قصة عام مع الأمم المتحدة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قصتنا مع U.N!!..

عقب استقلال بلدنا هرعنا للانضمام للأمم المتحدةº لتأكيد أننا دولة ذات سيادة، وأنها تجلس على ذات المقاعد التي يجلس عليها السادة من أبناء العالم الحر!!..

نوقع على ذات المواثيق والاتفاقيات الدولية التي يقترحون، وعليها يوقّعون!!..

واستمرأنا الوجود في تلك الردهات.. رغم أن الدول القائدة (أمريكا-روسيا) في الأمم المتحدة هي التي اعترفت بإسرائيل دولة ذات سيادة بعد ساعات من إعلان بن غوريون قيام دولة إسرائيل!!..

ومع ذلك أصبحنا جزءاً من المنظمة الدولية، وقاطعنا إسرائيل.. فنحن سياسيون نفرق بين حال وحال، وبين قرار وقرار!!..

وظننا لمد قريب أن الأمم المتحدة مصممة لمعالجة قضايا أخرى ولآخرين!!.. حتى وقعت المصيبة، وحلّقت طائرة الأمم المتحدة فوق أراضينا، وجاث موظفوها في طرقات، ومهدت وسائل الإعلام المنابر لرجالهاº فأصبح لنا رئيسان وحكومتانº رئيس يحكم من القصر الجمهوري في شارع الجامعة!!.. يحكم منطقة تمتد من دنقلا حتى سنار، وتنعطف حتى النهود!!.. ورئيس آخر يحكم من مبنى الأمم المتحدة التي تطل على شارع الجامعة، ويقع بين قصر الرئيس الأول والجامعة التي سمّي الشارع باسمها!!..

الحكومة الأولى نصبت لتحاسب على ما اقترفت، وما لا تفعل!!.. فهي التي تحاسب على مقتل المدنيين في دارفور، والأهالي في الجنوب!!..

ومطالبة بأن تمنع طائراتها من التحليق في أراضيها إلا بإذن من الأمم المتحدة في دارفور، وجبال النوبة، والجنوب!!..

وهي حكومة غير محرومة من تقديم تقارير تفرد لها جلسات استماع في الأمم المتحدة بنيويورك!!..

ولا مانع أن تحتج إذا نشر جنود الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة (الأيدز) في ربوع أراضينا الطاهرة!!..

بل يحق لها أن تحذرهم من مغبة التحرش الجنسي بالسودانيات!!..

والحكومة الثانية هي التي تنسق جميع أنشطة الأمم المتحدة في السودان، وتحشد الدعم من المجتمع الدولي للسودان، وتخطط لدعم اقتصادي طويل المدىº من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، وتراقب تطبيق اتفاقية السلام، وترفع التقارير عن سير التطبيق، وخروقات التطبيق، ولا تنسى أن تعد قوائم بالذين ارتكبوا جرائم حرب ضد مواطنيهم، ولا تنسى كذلك أن تضع رئيس الحكومة الأولى في أعلى القائمةº فهي تتعامل بالأصول، وتحترم الكبير، وتوقر الصغير!!.. ومن توقيرها للصغير تشرع أبوابها لطلاب جامعة الخرطومº حتى يأتوا ليشكوا لها إدارة جامعتهم، ويحدثونها عن قضية الرسوم!!..

والحكومة الثانية حكومة مثالية!!..

فهي لا تعاني من ترهل في الكادر الإداريº فهي تدار بواسطة 715 مدني، وتدير بهم حكومتها، وفقط 10 ألف عسكري يتوزعون على أنحاء السودان، و(ثُلث) مطار الخرطوم!!..

فهي ليست كالحكومة الأولى التي تزدحم بالموظفين، والوزراء، وتتمتع بمطار كامل!!..

فالحكومة الثانية U.Nº تذكر أن المحتلّين السابقين (البريطانيين) أداروا السودان بذات العدد من الجنود، وبذات العدد من الموظفين المدنيين!!..

أرجو ألاَّ تفهموني خطأًº أنا أدين للحكومة الأولى بالولاءº ولا أكتب المقالات على طريقة الوخز بالكلمات!!..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply