أمة الفضائيات الهابطة، والأكاديميات الداعرة، والعري الفاضح، والقوانين الكافرة، والأضرحة المنتشرة في ديار المسلمين تتخذ من دون الله آلهة، أمة أصبح المسلمون فيها غرباء مطرودون، والكفار أولياء مقرّبون، فأصبحت الرابطة رابطة علماني، وأصبح الولاء ديموقراطياً، وأصبح العمل لاهوتياًº فلا تكاد تفرق بين بيوت كثير من المسلمين وبيوت النصارى، فالزوجة في كلا البيتين عارية، وصوت الفضائيات والأغاني ينبعث من البيتين كليهما، وترك الصلاة هنا وهناك، فبماذا يكون التمييز إذن؟
ولا شك أننا عندما نرى شباب الصحوة كالنور يتلألأ في دياجير هذه الظلمات ينتعش القلب فرحاً، كما يحزن القلب من التفرق المشين بين أبناء الصحوة، وبين البعد الكبير عن التطبيق الصحيح لمنهج الإسلام، الذي لو اتٌّبِع على حقيقته لما وجدنا هذا التفرّق.
فعلى الأمة أن تعود إلى منهج ربها، وتنتهي من هذا الفصام النكد بينها وبين التطبيق الصحيح لشريعة ربها، وعلى حكّام الأمة أن يطبقوا شريعة ربهم، فما هانوا وهانت معهم أمتهم إلا بتركهم لأصلهم، والتمسّح في كل أصل بديل، والارتماء على أرجل وأعتاب كل ذليل.
وليعلم الجميع أن هذه الثلة الصالحة المباركة التي يدنّس شرفها، وتهان كرامتها في سجون الدعار، سواء في كوبا، أو العراق، أو إسرائيل، أو حتى في سجون الطواغيت المتسلطين من أبناء الجلدة، نقول للجميع: بأن هؤلاء هم الأعلون رغم ما هم فيه من سجن، وأن أعداءهم هم الأذلاء، ولنتذكر قول عمر في رده على أبي سفيان بن حرب بعد غزوة أحد: \" قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار\".
ولنعلم أن دولة الإسلام ستقوم بعز عزيز، وذل ذليل (( وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاس ))، ولكنها - مسؤولية النهوض بالأمة- قد اشتدّت فوق الأكتاف، فماذا عسانا أن ننتظر بعد أن تعرض كتاب ربنا للإهانة في سجون الدعار، أبناء ثقافة العهر، وديانة المادة، على كل مسلم أن يتحرك لدينه بتغيير ما حوله، بالعلم الصحيح، وخاصة المعتقد الصافي، والدعوة الصادقة، وتغيير المنكر بما ليس منكر، والسعي لنشر دين الله في الأرض، وتطبيق شريعته.
وعلى حكام الأمة أن يتذكروا أن التاريخ لن ينسى لهم بحال أن أعداء الله استهانوا بهم لدرجة تدنيس أقدس المقدسات، بلا هيبة لهم، ولا خوف منهم.
رحم الله صاحب هذه الكلمات: \"من هارون أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم، الجواب لك ما ترى دون ما تسمع يا ابن الكافرة\".
لك الله يا أمة المسلمين يوم غاب قادتك العظام، فأين عمر يستلم مفاتيح القدس؟ وأين خالد يغزو الروم؟ وأين صلاح الدين يطهّر بيت المقدس؟ وأين عمر بن عبد العزيز يحكم بشريعة الإسلام فلا يجد من يستحق الزكاة؟!
إلى الله المشتكى!! اللهم ارزقنا الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، اللهم قيد للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية، ويأمر بالمعروف، ويُنهى عن المنكر، اللهم حكّم شرعك في الأرض.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد