أبعاد الهجمة الأمريكية على مناهج التعليم الديني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مناهج التعليم الديني في العالم الإسلامي مقصودة بـهجمة أمريكية عاتية، والكل منهمك في الاستجابة للضغوط الأمريكية من طنجة بالمغرب وحتى باكستانº ففي قمة الخليج في ديسمبر 2003، تم اعتماد خطة لتغيير مناهج التعليم الديني تمشيًا مع الضغوط الأمريكية.. ويبدو أن مراوغة الحكام العرب في مزاعم رفض الضغوط الأمريكية، كشفها بعفوية يمنية جامحة الرئيس اليمني في مؤتمر صنعاء للديموقراطية وحقوق الإنسان يوم 11 يناير 2004º حين قال "علينا أن نتعلم من الزمن ونعتبر بالماضي قبل أن يعلمنا الآخرون، وأن نحلق شعرنا قبل أن يحلقه لنا الآخرون"º وحلق الشعر هو تعبير عن أعلى مستويات القهر والإخضاع في العقوبات العسكرية بالجيوش العربية.

 

ويبدو أن الحكام العرب يقاومون على مستوى الإصلاحات السياسيةº لأنـها تـهدد عروشهم وبقاءهم واستبدادهم وفسادهم، لكنهم بالنسبة لمناهج التعليم الديني يرضخون فهي أسهل منالاً وأقرب قربانًا.. فهي مناهج العبث بـها والتلاعب فيها كان أحد مقاصد العلمانية التي ترى الدين خطرًا عليهاº وبينما تـهدد مطالب الإصلاح السياسي الطبقات السياسيةº فإن مطالب تغيير مناهج التعليم الديني لا تـهدد هذه الطبقات وإنما تمثل اختراقًا حقيقيًا وتـهديدًا خطيرًا لهوية الأمة وثقافتهاº وهم - أي الطبقة الحاكمة بما في ذلك الملاحق الدينية التابعة لها - ليست معنية بحماية ثقافة الأمة وهويتها، ولكنهم أحد أدوات تفتيتها وتشويهها لصالح أعدائها.

 

ونحن نقول هجمة صليبية جديدة.. لأن هذه الهجمة الجديدة هي استمرار للهجمة القديمة على هوية الأمة وثقافتها، والتي تعرف في الأدبيات الإسلامية باسم "الغزو الفكري"، فالتبشير والاستعمار والتنصير كان هدفها الأساسي الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية والدين الإسلامي، فبعد هزيمة الفرنجة في الحروب الصليبيةº فهموا أنـهم لن يمكنهم هزيمة المسلمين بالسلاحº وإنما تكون هزيمتهم عبر اختراق ثقافتهم.. فما هي الأسباب التي جعلت الحضارة الإسلامية قوية؟ القرآن، السنة، اللغة العربية، النظام الاجتماعي وقوانين الأسرة والمرأة، ونمط الحياة الإسلامي، والمؤسسات العلمية مثل الأزهر في مصر والزيتونة في تونس، والنظام السياسي الذي لا يفصل بين الدين والسياسة. ومن ثم فإن اختراق هذه الحصون هو الذي يهدد الحضارة الإسلامية.

 

واستطاع الاستعمار أن يزرع نخبا علمانية تقوم بالتخريب والتبجح والإجرام وترفع راية التحدي للجوانب الأخلاقية والثقافية والدينية في الحضارة الإسلامية، ورأينا علي عبد الرازق، وطه حسين، وقاسم أمين، وسلامة موسى، حتى رأينا المتبجحين ممن يستبيحون التهجم على مقدسات أمتهم بدعوى الإبداع والحرية الفكرية، لكن الجديد الآن هو أن أمريكا بقوتـها وجبروتـها جاءت بخيلها ورجلها لتقوم هي بنفسها بفرض ثقافة جديدة بدلاً من الثقافة الإسلامية بدعوى أن الثقافة الإسلامية ثقافة صلبة لا تقبل التطور وتنتج العنف والإرهاب.. ولمنع الإرهاب والعنف فلا بد من تغيير هذه الثقافةº ولأن الإسلام هو الذي يمنح الأمة وأبناءها القدرة على المقاومة بما في ذلك الاستشهاد فلا بد من إعادة هندسة الإسلام نفسه ليتفق مع القيم الأمريكية.

 

ومناهج التعليم الديني هي أحد أهم مصادر الحفاظ على الإسلام، ولذا لا بد من تغييرها.. لا بد من إلغاء المواريث وأحكام الجهاد بل وإلغاء المذاهب الفقهية كمدارس لفهم الشريعة، وكذلك إلغاء ما يشير إلى الولاء للأمة الإسلامية والبراء من الكفارº فالهجمة على مناهج التعليم الديني مقصود بـها محاصرة الإسلام، وتطويعه للقيم الأمريكيةº بحيث يصبح تعبيرًا عن "الإسلام الأمريكي" أو "الإسلام العلماني" أو "الإسلام المدجن" ولسنا نستبعد أن يطالبوا بإلغاء آيات من القرآن الكريم مثل قوله - تعالى -:((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) أو قوله - تعالى -: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) أو قـوله - تعالى -: ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون))، أو قـوله: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض))

وتقول "إلينا رومانسكي" مسئولة برامج مبادرة الشراكة الأمريكية - الشرق أوسطية، في محاضرة لها بالدوحة في سبتمبر الماضي "لا توجد فسحة من الآن فصاعدًا للكراهية وعدم التسامح والتحريض ونحن نحاول أن نعيش معًا، وأي منهج دراسي لا يسير في هذا الاتجاه يجب تغييره".. وقالت أيضًا في المناهج "الإدارة الأمريكية تسعى بجدية إلى تغيير مناهج التعليم في الدول العربية، فالمنطقة والأجيال المقبلة ليست في حاجة إلى مزيد من العنف، ولذلك ستساعد أمريكا دول المنطقة على تغيير كل ما يدعوا إلى الحقد والكراهية.. المثير في الأمر أن "رامسفيلد" و"جون أبو زيد" قائد القوات الأمريكية في العراق تحدثوا عن معركة العقول والأفكار وضرورة تغيير مناهج التعليم الديني لأنـها تخرج الشباب المتشددين، ومن ثم فإن المعركة التي يجب كسبها هي تغيير مدارك العرب والمسلمين وعدم الاكتفاء فقط بالقوة العسكرية.

 

ومرة أخرى يكشف الرئيس اليمني حقيقة الضغوط التي تعرضت لها بلاده لإلغاء المعاهد الدينية والمدارس المستقلة التي تعلم الإسلام بقوله "إن اليمن يمكن أن تتعرض لقصف مماثل لما أصاب أفغانستانº إذا لم تضم المعاهد العلمية والمدارس الدينية المستقلة إلى مدارس الدولة وتخضعها للإشراف الحكومي".

وهناك إعلانات لمؤسسة "راند" الأمريكية تعلن فيها عن حملة للمساهمة في تغيير مناهج التعليم في الدول الخليجية، وطالبت المهتمين بتقديم مقترحاتـهم حول التغييرات المطلوبة.

 

وإلى مصر وفي إطار برنامج مبادرة الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط سترسل وزارة الخارجية الأمريكية 200 كتاب كلها تتحدث عن تغيير الخطاب الديني المتشددº أي الإسلامي.. وذلك في سياق حملة واسعة تقوم بـها وزارة الخارجية الأمريكية لإرسال كتب لحوالي 5 آلاف مدرسة في المنطقة العربية، وعلى رأسها مصر.

ورصدت أمريكا 764 مليون دولار لتغيير مناهج التعليم في مصر منذ عام 1975 وها هي ترصد 205 مليون دولار من عام 2000 إلى 2009 أي أن هناك خطة قديمة لتغيير مناهج التعليم الديني في مصر، وتغيير مناهج التاريخ، واللغة العربية سواء في المدارس العامة أو الأزهر نفسه.. وتشير معلوماتنا إلى أن عدد المدرسين الذين تدربوا بـهيئة المعونة الأمريكية بلغوا 50 ألفًا أنفق عليهم 45 مليون دولار.

وتـهدف هذه التغييرات إلى إلغاء كل ما يتصل بفلسطين ورفض اعتبار القدس القبلة الأولى للمسلمين، وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

 

** ورصدت الوكالة الدولية للتنمية - وهي الوكالة المعنية بالعبث بمناهج التعليم في مصر أيضًا - رصدت 65 مليون دولار أمريكي لتغيير المناهج في العراق.. وهناك منظمات أمريكية قامت على تغيير المناهج في أفغانستان وهي التي تقوم بتغيير المناهج في العراق.

 

وفي الكويت يريدون تغيير "الجهاد" بالتضحية أو الفداء، ويريدون إشاعة قيم التسامح في مناهج التعليم وفق المطالب الأمريكية.

 

نحن إذن أمام هجمة حقيقية لتغيير مناهجنا التعليمية خاصة مناهج التعليم الديني ومناهج التاريخ حتى تطمس هويتنا وتضيع شخصيتنا ومن ثم يسهل احتوائنا واستعمارنا.

 

 أهداف الحملة الأمريكية:

ولكن ما هي أهداف أمريكا من تغيير مناهج التعليم الديني في العالم العربي والإسلامي؟

 

هناك مجموعة من الأهداف الأمريكية وراء حملتها على التعليم الديني يمكن أن نوجزها في الآتي:

 

أولاً: يمثل العالم العربي والإسلامي التحدي الرئيسي للسياسات الأمريكيةº فقيم أمريكا العولمية تكتسح في العالم كله فيما عدا العالم العربي والإسلامي، وتتساءل أمريكا لماذا في العالم الإسلامي لا يكتب للقيم الأمريكية النجاح أو الانتشار؟ رغم ذيوعها بين كل الأمم؟!.. ويعتقد الأمريكان أن الإسلام هو الذي يعطي التحصين والمقاومة للأمة الإسلامية، ومن ثم لا بد من التركيز على خلخلة الأوعية التي حملته لهذه الأجيال المعاصرة، وهذه الأوعية والمحاضن تتمثل بشكل رئيسي في مناهج التعليم الديني خاصة: الفقه والحديث والعقيدة واللغة العربية وأصول الفقه والتفسير وعلوم القرآن والمواريث والقراءات.. فالنشاط الذهني والفكري الإسلامي بدأ حول القرآن وانطلق منه ومن الحديث.. ومن ثم فالحمل على هذه العلوم والمناهج سوف يقطع صلة الناس بالقرآن وبالإسلام وبعقيدة الجهاد، والولاء والبراء التي جعلت لمفهوم الأمة معنى وروحًا لا يزال قائمًا وحيًا حيث يتداعى كل عضو فيه لجراح الآخر بالسهر والحمى.

 

ثانيًا: لأمريكا اليوم مطامع استعمارية في العالم العربي والإسلامي بعضها يتصل بـهيمنتها على موارد المنطقة وخيراتـها وبلدانـها - كما هو الحال في العراق اليوم - وبعضها يتصل بدعم الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين.. ومن الطبيعي أن تستنفر هذه المطامع روح الجهاد والمقاومة عند المسلمين، ولكي تنـزع هذه الروح المقاومة فإن السبيل لذلك هو تغيير مناهج التعليم الديني والثقافي، والتي تقطع المسلمين عن تاريخهم ودينهم وتجردهم من هويتهمº بحيث يصبحون هم ومستعمروهم سواء، فلا مشاكل ولا أسباب للكراهية أو المدافعةº فثقافة التسامح والسلام هي التي تسود بعيدًا عن ثقافة التمييز والمقاومة..

 

أي أن المطامع الاستعمارية الأمريكية في عالمنا هي التي تجعلها تحاول نزع ثقافة التمييز وثقافة المقاومة وثقافة الدفاع عن الحقوق المشروعة، وعن الأرض والوطن والعرض والتاريخ والهوية والدينº ليصبح المسلم وبلده كلأ مستباحًا تستبيحه أمريكا لتأخذ بيده إلى الحضارة وفق آبائهم المستعمرين العنصريين القدامى. فهناك أسباب سياسية متصلة بنـزع روح المقاومة ورفع راية الاستسلام، وعندنا مثلاً فكرة الحملات الصليبية والصراع الطويل والدامي مع الصليبيين ووجود رموز مثل صلاح الدين الأيوبي، قطز، العز بن عبد السلام، وابن تيمية، كما أن التراث الإسلامي يشير إلى أن اليهود معروف عنهم عداؤهم للإسلام منذ وجوده الأول.. هذا المخزون الثقافي يظهر كزاد للمقاومة.

 

ثالثًا: ثقافتنا نحن المسلمين هي ثقافة دينية جوهرها الدين، وقسماتـها الإسلام، وروحها التواصل مع الخلق عن طريق الحق.. فالروح الإسلامية الدينية عميقة في وجودنا وتاريخنا وحياتنا كلها. وهذه الروح هي التي أقامت شبكة الحماية والتعاضد والتواصل عبر الأجيال، فمن منا لم يذهب للكتاتيب، ومن منا لا يأخذ بيد ابنه إلى الكتاتيب لتعلم القرآن، نحن أمة قوامها الدين وعزتـها الدين وكرامتها الدين، والدين يوحد مشاعر المسلمين، ومناهج التعليم الديني ومادته هي جوهر الثقافة الإسلامية لشعوبنا، ومن ثم فالسطو على هذه الثقافة التي حافظت على قيم الإسلام في التاريخ وفي الحاضر، في الزمان والمكان، في الموقع والموضع.. السطو عليها ربما يساعد على النفاذ إلى الدين نفسه إلى الإسلام ذاته، إلى العقيدة نفسها، ومن ثم يزلزل العبث بمناهج الدين وتعاليمه وتعليمه عقائد الناس ويحرف أفكارهم، ويوهن عزائمهم.. لذا فعلمنة التعليم الديني الإسلامي وتجفيف مصادرهº سوف يؤدي إلى ذيوع ثقافة علمانية مستهترة بالدين، لا تقيم له اعتبارًا، وحيث إن التعليم هو ناقل القيمº فإن العلمنة ستؤدي إلى أجيال جديدة خربة لا تعرف شيئًا عن دينها.. فتوهين الإسلام بين الناس وفي حياتـهم هو السبيل لتوهين عقائدهم، وتخريب روحهم، وتضييع هويتهم.

 

رابعًا: تجفيف ينابيع الصحوة الإسلامية المتجددة والتي تتخذ من الإسلام مرجعية لها، فكل حركات الإحياء الإسلامي المعاصر، وكل الحركات الجهادية ضد الاستعمار، وكل المقاومة في فلسطين وغيرها يقوم بـها أعضاء ينتمون للحركة الإسلامية وللصحوة الإسلامية، ومن ثم فمحاصرة هذه الصحوة، وتجفيف ينابيعها يكون بحصار ما يزودها بالروح والحياة.. لذا فالإسلام الذي شرعه الله مقصود. وهي تريد أن تضع إسلامًا بمقايسيها هي.. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)).. إن قناعتنا أن أمريكا تريد أصل الإسلام ذاته، وتريد الصحوة الإسلامية كلها بكل أطيافها وأعوانـها، ولا يغرن أحداً قول "بوش" أنه يحترم الإسلام، لكنه يشن حربه على الإرهابيين المتطرفين.. إنه يضمر الكراهية للإسلام ويريد اجتثاثه لو كان يستطيع.

 

خامسًا: تغيير طرق التفكير ونظم الاجتماع والثقافة في العالم العربي والإسلامي بحيث تكون مثل نظيرتـها في الغرب خاصة ما يتصل بقضايا الأحوال الشخصية وقوانين الأسرة ووضع المرأة ووضع الأطفال، ونظم العقائد فيما يتصل بالآخرة والدين والكون والخالق والإنسان والحياة، لذا فإنه يتكامل مع خط العبث بمناهج التعليم الديني خط آخر هو تغيير نظم الأسرة المسلمة وقوانينها، وخط ثالث هو تجديد الخطاب الإسلامي أو تغييره.. حتى إذا كنا وهم سواء فإنـهم يكونون سادتنا لأنـهم هم واضعو الخطط العمرانية والاجتماعية لنا، فنكون أتباعًا لهم بلا حول ولا طول ولا شخصية، ويكون غاية المنى بالنسبة لنا هو الرضى السامي علينا. أي نصبـح عبيدًا لأمـريكا بدلاً من أن نكون عبيدًا لله ((وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة))، ((ودوا لو تدهن فيدهنون))، ((ودوا لوتكفرون كما كفروا فتكونون سواء)).. وهذا هو عين الهيمنة الحضاريةº فبدلاً من الاستعمار السياسي صرنا في طور الاستعمار الثقافي والحضاري.

 

مستقبل الهجمة الأمريكية:

نحن واثقون من فشل هذه الهجمة الأمريكية على مناهجنا، لأنـها هجمة ظالما وتفتقد المسئولية والرشد، كما أنـها تنطلق من منطلقات خاطئة. فلماذا المسلمون وحدهم الذين تتضمن مناهجهم الكراهية والتعصب؟ ولماذا سلام العالم مرهون بتغيير مناهج المسلمين وحدهم؟ لماذا لم يتحدث أحد عن تغيير مناهج التعليم الصهيوني في الكيان الغاصب في فلسطين؟ وهي مناهج في غاية الوحشية والعنصرية والإجرام!! فهي تدعو للقتل والانتقام من العرب، وتستلهم الروح العنصرية في التوراة المحرفة.. لماذا لم يتحدث أحد عن تغيير المناهج الهندوسية أو عقائد الشنتو أو البوذية، لماذا مناهج المسلمين وحدهم؟.. لتغير أمريكا سياستها حتى يكف المسلمون عن كراهيتها.. أمريكا هي التي جاءت إلى عالمنا الإسلامي والعربي، وهي تريد نفطه وخيره، وتريد أن تستعمره زاعمة أن أمنها القومي في خطرº ونحن لسنا من دول الجوار لها! أمريكا هي التي فرضت الحصار على العراق وأيدت المشروع الصهيوني وهي التي اعتبرت الإسلام عدوًا من قبل أحداث سبتمبر.

 

بالعكس المناهج الإسلامية هي التي أسست الحضارة الإسلامية التي تقوم على التسامح والعدل واحترام حقوق الآخرين، لكن السياسات الأمريكية هي التي فجرت مشاعر الغضب الإسلامي ضد سياستها، ولم تكن لمناهجها صلة بالموضوع. فلتغير أمريكا سياستها بدلاً من أن تغير مناهجنا.. سوف يؤدي الهجوم الأمريكي على ثوابت الأمة إلى استفزاز مشاعر المسلمين لحماية إسلامهم والحفاظ عليه، وسوف يعلم الناس أبناءهم مناهج الدين الصحيحة في منازلهم. وبدلاً من المراهنة على إخراج أجيال علمانية فستخرج أجيال أشد تمسكًا بـهويتها ودينها. ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).. والذين تجاوبوا مع المطالب الأمريكية يرتكبون جريمة بحق أوطانـهم وشعوبـهم ومستقبلهم، لأن الثقافة الإسلامية وقت الأزمة هي التي تحرك الشعوب، وتلهب حماس الأجيال لحماية الأوطان والبلدان.. والإسلام وعلومه أعمق في نفوس المسلمين من أن تـهزه الهجمة الأمريكية مهما بدت عاتية وعنيفة، ومدعومة بالمال والسلاح والهيمنة.

 

وليس أمام الجماهير العريضة من الأمة المسلمة إلا أن تستمسك بدينها، وتتمسك بثقافتها وهويتها وتاريخها، وبقدر هذا الاستمساك بقدر تنـزل نصر الله عليهم وهزيمة أعدائهم ((يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply