ما ورد في فضائل آل البيت و فصل في عدم التفاخر بالأنساب


 

لـــــذة العيـــش

في فضائـــل قــــريش






تصنيف

عبدالعزيز بن فيصل الراجحي





من ص 6 إلى ص 13
 و  من ص 129

 

 


وقد نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب وجعلها من أمور الجاهلية المستقبحة، إذ أن الناس كلهم ولد آدم ، وآدم عليه السلام من تراب .


وجعل سبحانه وتعالى ميزان تفاضل الناس عنده : الإيمان والعمل الصالح ، فبمقدارهما يكون قدر العبد عند ربه ، ولا ينقص قدره عند ربه إلا عصيانه وذنبه .


قال سبحانه وتعالى :
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:(إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمن تقيُّ ، وفاجر شقي. والناس بنو آدم ، وآدم من تراب لينتهين أقوام فخرهم برجال ، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من العجلان التي تدفع بأنفعها النتن) .


رواه الإمام أحمد في \"مسنده \" (2/361،524) وأبو داود في \"سننه\" (5116) بإسناد صحيح على شرط مسلم .


وقال صلى الله عليه وسلم
(يا أيها الناس غلا إن ربكم واحدن وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ن ولا لأحمر على أسود ن ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟


قالوا : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الحديث ..


رواه الإمام أحمد في \"مسنده\" (5/411) وصححه شيخ افسلام ابن تيمية في \"
اقتضاء الصراط المستقيم \" (1/367) وإسناده صحيح على شرط مسلم .


وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب، والاستقاء بالنجوم، والنياحة- وقال – النائحة إذا لم تتب قبل موتها ن تقام يوم القيامة وعليها سربان من قطران ودرع من جرب).رواه الإمام أحمد في \"مسنده\" ومسلم في \"صحيحه\" .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(اثنتان في الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب ، والنياحة على الميت). رواه الإمام أحمد في \" مسنده\" ومسلم في \" صحيحه\" .


وقال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تينية الحراني الحنبلي رحمه الله في \"
اقتضاء الصراط المستقيم\" (1/370) . (والفضل إنما هو بالأسماء المحمودة في الكتاب والسنة مثل : الإسلام والإيمان والبر والتقوى ، والعلم والعمل الصالح والإحسان ونحو ذلك، لا بمجرد كون الإنسان عربياً أو عجمياً ، أو أسود أو أبيض ، ولا بكونه قروياً أو بدوياً ).


وقال أيضاً رحمه الله في \"
منهاج السنة النبوية \" (8/215-216) عند حديث (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ) . (بين صلى الله عليه وسلم أن الأنساب كالمعادن ، فإن الرجل يتولد منه كما يتولد من المعدن الذهب والفضة ، ولا ريب أن الأرض التي تنبت الذهب أفضل من الأرض التي تنبت الفضة، فهكذا من عرف أنه يلد الأفاضل ، كان أولاده أفضل ممن عرف أنه يلد النفضول، لكن هذا سبب ومظنة وليس هو لازما، فربما تعطلت أرض الذهب وربما قل نبتها ، فحيئذ تكون أرض الفضة أحب إلى الإنسان من أرض معطلة، والفضة الكثيرة أحب إليهم من ذهب قليل لا يماثلها في القدر.


فلهذا كانت أهل الأنساب الفاضلة يظن بهم الخير ويكرمون لأجل ذلك ، فإذا تحقق من أحدهم خلاف ذلك، كانت الحقيقة مقدمة على المظنة ، وأما ما عند الله فلا يثبت على المظان ولا على الدلائل ، إنما يثبت على ما يعلمه هو من العمال الصالحة ، ولا يحتاج إلى دليل ولا يحتوي بالمظنة .


فلهذا كان أكرم الخلق عنده أتقاهم، فإذا قدر تماثل اثنين عنده في التقوى ، تماثلاً في الدرجة وإن كان أبو أحدهما أو ابنة أفضل من أبي الآخر أو ابنه ، لكن إن حصل له بسبب نسبه زيادة في التقوى، كان أفضل لزيادة تقواه).


ثم قال رحمه الله (8/217) :  
فإن الشرف إذا الزم نفسه التقوى ، كان تقواه أكمل من تقوى غيره ، كما أن الملك إاذ عدل كان عدله أعظم من عدل الرجل في أهله) . ثم قال رحمه الله (8/218) .


( ولهذا لم يثن الله على أحد في القرآن بنسبه أصلا ، لا على ولد نبي ولا على أبي نبي ، وإنما أثنى على الناس بإيمانهم وأعمالهم ، وإذا ذكر صنفا وأنثى عليهم ، فلما فيهم من الإيمان والعمل ، لا لمجرد النسب ) .


ثم قال رحمه الله ( 8/218-219): وقد يوجب النسب حقوقاً ويوجب لأجله حقوقا ، ويعلق فيه أحكاماً من الإيجاب والتحريم والإباحة، لكن الثواب والعقاب والوعد والوعيد، على الأعمال لا على الأنساب.
ولما قال تعالى :
( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين). [ آل عمران / 33] .

 وقال ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناكم ملكاً عظيم ) ا9 [النساء / 54].


كان هذا مدحاً لهذا المعدن الشريف لما فيهم من الإيمان والعمل الصالح ، ومن لم يتصف بذلك منهم لم يدخل في المدح، كما في قوله تعالى :
(ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) [الحديد / 26].


وقال تعالى :
(وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ) . [ الصافات / 113] .
وفي القرآن الثناء والمدح للصحابة بإيمانهم واعمالهم في غير آية … ) ثم ذكر رحمة الله جملة منها . ثم قال رحمة الله ( 8/219-220) :
( وهكذا في القرآن الثناء على المؤمنين من الأمة أولها وآخرها على المتقين والمحسنين والمقسطين والصالحين وامثال هذه الأنواع واما النسب ففي القرآن غثبات حق لذوي القربى كما ذكروا هم في الخمس والفئ .

وفي القرآن امر لهم بما يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا .

 
وفي القرآن : الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد فسر ذلك بأن يصلى عليه وعلى آله .


وفي القرآن : الأمر بمحبة الله ومحبة رسوله ن ومحبة اهله من تمام محبته .


وفي القرآن : أن أزواجه أمهات المؤمنين .


وليس في القرآن : مدح أحدٍ, لمجرد كونه من ذوي القربى وأهل البيت ، ولا الثناء عليهم بذلك ن ولا ذكر استحقاقه الفضيلة عند الله بذلك ولا تفضيله على من يساويه في التقوى بذلك) .


ثم قال رحمه الله ( 8/221) . (وإذا تبين هذا فقال : إن كان الرجل أعجمياً والآخر من العرب – فنحن وإن كنا نقول مجملاً إن العرب أفضل جملة – فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وغيره :
( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض غلا بالتقوى ، الناس من آدم وآدم من تراب ) .


وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله قد أذهب عنكم غبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، الناس رجلان : مؤمن تقي ، وفاجر شقي) . ولذلك إذا كان الرجل من أفناء العرب ، والعجم، وآخر من قريش ، فهما عند الله يحسب تقواهما، إن تماثلا فيها تماثلاً في الدرجة عند الله ، وإن تفاضلا في الدرجة .


وكذلك إذا كان رجل من بني هاشم ورجل من الناس أو العرب أو العجم ، فأفضلهما عند الله أتقاهما، فإن تماثلا في التقوى تماثلا في الدرجة ، ولا يفضل أحدهما عند الله لا بأبيه ولا ابنه ولا بزوجته ولا بعمه ولا بأخيه) . انتهى كلام شيخ افسلام رحمه الله .



من فضائل نساء قريش



قال البخاري في \"صحيحه\" (5082) : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولدٍ, في صغره ، وأرعاه على زوجٍ, في ذات يده ) . رواه الإمام مسلم (2527) من طريق أبي الزناد .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply