صلاة الرجل في محاذاة المرأة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻥ اﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﺑﻤﺤﺎﺫاﺓ اﻟﻤﺼﻠﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ، ﻭﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺎﺋﻞ ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻔﺴﺪ ﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮﺃﺓ. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺮﻩ للإﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﻭ اﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ اﺳﺘﺤﺐ ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺫاﺗﻪ ﺳﺎﺗﺮاً ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎﺭﺓ.

ﻭﺫﻫﺐ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﻼﺓ اﻟﺮﺟﻞ ﺗﻔﺴﺪ ﺇﺫا ﺣﺎﺫﺗﻪ اﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ. ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻮ ﻗﺎﻣﺖ اﻣﺮﺃﺓ ﻭﺳﻂ اﻟﺼﻒ ﺗﻔﺴﺪ ﺻﻼﺓ ﻭاﺣﺪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻬﺎ ﻭﺻﻼﺓ ﻭاﺣﺪ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻫﺎ ﻭﺻﻼﺓ ﻭاﺣﺪ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺑﺤﺬاﺋﻬﺎ.

ﻭﺷﺮﻭﻁ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ اﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﺗﺴﻌﺔ:

ﺃ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺸﺘﻬﺎﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺮﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﻪ، ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺿﻴﺎً ﻛﻌﺠﻮﺯ ﺷﻮﻫﺎء.

ﺑ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﺑﺎﻟﺴﺎﻕ ﻭاﻟﻜﻌﺐ ﻓﻲ اﻷﺻﺢ ﻭﻓﻲ اﻟﺪﺭ: اﻟﻤﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﺑﻌﻀﻮ ﻭاﺣﺪ.

ﺟ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻓﻲ ﺃﺩاء ﺭﻛﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ اﺧﺘﺎﺭﻩ اﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺢ ﻭﺟﺰﻡ ﺑﻪ اﻟﺤﻠﺒﻲ ﺃﻭ ﻗﺪﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ.

ﻭﻓﻲ اﻟﺨﺎﻧﻴﺔ: ﺇﻥ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮﻫﺎ ﻣﻔﺴﺪ ﻭﻧﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ.

ﺩ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎء ﻓﻼ ﺗﺒﻄﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﺇﺫ ﻻ ﺳﺠﻮﺩ ﻟﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺼﻼﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﺎء ﻟﻠﻤﻴﺖ.

ﻫـ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺤﺮﻳﻤﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻗﺘﺪاء اﻟﻤﺼﻠﻲ ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺈﻣﺎﻡ ﺃﻭ اﻗﺘﺪاﺋﻬﺎ ﺑﻪ.

ﻭ ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺤﺪ ﻭﻟﻮ ﺣﻜﻤﺎ، ﻓﻠﻮ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻝ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺎﺫﻱ ﺷﻲء ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺴﺪ اﻟﺼﻼﺓ.

ﺯ - ﻛﻮﻥ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ ﺑﻼ ﺣﺎﺋﻞ ﻗﺪﺭ ﺫﺭاﻉ ﻓﻲ ﻏﻠﻆ ﺃﺻﺒﻊ، ﺃﻭ ﻓﺮﺟﺔ ﺗﺴﻊ ﺭﺟﻼً.

ﺣ - ﻋﺪﻡ ﺇﺷﺎﺭﺓ اﻟﻤﺼﻠﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺑﺈﺷﺎﺭاﺗﻪ ﻓﺴﺪﺕ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻻ ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﺮاﻫﺘﻪ.

ﻃ - ﻭﺗﺎﺳﻊ ﺷﺮﻭﻁ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ اﻟﻤﻔﺴﺪﺓ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻹﻣﺎﻡ ﻗﺪ ﻧﻮﻯ ﺇﻣﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﻮﻫﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻧﺘﻔﺖ اﻟﻤﺤﺎﺫاﺓ.

والله تعالى أعلم..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply