القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم


 

يحتوي على أقوال شيخي الإسلام في فضائل أهل البيت النبوي

تأليف


العلامة السيد

حامد أبو بكر المحضار


من ص 10 ـ 23

 

 


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((
رسالة الفرقان )) صفحة 163 : ((والمقصود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فحض على كتاب الله ثم فال :وعترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً)) انتهى .


وقال في
(( الوصية الكبرى ))صفحة 297 :((وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها فإن الله جعل لهم من حقاً في الخمس والفيء وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم. فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم. إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم وعلى آل إبراهيم وآل محمد الذين حرمت عليهم الصدقة. هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد . وقال الله تعالى: ((إنما يريد اله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)).


وحرم الله الصدقة عليهم لأنها أوساخ الناس وفي المسانيد والسنن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للعباس لما شكى إليه جفوه قوم لهم قال : والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم م أجلي . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن الله أصطفى بني إسماعيل واصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى قريش من كنانة واصطفى بن هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم .


وقال في
((رسالة العقيدة الواسطية )) وهو يذكر عقيدة أعل السنة ويترأ من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل :((ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في غدير خم أذكركم الله في أهل بيتي وقال أيضاً للعباس عمه وقد شكا إليه أن بعض قريش تجفو بني هاشم فقال : والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي .  وقال: إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفي من بني إسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم))وقال شيخ الإسلام في ((رسالة درجات اليقين )): (( وليس للخلق محبة وأعظم ولا وأكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى :فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إنما يحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ويتبع لأجل الله تعالى كما قال تعالى : ((قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحبكم الله ))
وفي الحديث :
أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة فأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي )) أ.هـ من صفحة 149 .


وقال في
(( رسالة تفسير المعوذتين )) ـ وهو بصدد الاستدلال على أن الغاسق هو هو الليل ـ وأن القمر غاسق وأن التعوذ من الليل وشره تعوذ من أدلته وعلامته إلى أن قال : وهذا كقوله على السجد المؤسس على التقوى هو مسجدي. هذا مع أن الآية تتناول مسجد قباء قطعاً وكذلك قوله عن أهل الكساء ( وهو أهل محل الشاهد ) هؤلاء هم أهل بيتي مع أن القرآن يتناول نساءه فالتخصيص لكون المخصوص أولى بالوصف. أ . هـ


وقال في كتابه ((
الاقتضاء )) صفحة 71 إن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم ورومهم وفرسهم وغيرهم وأن قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله علية وآله وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً ونسباً. ثم قال : وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل : وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله علية وآله وسلم أنه أفل نفساً ونسباً وإلا لزم الدور أ . هـ


وقال في ((
الاقتضاء)) صفحة 72 :من حديث الترمذي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذاكروا أ حسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلة ثم خير البيوت فجعلني في خير بيت فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً. قال : ومعنى الكبوة الكناسة . والمعنى أن النخلة طيبة في نفسها وإن كان أصلها ليس بذلك فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنه خير الناس نفساً ونسباً.



وروى الترمذي قال جاء العباس إلى رسول الله فكأنه سمع شيئاً
(( فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فقال : من أنا ؟ فقالوا أنت رسول الله صلى الله عليك وسلم . قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. قال: إن الله خلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيره م بيتاً وخيرهم نفساً. قال الترمذي : هذا حديث حسن .



وروى أحمد هذا الحديث قال: قال العباس
: بلغه صلى الله عليه وآله وسلم بعض ما يقوله الناس فصعد إلى المنبر فقال:من أنا ؟ فقالوا: أنت رسول الله فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني من خير خلقة وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتاً ونفساً . أخبر صلى الله علية وآله وسلم أنه ما أنقسم الخلق فرقتين إلا كان هو خير الفريقين. وقال في (( الاقتضاء )) صفحة 73
وروى الترمذي عن الطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله مغضباً وأنا عنده فقال ما أغضبك؟ فقال : يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بوجوه مبشره وإذا لقونا بغير ذلك .قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحمر وجه ثم قال:
والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله الخ....



قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح قال وروى أحمد في المسند مثل هذا عن المطلب بن ربيعة قال :دخل العباس على رسول الله إنا لنخرج فنرى قريشاً تتحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال :
والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم الله ولقرابتي . قال ابن تيمية والحجة قائمة بالحديث .



وقال في صفحة 74 من(
الاقتضاء): وهكذا جاءت الشريعة كما سنومئ إلى بعضه فإن الله خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها ثم خص قريشاً على سائر العرب مما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص فأعطى الله سبحانه وتعالى كل درجة من الفضل بحسبها والله عليم حكيم
وقال في صفحة 79 من (
الاقتضاء ) وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عليه حين وضع الديوان وقالوا : يبدأ أمير بنفسه فقال : لا ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من يليهم حتى جاءت نبوته في بني عدي وهم متأخرون عن أكثر بطون قريش ثم هذا الاتباع للحق قدمه على عامة بني هاشم فضلاً عن غيرهم من قريش . انتهى من الاقتضاء



وقال في كتابه ((
الجواب الصحيح )) في صفحة 61: وقد ثبت في الصحاح حديث وفد نجران ففي البخاري ومسلم عن حذيفة وأخرجه مسلم عن سعد ابن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي. قال الشيخ الإسلام في رسالته التي ألفها في رأس الحسين قال :  وأكرم الله الحسين ومن أكرمه من أهل بيته بالشهادة رضي الله عنهم وأرضاهم وأهانهم بما انتهكه من حرمتهم واستحله من دمائهم : ((ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء)) وكان ذلك من نعمة الله على الحسين وكرامته له لينال منازل الشهداء حيث لم يجعل له في أول الإسلام من الابتلاء والامتحان ما جعل لسائر أهل بيته كجده صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وعمه وعم أبيه رضي الله تعالى عنهم فإن بني هاشم أفضل قريش وقريشاً أفضل العرب والعرب أفضل بني آدم  ، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل قوله في الحديث الصحيح : إن الله اصطفى من ولد إبراهيم بن إسماعيل واصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم .وفي صحيح مسلم عنه أنه قال يوم غدير خم : أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي .


وفي السنن أنه شكا إليه العباس أن بعض قريش يحقرونهم فقال
: والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبكم لله ولقرابتي . وإذا كانوا أفضل الخلق فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال . وكان أفضلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا عدل له من البشر ففاضلهم أفضل من كل فاضل من سائر قبائل قريش والعرب بل بني إسرائيل وغيرهم ثم على وحمزة وجعفر وعبيده بن الحارث هم من السابقين الأولين من المهاجرين هم أفضل من الطبقة الثانية من سائر القبائل ولهذا لما كان يوم بدر أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمبارزة لما برز عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم يا حمزة قم يا عبيدة قم يا على فبرز الثلاثة ثلاثة من بني هاشم .




وقد ثبت في الصحيح أن فيهم نزل قوله تعالى:
((هذان خصمان اختصموا في ربهم )) الآية  إن كان في الآية عموم. ولما كان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وكانا قد ولدا بعد الهجرة  في عز الإسلام ولم ينلهما من الأذى والبلاء ما نال سلفهما الطيب فأكرمهما الله بما أكرمهما به من الابتلاء ليرفع درجاتهما وذلك من كرامتهما عليه لا من هوانها عنده كما أكرم حمزة وعلياً وجعفر وعمر وعثمان وغيرهم بالشهادة .



وفي المسند وغيره عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وأن قدمت ويحدث لها استرجاعاً ألا أعطاه الله من ألأجر مثل أجر يوم أصيب .




فهذا الحديث رواه الحسين وعنه روته أبنته فاطمة التي شهدت مصرعه وقد علم الله أن مصيبته تذكر على طول الزمان . وقال في الاقتضاء صفحة 144 وهو حديث عن يوم عاشوراء: ولما أكرم الله سبط نبيه أحد سيدي شباب أهل الجنة وطائفة من أهل بيته بأيدي الفجرة الذين أهانهم الله وكانت هذه المصيبة عند المسلمين يجب أن تتلقى بما تتلقى به المصائب أ. هـ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply