قصة إرهابنا


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 امتدت أيديهم إلينا بالقنابل فأجبناهم بأقلامنا، داست رقابنا دباباتهم فانطلقت ألسنتنا هاربة من عجلاتها استنكاراً لأفعالهم، ثقبت آذاننا أصوات انفجاراتهم فثقبنا آذانهم بأغانينا وأشعارنا الوطنية والقومية.

 

جعلوا من شوارع فلسطين وشعبها أبطال لمسرحياتنا وأفلامنا والفيديو كليب.

 

يشتموننا ويسخرون منا ويتحدوننا، فنرد شتائمهم وتحدياتهم ببرامج تلفزيونية تطلق العنان للشعب ليشتم ويتحدى ويتوعد.

 

يفرضون حظر التجول على الفلسطينين فنخرج إلى الشوارع في مظاهرات نرفع أعلاماً ونحرق أعلاماً.

 

تنطلق النداءات.. الأقصى يناديكم….

 

فتجيبه أقلامنا، أغانينا، أشعارنا، مظاهراتنا وهتافاتنا.. نحن معك يا أقصى!

 

تطلب المساعدات المالية فنجعل منها فرصة دعائية لتصريف منتجاتنا!

 

وتمضي الأيام وشعب فلسطين يعيش فوق الحصار، بين الأموات والدماء والمرض والجوع والعطش.

 

ونحن نعيش تحت حصار.. بين صفحات المجلات والجرائد وأقنية التلفاز.

 

وتنتهي المجازر بعد أن تحقق هدفها بجهود عالمية وجولات عربية لتعلن المحطات الفضائية تعليقات كلاسيكية.. "لابد للشر أن ينتهي  لابد للظلم أن ينجلي... " مع وابل من الشتائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي والسابق، بينما تدخل المجلات قسم الأرشيف وتركن الأغاني والأشعار الوطنية والأفلام إلى مناسبة أخرى.

 

وتختم البرامج السياسية ملفها بالحديث عن حصاد الدم والموتى، وينتظر العالم تعليقاً على ما حدث، فيأتي ردهم "إن ما فعلوه ليدفعوا عن أنفسهم إرهابنا".

 

ربما.. ربما وجدوا في مقالاتنا كلمات حادة، أو كلمة حادة، قد تندرج تحت قائمة الإرهاب، أو بإحراقنا أعلامهم، نار، والنار تؤلم، والألم إرهاب، وفي أفلامنا دعوات وشتائم، والشتيمة غل، والغل لا بد سيؤدي إلى عمل إرهابي!

 

ولا ننسى أنهم يروننا نصلي في المساجد وندعو الله، ونرت دي الحجاب، وهم يخافون الإسلام. ففي كلمة ألقاها "نتنياهو" في مؤتمر AIPAC، واصل حملاته التحريضية ضد الإسلام ووصفهم بأنهم أعظم تهديد للغرب، وأن العرب يتمسكون به ليعودوا إلى العصور الوسطى، فيستلمون سلطة العالم، ويضعون الغرب تحت رايتهم.

 

وربما لأنهم وجدوا جثة طفل فلسطيني يحمل بيده حجراً يدافع به عن نفسه وأرضه ووطنه، والحجر في رأيهم من أسلحة الدمار الشامل التي يجب أن تدخل ضمن الأسلحة المحظور استخدامها دولياً.

 

يحاولون أن يثبتوا للعالم أننا إرهابيون.

 

ونحاول أن نثبت لأنفسنا أننا مناضلون، بينما يثبت الفلسطيني للعالم كله بأنه وحده المناضل والشجاع والشهيد.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply