلام، وجعلها هي الأصل والأساس، وبالذات الانحرافات السياسية.

- إلصاق التهم السيئة بنوايا الفاتحين، وبنوايا المصلحين، كاتهام الفتوحات الإسلامية بأنها نوع من الاستعمار.

- تمثيل المواقف الإسلامية أو المعارك بتشويه متعمد، فهذا القائد يحب ابنة الخصم أو يحب أخرى، وعلاقات الحب تمثل مع عدم وجود مستند تاريخي لها، وكتابات جورجي زيدان في التاريخ الإسلامي شاهد على ذلك.

 

- الاختلاط:

وهذا يكون في مسلك التعليم وفي غيرة، فأما في التعليم فيتم في البداية في الروضة، وفي المختبرات في الجامعات ونحوها، ثم في المراحل الأولية من الدراسة الابتدائية، ثم يتطور بعد ذلك إلى ما هو أكثر.

 هذا في المدارس الحكومية وأما المدارس الأجنبية فالأمر مختلف فالاختلاط فيها ظاهر سواء بين الطلاب والطالبات أو بين المدرسين والطالبات أو بين المدرسات والطلاب أو بين المدرسين والمدرسات.

وأما غير التعليم فالاختلاط يكون في المستشفيات، وفي الحدائق، وفي مطاعم العوائل، وفي الأسواق، وفي المنتزهات وغيرها.

 

- الابتعاث:

ويعني إرسال أولاد المسلمين إلى البلاد الكافرة للتعلم هناك وهذا قد تضطر له الدول الإسلامية لتتعلم العلوم التي سبقتنا فيها البلاد الكافرة، ولكن الإشكال حينما يفتح الابتعاث على مصراعيه لكل أحد، وبدون ضوابط ولا عوامل حماية للمبتعثين، فيذهب المبتعث ويرجع بفكر غير الذي ذهب به.

- الدعوة إلى تعلم اللغة خلال الصيف في مدارسهم ومعاهدهم في بلادهم الكافرة، فيذهب الشاب إلى هناك، وربما سكن مع عائلة كافرة، مما يجعل فرصة تأثره بأفكارهم ومعتقداتهم سانحة، وربما احتقر بلاده وتعاليم دينه.

- نشر الأفكار الهدامة التي تدعو إليها بعض المؤتمرات والمنظمات والجمعيات العالمية.

- الحديث عن أعيادهم، ونشر ما يحدث فيها كعيد الميلاد وعيد الحب.

- الدعوات إلى الفرق والأديان الباطلة.

- زعم التقريب بين الأديان، والدعوة إلى الندوات والمحاضرات والمؤتمرات لمناقشة هذه القضية.

- محاولة نشر الكتب أو الكتيبات أو النشرات التي تدعو إلى أديان باطلة أو تشكك في الدين الإسلامي.

- الدخول من باب الأدب لحرف الفكر الإسلامي، فتارة عن طريق الحداثة، وتارة عن طريق القصص الغرامية، وتارة عن طريق فكر مخالف للدين بدعوى الحرية الفكرية.

- نشر الأدبيات المنحرفة وتمجيد أصحابها، سواء كان عن طريق القصة أو الشعر أو غيرها، وكتاب في جريدة شاهد على ذلك.

- ترجمة غير المفيد من اللغات الأخرى فلا تترجم الكتب العلمية المفيدة و إنما تترجم الغراميات، أو التي تحمل الأفكار العلمانية أو الإلحادية.

- استغلال الإذاعة أو التلفزيون أو القناة الفضائية لبث الأفكار التي يريدون.

 

- استغلال العادات والتقاليد:

ويتم عن طريقين:

 أ- استغلال واقع خاطئ يعيشه المجتمع المسلم أفرزته العادات والتقاليد البعيدة عن الإسلام، فيقوم هؤلاء باستغلال هذا الوضع ويهاجمونه هجوماً شديداً لا لرد الناس إلى الحق ولكن للشطوح بهم بعيداً عن الدين.

 

- الطريق الثاني:

 الحرص على جعل تعاليم الإسلام عادات وتقاليد مما يهون من شأنها ويسهل تركها، كالحجاب مثلاً.

 

- إفساد المرأة:

 والدعوة إلى تغريبها وسفورها واختلاطها، ولهم في ذلك طرق كثيرة ودعوات مغرضةº لأنهم يعرفون أهمية المرأة ودورها في المجتمع.

- استغلال النكبات في العالم الإسلامي بدعوى تقديم العون للمنكوبين المحتاجين، وهم في الحقيقة لا يقدمون العون إلا مع تقديم أفكارهم ومعتقداتهم.

- السيطرة على مصارف النقد ومحاربة الاقتصاد الإسلامي لإضعاف المسلمين، وبالتالي السيطرة عليهم.

- تكثيف الدراسات الاستشراقية، والاهتمام بهاº لتسهل السيطرة على العالم الإسلامي.

- القيام بالعمليات التنصيرية، ورصد الأموال الطائلة، والجهود الكبيرة لإنجاحها.

- اختراع مصطلح العولمة لإذابة الفكر الإسلامي، بل ليس سراً أن نقول إن العولمة هو المصطلح الجديد للغزو الفكري.

- الضغوط الخارجية على الحكومات المسلمة لئلا تقف في وجه الغزو الفكري.

- الدعم السياسي للغزاة المحليين ممن هم على شاكلتهم، ولذا ليس سراً صلة حركات التغريب بالاستعمار وبالدول الكافرة بعد الاستعمار.

 

1 واقعنا المعاصر ص195.

2 المرجع السابق ص196.

3 الخليج العربي دراسة في الجغرافيا السياسية ص281.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

قوة الأمة الإسلامية في التزام تعاليم دينها

-

أ.د. محمد كاظم الفتلاوي

13:14:33 2023-03-18

نعم؛ لا عجب أن ينتصر الغرب على الأمة الإسلامية إذا كان في حالة قوَّة ونحن في حالة ضعف وفتور، وان تكون الحضارة الإسلامية ومقوماتها محل اهتمام الفكر الغربي بكل تياراته وتوجهاته، وموضع رصد مخطط للنيل منها، فالتجربة عندهم ترشدهم الى ذلك دون غيرها من الحضارات والديانات الأخرى، فالدّيانات التي في العالم كالبوذية والمجوسية وغيرها قد أغلقت على نفسها في تعاليمها وتأطرت بالقومية فهي بهذا لا تخرج خارج محيطها الجغرافيّ والقوميّ، ومن ثم ان طموحها في تمددها محدود محسور لا ضرر منه، أمَّا الدين الإسلامي وفق تعاليمه الحقة فهو دين فاعل ومتفاعل وهو بهذا دين حركي ومتحرك، وهو بتعاليمه العالمية يمتد بنفسه بلا أية قوّة مساعدة له بذلك، فقوته قُوَّة ذاتية مصدرها قرآنه المجيد وسنة المعصوم الخالدة.