الرق في الإسلام


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

دائماً ما يتردد في هذه الأيام عبارات تحاول النيل من طُهر الإسلام ونقاوته وسطوعه وعلوه على كل الأديان المخترعة من قبل البشر، والإسلام كما هو معلوم بالضرورة أنه بدأ منذ نزول سيدنا آدم من السماء ثم نزل الإسلام على موسى ولكن بتشريع مختلف ثم نزل الإسلام على عيسى بتشريع أيضاً مختلف، ثم اكتملت رسالة الإسلام بآخر نبيٍ مرسل من الله؛ هو خير الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.

ودليلي من القرآن أن الإسلام هو هو ما جاء به الأنبياء قاطبة من لدن آدم، قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}

ويقول تعالى في شأن إبراهيم: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {البقرة:131-132}.

وأخبر أن بني يعقوب أقروا على أنفسهم بالإسلام فقال: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {البقرة:133}

وأخبر أن موسى عليه السلام قال في خطابه لبني إسرائيل: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ {يونس:84}

وأخبر تعالى أن الحواريين أشهدوا عيسى على إسلامهم، فقال: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران:52}.

ومن العبارات التي تحاول النيل من كمال الإسلام وعلى أنه هو التشريع الوحيد على سطح الكرة الأرضية القادر على إنهاء كل مشاكل العالم وتوجيه البشرية إلى ما فيه صلاحها وعدولها فمثلاً يقولون لك كيف يسمح الإسلام باسترقاق النساء!

 

بدايةً الرق هو رحمة للمرآة، كما يجب علينا أن نعلم أولاً شروط الأسترقاق:

حين اجتماع جيشان أحدهما الإسلام والثاني العدو فإن جنود المسلمين غير مسموح لهم قتل نساء الجيش لو كانوا معهم غير مقاتلين وغير مسموح المساس بناسك متعبد فقط. نحن هنا سندرس من جاء محارباً يشهر أنه جاء ليستأصل شقفة المسلمين.

الرق لا يكون إلا في ساحة المعركة جيش مجرم كافر جاء ليقتلني هل أقف واتفرج؟؟

لا، يجب أن أدافع عن نفسي فالمرأة التي جاءت تقاتل لا يحق لي ان أقتلها ولا أن أتركها حرة فهي جاءت تنوي قتلي فلا تأخذ حكم الحرة ولا تقتل ولو راجعنا  دساتير العالم المتحضر بزعمهم فإن المرأة المقاتلة تقتل أما عندنا فلا تقتل ولو أن أجيراً جاء مع المقاتلين لا يحق لي أن أقتله... فقط المرأة التي جاءت لتقاتل هي فقط التي تسترق وهي لا تصبح مشاع وأي مسلم يغتصبها يقام عليه حد الزنا، فلا يحق لأحد أن يقترب منها. إن المرأة الحرة في الإسلام تُخيّر، أما السبية فتنفى عنها مسألة الاختيار لاشتراكها في استئصال شقفة ديني؛ ويأخذها المسؤول عنها وهنا تخضع لعدة أحكام إما مناً بعد وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها، يعني ممكن أن يمن عليها ويتركها أو فداءً: معناه يعطونا الكفار نساء المسلمات المأسورات لنبادل بينهم أو هي الفتاة نفسها تكاتب تدفع أموال لتحرر نفسها والإسلام حض على التحرير ويضيق جداً على موضوع العبيد

وقد يسأل سائل لماذا لم يحرم الإسلام الرق أصلاً؟

نجيب أنه لا يستقيم ذلك؛ كيف وهناك دائماً من يريد أن يستأصل شقفة الإسلام؟!

الاسترقاق ردع للعدو ونريد أن نسال ماذا فعل الغرب بنساء المسلمين بالبوسنة وماذا فعلت أوربا بنساء المسلمين في الأندلس؟؟

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply