تأملات في عقيدة اتحاد اللاهوت بالناسوت -1-


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

زعم بنو قومنا أن الله اختار أن يحل في المسيح بروحه -والله حي بحياة ليست كحياتنا يستحيل عليه بها العدم والفناء، ويجب له بها الديمومة والبقاء، وهو خالق الروح وليس بروح- ولو سلمناه جدلا فإنا نقول: الروح الواحد لا يقبل الانقسام 
حتى عند القائلين بتناسخ الأروا ، هل رأيت إنسانين بروح واحدة ينطقان في وقت واحد بكلام واحد، ويتصرفان في جميع أحوالهما بتصرف واحد؟ لا، حتى إننا لا نراه في حالة التوأم الملتصق .

كما أن الكامل لا يستوعبه الناق، هل رأيت إنسانا رحمته كرحمة الله، أو علمه أو حكمته؟ لا حتى قال الناس: لا يعلم كل العلم إلا كل الناس، وهذا مبالغة، فكل يوم يكتشف العلماء من المعلومات ما يثبت أن جهل مجموع الناس بما لم يكتشفوه بعد أكثر بكثير مما يعلمون قال الله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) وإذا كان الناس جميعا لا يستوعبون الكامل فكيف بإنسان واحد؟ إنه من باب أولى لم ولن يستوعب الكامل .

ولكن لماذا لا نرى إنسانا رحمته كرحمة الله أو علمه أو حكمته؟ 
ثم لماذا لا يستوعب الناس جميعا رحمة الله أو علمه أو حكمته، ثم لماذا لا يستوعب أي خلق آخر كالملائكة الكامل ولو في صفة واحدة كصفة العلم،

أتدري لماذا؟

 لأن الناقص لا يستوعب الكامل بل يستحيل أن ينقلب لكامل كما يستحيل انقلاب الكامل لناقص والخالق لمخلوق .وإلى حديث آخر إن شاء الله –تعالى-.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply