قصص من حياة العلماء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

إليك أيها المحب بعض القصص من حياة العلماء، جمعتها من كتاب تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي، وبعضها من هنا وهناك ..

-       لم يرحل لأجل أمه :

الحافظ أبو العباس أحمد بن علي استأذن أمه في الرحلة فلم تأذن له، فلما ماتت رحل. [تذكرة الحفاظ: 2/639[.

 

-       همه في التأليف:

قالوا عن أبي جعفر الطبري: حسبنا منذ أن احتلم إلى أن مات فكانت الكتب لكل يوم أربع عشرة ورقة. [تذكرة الحفاظ: 2/ 712[.

 

-       ابن خزيمة:

قال إبراهيم بن محمد: رأيت ابن خزيمة في النوم، فقلت: جزاك الله عن الإسلام خيراً، فقال: كذا قال لي جبريل في السماء. [ تذكرة الحفاظ: 2/ 729[.

 

-       الانتباه للطالب:

الإمام عبد الرحيم العراقي كان في بدايته متجه إلى علم القراءات.. فنهاه الإمام عز الدين بن جماعة وقال: إنه علم كثير التعب قليل الجدوى، وأنت متوقد الذهن فينبغي صرف الهمة إلى غيره، وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث. [ذيل التذكرة: 222 [.

 

-       الهمة في القراءة:

الحافظ ابن حجر قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني فيما بين صلاة الظهر والعصر.

وفي دمشق مكث شهران وثلث وقرأ فيها قريباً من مائة مجلد، وأملى نحو من مائة مجلس. [ذيل التذكرة: 337[.

 

-       الهمة في الكتابة:

قال ابن معين: كتبت بيدي ألف ألف حديث. [التذكرة: 1/ 430[.

 

-       الاعتراف بعلم القرين:

قال ابن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال. [التذكرة: 1/430[.

 

-       وقت الألباني في السجن:

سجن الألباني فانتهى من اختصار صحيح مسلم في ثلاثة أشهر مع المعاناة النفسية ولكنه حب العلم وقبله توفيق الرب.

سليمان التيمي :

شيخ الإسلام، وصفه الذهبي بذلك.

كان إذا حدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تغير لونه.

كان يسبح في كل سجدة سبعين تسبيحة.

ما أتينا سليمان في ساعة يطاع فيها الله إلا وجدناه مطيعاً، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله. [التذكرة: 1/144[.

أيوب السختياني:

قال مالك: كنا ندخل على أيوب، فإذا ذكرنا له حديث النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.

وكان يقوم الليل ويخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. [التذكرة: 1/131[.

ابن المنكدر:

كان من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون.

قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.

كان سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا بكى. [التذكرة: 1/128[.

قبل التأليف تعبد: كان البخاري يغتسل ويصلي ركعتين عند كتابته لكل حديث من صحيحه .

-       في التعبد:

منصور بن المعتمر:

الإمام الحافظ الحجة صام أربعين سنة، وكان يبكي الليل فإذا أصبح كحل عينيه، فتقول له أمه: أقتلت قتيلاً، فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي.

كان يصلي فتقول: لعله يموت الآن من حسن صلاته. [التذكرة: 1/142[.

أبو إسحاق السبيعي:

كبر فأصبح لا يقدر إلا على:

قراءة البقرة في ركعة.

صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

صيام الإثنين والخميس. [التذكرة: 1/115[.

عبد الله بن عون:

البصري الحافظ، قال الذهبي: لابن عون جلالة عجيبة ووقع في النفوس، لأنه كان إماماً في العلم رأساً في التأله والعبادة، حافظاً لأنفاسه كبير الشأن. [التذكرة: 1/157].

 

- العدل في النقد:

في ترجمة عمر بن هارون، قال الذهبي: لا ريب في ضعفه، وكان إماماً حافظاً في حروف القراءات. [التذكرة: 1/341].

وفي ترجمة الواقدي قال: وهو من أوعية العلم لكنه لا يتقن الحديث، وهو رأس في المغازي والسير، ويروي عن كل ضرب. [ التذكرة: 1/348].

محمد بن إسحاق صاحب المغازي.

قال الذهبي: والذي تقرر عليه العمل أن ابن إسحاق إليه المرجع في المغازي والأيام النبوية مع أنه يشذ بأشياء، وأنه ليس بحجة في الحلال والحرام، نعم، ولا بالواهي بل يستشهد به. [التذكرة: 1/173].

في ترجمة علي بن الجعد، قال الذهبي: شيخ بغداد وكان عالماً نبيلاً لكنه فيه ابتداع نال من بعض السلف. [التذكرة: 1/ 400]. وفي "نعيم بن حماد" قال: وكان من أوعية العلم ولا يحتج به. [التذكرة: 1/ 420].

وفي ترجمة مقاتل بن سليمان المفسر: قال الذهبي: متروك الحديث، وقد لطخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم. [ التذكرة: 1/174].

سليمان بن عبد الرحمن:

قال الذهبي: الحافظ الكبير.. وله مناكير. [ التذكرة: 1/438].

 

-       الدفاع والرد:

وجود العلماء للدفاع عن الدين:

قيل: إن الرشيد أخذ زنديقاً ليقتله، فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ فقال الرشيد: فأين أنت يا  عدو الله عن أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً. [التذكرة: 1/273].

وانظر في كتب الردود وبيان الباطل، وكشف اللثام .

وفي الحديث: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)رواه أحمد والنسائي وصححه النووي.

قال ابن حزم: وهذا حديث في غاية الصحة، وفيه الأمر بالمناظرة وإيجابها كإيجاب الجهاد والنفقة في سبيل الله. [الأحكام: 1/ 27].

 

-       مجاهدة أهل الباطل:

قال ابن تيمية: أمر الله المؤمنين أن يقولوا الحق الذي أوجبه الله عليهم وعلى جميع الخلق ليرضوا به، وتقوم به الحجة على المخالفين.." [ الجواب: 2/47].

وقال ابن القيم: "ومن بعض حقوق الله على عبيده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه" [هداية الحيارى: 12].

وقال ابن حزم: ولا غيظ أغيظ على الكافرين والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصاعدة. [الأحكام: 1/26].

والرد القوي من شيخ الإسلام الهروي يقول: عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك لكن يقال: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت. [السير: 18/509].

 

-       النفقة على طلاب العلم:

كان الإمام عبد الوهاب الثقفي له غلة في السنة نحو أربعين ألف درهم ينفقها كلها للمحدثين. [التذكرة: 1/321].

 

-       ربيعة الرأي:

الإمام الفقيه وكان من الأجواد أنفق على إخوانه أربعين ألف دينار. [التذكرة: 1/157].

 

-       الاستفادة من القرين:

قال عمرو الناقد: قدم الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان الشاذكوني نتعلم منه نقد الرجال. [التذكرة: 1/488].

 

-       الثناء على القرين وحث الطلاب للتحصيل منه:

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض. [التذكرة: 2/585].

 

-       مجالسة العلماء وتنوع الاستفادة منهم:

أحمد بن يونس قال: كنت إذا رجعت من عند الثوري أحدث نفسي بخير ما علمت، وإذا أتيت شُريكاً رجعت بعقل تام، وإذا أتيت مالك بن مغول تحفظت من لساني، وإذا أتيت مندل بن علي أهمتي نفسي من حسن صلاته. [التذكرة: 1/401].

 

-       أحمد بن موسى:

الجرجاني كتب الكثير من الأحاديث قال أحدهم: رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بكثرة كتبي الحديث والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. [التذكرة: 3/985].

 

-       الشعبي:

قيل له: من أين لك هذا العلم كله؟ قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب. [التذكرة: 1/81].

 

-       الاعتراف بالطالب:

الإمام القعنبي روى عن مالك ومع ذلك فقد روى أحدهم أن القعنبي قدم من سفر فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض. [التذكرة: 1/384].

 

-       مع الأسرة:

دعم الأسرة لطالب العلم :

قال علي بن عاصم: دفع إلي أبي بمائة ألف درهم، قال: اذهب، فلا أرى لك وجهاً إلا بمائة ألف حديث. [التذكرة: 1/317].

 

-       مع المبتدعة:

تواترت مواقف العلماء في هجر المبتدع والإعراض عنه وعدم محادثته وترك السلام عليه والتحذير منه؛ لأنهم أعداء السنن وأصحاب الشبهات.

فمن أقوالهم ومواقفهم:

* إذا رأيت رجلاً من أهل البدع فكأنما أرى رجلاً من المنافقين.

* من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.

* لا تجلس إلى صاحب بدعة، فإنه يمرض قلبك ويفسد عليك دينك.

* بكى سليمان التيمي في مرضه فقيل له، فقال: مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه.

وقال: من سمع بدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبهم.

 

-       إذن بادر:

فلقد أقسم ربك بالعصر والليل والفجر .

إن الزمن نعمة جلية ومنحة كبرى.

قالت حفصة: يا معشر الشباب، اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب.

ما مضى فات والمؤمل غيب            ولك الساعة التي أنت فيها

قيل لأحدهم: أوصني، قال: الليل والنهار، يعملان فيك فاعمل فيهما.

كن غيوراً على وقتك، واعلم أن من أبواب الحسرة في أرض المحشر، الحسرة على ساعة لم تذكر الله فيها، فكيف بعمر ولى وانقضى.

 

-       الهمة في الكتابة:

حماد بن أسامة الحافظ يقول: كتبت بأصبعي هاتين مائة ألف حديث. [التذكرة: 1/322].

 

-       مع العلماء:

يقول ابن الجوزي: كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف. [التذكرة: 3/1344].

ابن الحاجب: كان يصوم كثيراً يستعين به على الطلب. [التذكرة: 4/1455].

 

-       العلماء:

* أبو بكر الحازمي ولد 548هـ .

قال أحد جيرانه: كان الحازمي يدخل بيته ويطالع إلى الفجر، فقال هذا الجار لخادم الحازمي: لا تدفع الليلة إليه السراج، لعله يستريح، فلما جاء الليل اعتذر الخادم فدخل الحازمي غرفته وصف قدميه ولم يزل يصلي حتى الفجر. [التذكرة: 3/1364].

* النووي:

كان يقرأ كل يوم 12 درساً، قال: وكنت أكتب جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة وبارك الله تعالى في وقتي، وخطر لي أن أشتغل في الطب واشتريت كتاب "القانون" فأظلم قلبي وبقيت أياماً لا أقدر على الاشتغال فأفقت على نفسي وبعت القانون فأنار قلبي. [التذكرة: 4/1470].

*ابن الخاضبة:

أبو بكر محمد البغدادي بارك الله في وقته وقد نسخ صحيح مسلم سبع مرات. [التذكرة: 3/1226].

* ابن عطية:

غالب بن عبد الرحمن كرر صحيح البخاري سبع مائة مرة. [التذكرة: 3/1269].

* الأنماطي:

أبو البركات البغدادي قال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته. [التذكرة: 3/1283].

* الحاكم:

قال: شربت ماء زمزم وسألت الله أن يرزقني حسن التصنيف. [التذكرة: 3/1044].

 

-       العلماء والوقت:

* كان منهم من يقرأ وهو يمشي كالخطيب البغدادي.

* ابن عقيل يقول: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني من مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي..

* أبو يوسف صاحب أبو حنيفة وهو مريض يزورونه ويطرح المسائل، فيقولون له: وأنت مريض ، فيقول: لعله ينجو بها ناج.

* كان المجد ابن تيمية الجد إذا دخل الخلاء يقول لابنه: اقرأ في الكتاب وارفع صوتك.

* كان ابن سكينة عالماً عاملاً لا يضيع شيئاً من وقته، وكان الطلاب إذا دخلوا عليه يقول: لا تزيدوا على "سلام عليكم" مسألة..

* ابن تيمية وعنايته بالوقت حتى بلغت مؤلفاته (500) مجلد.

 

-       هضم النفس وتربيتها على التواضع:

قال السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.

قال يونس بن عبيد: إني لأعد مائة خصلة من الخير، ما أعلم أن في نفسي واحدة.

قال ابن واسع: لو كان للذنوب رائحة ما قدر أحد يجلس إلي.

 

-       الاستقامة والثبات:

* تجديد الاستقامة:

قال أبو عوانة: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيراً. [التذكرة: 1/256].

* التزين في مجالس العلم:

قال قتيبة: كنا إذا أتينا مالكاً خرج إلينا مزيناً مكحلاً مطيباً قد لبس أحسن ثيابه. [التذكرة: 1/210].

 

-       مع الفتوى:

* التزكية قبل الإفتاء:

قال الإمام مالك: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك. [التذكرة: 1/208].

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply