الموالاة والمعاداة في ضوء القرآن والسنة ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 





التحليل اللغوي لمادتي: (الولاية) و (العداوة):

1 - مادة (وَليَ) غنية جداً في اللغة العربية، وقد تطلق على المعنى ونقيضه مما يصعب معه ضبط معانيها، ولكن ثمة استعمالات رئيسية لهذه المادة نجتهد في حصرها كما يلي:

أولاً: استعمال الولاية بمعنى القرب والدنوِّ والتتابع... تقول العرب: والى بين الأمرين: أي: تابع بينهما، ويقال: افعل هذه الأشياء على الولاء، أي: متتابعة ويقال: والى فلانٌ بُرمحِهِ بين صدرين... وذلك إذا طعن واحداً ثم طعن آخر من فوره، وتوالى عليه شهران. أي: تتابع. نقله الجوهري(1).



ومنه قولهم: دارُه وَليُ داري، أي: قريبة منها(2).

والولية كغنية: البرذعة. سميت بذلك لأنها تلي ظهر الدابة(3).

ومن هذا المعنى قولهم: أولى لك. كقوله - تعالى -: {أولى لك فأولى} [القيامة: 34]، أي: الشرٌّ أقرب إليك.

وقال ثعلب: دنوت من الهلكة.

وقال الأصمعي: أي: قاربه ما يُهلكه. أي: نزل به، وأنشد:

فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيدَ على الثلاثِ

قال ثعلب: ولم يقل أحد في (أولى لك) أحسن مما قال الأصمعي(4).

ومن هذا المعنى إطلاق لفظ (الولي) وهو المطر يأتي بعد المطر الوسمي. يقال: (وليت الأرض) أي: أصابها الولى، وهو الاسم منه(5).

وجمعها: أولية.

قال ابن الأثير: (وفي حديث مطرف الباهلي (تسقيه الأولية) هي جمع ولي، وهو المطر الذي يجيء بعد الوسمي، سمي به لأنه يليه أي: يقرب منه ويجيء بعده) اهـ(6).

ومنه سمي القريب ولياً ومولى سواء كان ابناً أو ابن أخت أو عماً أو ابن عم أو غير ذلك.

وأنشدوا [والبيت للفضل بن العباس اللهبي]:

مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا *** لا تنبشوا بيننا ماكان مدفونا(7)



وقال النابغة:

قالت له النفس إني لأرى طمعاً *** وإن مولاك لم يسلم ولم يصد

قال أبو حاتم السجستاني: \"هذا كلبٌ، ومولاه ابن عمه كلبٌ آخر\" [1].



وقال آخر:

هم المولى، وإن حنقوا علينا *** وإنا من لقائهم لزورُ



هم المولى: أي هم الموالي، أي: بنو العم. قاله أبو عبيدة[2].

وقد أطلق المفردُ على الجمع كما هو جارٍ, في اللغة، كما في قوله - تعالى -: {والملائكة بعد ذلك ظهير} [التحريم: 4]، وقوله: {ثم نخرجكم طفلاً} [الحج: 5]، ومن ذلك قوله - تعالى -: {وإني خفت الموالي من ورائي} [مريم: 4] أي زكريا - عليه السلام - خاف ورثته ألا يحسنوا ميراث النبوة من بعده ولا يسيروا في الناس سيرة حسنة فقال: {فهب لي من لدنك ولياً} [مريم: 5] أي: ابناً كما في موضع آخر: {قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة} [آل عمران: 38] ومن إطلاق المولى على عموم القرابات قوله - تعالى -: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون} [الدخان: 41].



ومن هذا المعنى تسمية الحليف مولىº لأنه ينضمٌّ إليك فيمتنع بمنعتك. قال الجعدي:

مواليَ حلف لا موالي قرابة *** ولكن قطيناً يسألون الأتاوبا[3]



يقول: هم حلفاء، لا أبناء عمّ [4].

ومنه قول الفرزدق:

فلو كان عبد الله مولى هجوته *** ولكن عبد الله مولى مواليا



فالحليف عند العرب مولى[5].

ومن ذلك تسمية الجار مولى.



قال مربع الكلابي - وقد جاور بني كليب بن يربوع فأحمد جوارهم:

جزى الله خيراً والجزاء بكفه *** كليب بن يربوع... وزادهم حمدا



هم خلطوني بالنفوس وألجموا إلى نصر مولاهم مسومة جردا[6]



يعني بمولاهم: جارهم.



وذلك لما بين الجيران من القرب والتناصر كما في البيتين.

ومن ذلك تسمية الناصر والمعين مولى. قال الجوهري في \"الصحاح\": هم عليَّ ولايةٌ، أي: مجتمعون في النصرة - يُروى بالكسرة والفتح جميعاً، وأنشد الفرّاء:

دعيهم فهم إلبٌ عليَّ ولايةٌ[7]

قيل: ومنه قوله - تعالى -: {والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} [الأنفال: 72]، أي: لا تنصروهم في شيء إلا إن استنصروكم في الدين {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق} [الأنفال: 72].



ومن المعاني الداخلة في هذا الاستعمال: إطلاق لفظ المولى على النزيل، والموالي، والسلطان، والشريك، والمنعِم، والمنعَم عليه، والمعتِق، والمعتَق، والمحب، والتابع، والصهر، والمالك، والصديق، ومن أسلم على يديه، والمولى في ا لدين، لما بين هؤلاء من التناصر والقرب والدنو.



وإذا كنا قد فصّلنا في المعنى الأول لعلاقته الشديدة بموضوعنا، فإننا نشير بإيجاز إلى بعض المعاني الأخرى.



ثانياً: استعمال الولاية بمعنى العزل والفصل والتمييز يقال: والى غنَمَهُ، أي: عزل بعضها عن بعض وميزها... موالاةً.



ثالثاً: استعمالها بمعنى الإقبال والتوجه كما في قوله - تعالى -: {فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [البقرة: 144]، وقوله: {ولكل وجهة هو موليها} [البقرة: 148]، وقوله: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} [البقرة: 177] [8].



رابعاً: استعمالها بمعنى الإدبار والصد والإعراض تقول: ولّى عن الشيء أي: أعرض[9].



2 - ومادة (ع - د - و) هي الأخرى غنية بمعانيها واشتقاقاتها وهذه أهم المعاني التي تدل عليها هذه المادة:

أولاً: استعمالها بمعنى ضد الولاية، والمفردُ: عدوّ، يقال: هو عدو بين العداوة والمعاداة [10] والجمع: أعداء، وعدى، وعُدي: وعُداة[11] وقيل عُداة جمع: عادى[12]، وجمع الجمع: أعادى.



قال عبد الرحمن بن حسان:

إذا كنت في قوم عِدىً لست منهمُ *** فكُل ما عَلِفتَ من خبيثٍ, وطيِّبِ[13]



وقال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك:

فأمتنا العُداةَ من كلِّ حيٍّ, *** فاستوى الركضَ حين مات العِداءُ[14]



وحكى أبو العباس: قوم عُدى - بضم العين - وأنشد:

معاذةَ وجه الله أن أشمِتَ العُدى *** بليلى، وإن لم تجزني ما أدينها[15]



وعادِى بمعنى: عَدوٌ، قالت امرأة من العرب:

أشمت رب العالمين عاديك

و \"العدو\" يطلق على المفرد والمثنى والجمع بلفظه وكذا على المذكر والمؤنث كما في قوله - تعالى -: {فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} [الشعراء: 77]، وقوله: {وهم لكم عدو} [الكهف: 50] وقال: {هم العدو فاحذرهم} [المنافقون: 4] [16].



ثانياً: استعمالها بمعنى البعد، والتمادي في التباعد.

قال الأعشى يصف ظبية وغزالها:

وتعادى عنه النهار فما تو *** جوه إلا عفافة أو فواقُ



يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئب بها على ولدها!

والعدواء: بعد الدار[17]، والعَدَاء: البعد، والعدوة: المكان المتباعد، وهي - بالعين المثلثة - شاطيء الوادي، قال - تعالى -: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى} [الأنفال: 42]. وهم قومٌ عدى: متباعدون. وقيل: غُرباء.



قال الأخطل:

ألا يا اسلمي يا هند - هند بني بدر- وإن كان حيانا عدي آخر الدهر



قال ابن الأعرابي في هذا البيت: العدا: التباعد[18].

وهذان المعنيان هما أقرب المعاني إلى مقصودنا.. ويمكن أن يكون المعنى الأول متفرعاً عن المعنى الثاني... فإن المتباغضين الفاسد مابينهم يتباعدون عادة ولا يقترب بعضهم من بعض فلهذا سموا: أعداء..

وفيما يلي نوجز المعاني الأخرى للعداوة:

ثالثاً: استعمالها بمعنى: التجاوز مطلقاً، أو: تجاوز ما ينبغي أن يقتصر عليه، وبعض أهل اللغة يجعل هذا المعنى هو المعنى الأساسي لمادة (عدا) [19].



رابعاً: استعمالها بمعنى \"الحُضر\". عدا الفرس يعدوا عدواً وعُدواً وعدواناً تعداءً. أي: أحضر. قال رؤية بن العجاج:

من طول تعداء الربيع في الأفق[20]



خامساً: الموالاة بين الشيئين، تقول: عادى بين الصيدين أي: صرع أحدهما ثم صرع الآخر على إثره في طلق واحد قال امرء القيس:

فعادى عداءً بين ثور ونعجة *** دراكاً، ولم ينضح بماء فيغسل[21]



وقال:

فعادى عداء بين ثور ونعجة *** وبين شبوب كالقضيبة قرهب[22]



وتعادى القوم على نصرهم أي: توالوا وتتابعوا[23]



----------------------------------------

(1) تاج العروس للزبيدي ج 10 ص 400 مادة \"و ل يَ\" وانظر في إيضاح هذا المعنى كلام الشيخ محمد رشيد رضا في (المنار) ج 4 ص 100 ط دار المعرفة - بيروت.

(2) المصدر السابق ج 10 ص 400.

(3) المصدر السابق، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج 5 ص 230.

(4) تاج العروس ج 10 ص 400.

(5) القاموس المحيط للفيروزبادي ج 4 ص 404 ط 2 البابي الحلبي.

(6) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج 5 ص 230 ط البابي الحلبي.

(7) الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص 139 رقم الكلمة 227، والأضداد لابن السكيت، ص 181 رقم الكلمة 305، والبيت في \"اللسان:

............................... امشوا رويداً كما كنتم تكونونا

[1] الأضداد في الموضع السابق.

[2] تاج العروس 10/399 ويُروى البيت:........ وإن جنفوا علينا، والجنف الميل والجور، والبيت لعامر الخصفي... انظر: غريب القرآن لابن قتيبة: 284.

[3] شعر النابغة الجعدي ط المكتب الإسلامي ص 178، والقطين: الأتباع والخدم، والأتاوى: الضرائب جمع إتاوة، وانظر: اللسان مادة: ولى.

[4] اللسان.

[5] تاج العروس 10: 400، ومنه قول الحصين بن الحمام المُرِّي:

يا أخوينا من أبينا وأمنا مُرّا موليينا من قضاعة يذهبا

يعني بني سلامان بن سعد.. بن قضاعة، وبني خميس بن عامر، وهم الحُرَقة من جهينة وكانوا حلفاء بن سعد بن مرة. [أضداد ابن السكيت ص 182].

[6] الأضداد لابن السكيت.

[7] تاج العروس 10/399.

[8] قال ابن عباس - رضي الله عنه -: مُوَليها، أي: مَوَلاّها، مصروف إليها مستقبل بها، أنظر أضداد السجستاني: 144. وذكر الشوكاني أنها قراءة ابن عباس - رضي الله عنه - أعني: مولاها، أنظر فتح القدير 1/156.

[9] ذكر ابن الأثير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الإبل فقال: أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولِّية، ولا تدبر إلا مولية، أي: أن من شأنها إذا أقبلت على صاحبها أن يتعقب إقبالها الإدبار، وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهاباً وفناءً مستأصلاً. قال: وقد ولى الشيءُ وتولى إذا ذهب هارباً ومدبراً، وتولى عنه إذا أعرض. انظر: النهاية في غريب الحديث له 5/230.

ولهذه المادة - بكافة معانيها - مصادر مختلفة مثل: الولاء - بفتح الواو - والولاء - بكسرها - بمعنى التتابع، والولاية والولاية بالفتح والكسر والموالاة وغيرها. وثمت مصادر للثلاثي المجرد، وأخرى للمزيد عليه حرف أو حرفان أو ثلاثة.

[10] الصحاح للجوهري 6/2419.

[11] لسان العرب 15/37.

[12] نفس المصدر السابق.

[13] البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وقيل لدودان بن سعد من بني أسد، وقيل لغيرهما. انظر اللسان: 15/35، والصحاح: 6/242.

[14] اللسان 15/36.

[15] اللسان 15/133.

[16] قال ابن السكيت: فعول، إذا كان في تأويل: فاعل كان مؤنثه بغير هاء: نحو: رجل صبور، وامرأة صبور، إلا حرفاً واحداً جاء نادراً قالوا: هذه عدوَّةُ الله.

قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء تشبيهاً بالمدينةº لأن الشيء قد يُبنى على ضدِّه. وقال الأزهري: هذا إذا جعلت ذلك كله في مذهب الاسم والمصدر، فإذا جعلته نعتاً محضاً قلت: هو عدوٌّك، وهي عدوَّتُك، وهم أعداؤك، وهن عدَّواتك. انظر: اللسان 15/32 - 33، الصحاح: 6/2419 - 2420، معجم مقاييس اللغة 4/252.

[17] الصحاح 6/2430، 2422.

[18] اللسان 15/36.

[19] قال الخليل: التعدي: تجاوز ما ينبغي أن يقتصر عليه. يقال: عدا فلان طوره عدواً أي: تجاوزه، قال أبو نخيلة:

مازال يعدو طوره العبد الردى ويعتدي ويعتدى ويعتدي [انظر: معجم مقاييس اللغة 4/249].

ومنه: العدوان، وهو الظلم الصراح، والاعتداء مشتق منه [نفس المصدر السابق]. قال - تعالى -: {فيسبوا الله عدواً بغير علم} [الأنبياء: 108]. قرأها الجمهور كما في المصحف، وقرأها يعقوب والحسن: عُدُوّاً، بضمتين أي: عدواناً وظلماً.

ومنه قولهم: عدا عليه فضربه بسيفه، لايراد العدو على الرجلين، ولكن الظلم.

ومنه: الذئب العادي كما في الحديث: \"ماذئبان عاديان... \" [انظر اللسان 15/13 - 34]، والحديث أخرجه....، والسبع العادي: الذي يفترس الناس.

ومنه قوله - تعالى -: {غير باغ ولا عادٍ,} وقوله: {ولا تعتدوا}.

ومنه قولهم: \"عد عن ذا\" أي: تجاوزه إلى غيره، قال النابغة:

فعدِّ عما ترى إذ لا ارتجاع له وانمِ القتود إلى عيرانةٍ, أجدِ [انظر معجم مقاييس اللغة 4/251]. وقال علقمة الفحل::

تكلفني ليلي وقد شطَّ وليها وعادت عواد بيننا وخطوبُ

والفرق في هذه الاستعمالات واضح بين معنى التجاوز مطلقاً ومعنى تجاوز ما ينبغي الاقتصار عليه.

[20] رؤية: راجز مشهور في الدولة الأموية. ومن هذا الاستعمال قوله - تعالى -: {والعاديات ضبحاً} [العاديات: 1] قال ابن عباس: هي الخيل، وقال علي: هي الإبل - هاهنا - وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - الرجوع إلى قول علي رضي الله عنه لأنه لم يكن للمسلمين يوم بدر خيول [ابن كثير 4/541 - 542]. والعدوان: ومثله: العداءُ - الشديد العدو، ومنه:

ولو أن حياً فانت الموت فاته *** أخو الحرب فوق القارح العدوان

وقيل: العادية من الإبل هي المقيمة في العضاه لا تفارقها، وليست ترعى الحمض تجمع على: عاديات وعوادي، قال كثير:

وإن الذي يبغي من المال أهلها *** أوارك لما تأتلف وعوادي



وقال غيره:

رأى صاحبي في العاديات نجيبة *** وأمثالها في الوافعات القوامس [الصحاح 6/2422].

ومنه: عدا الماء: أسرع. قال المازني: عدا الماء يعدو عدواً إذا جرى، وأنشد:

حتى رأيت الماء يعدو مثلاً [اللسان 15/43].

أما المفعول من (عدا) فهو: معدي عليه - أبدلت الواو ياء - قال عبد يغوث الحارثي في يائيته المشهور التي قالها وهو في الأسر:

وقد علمت عرسي مليكة أنني *** أنا الليث معدياً عليه وعادياً [الصحاح 6/2421].

في هذا الاستعمال وفي غيره.

[21] الصحاح 6/2420.

[22] اللسان 15/40 ومعجم مقاييس اللغة 4/251 وفيه: كالقضيمة...

[23] اللسان 15/ 40.

قلت: ولعل منه قول الشاعر:

فعادى بين هاديتين منها *** وأولى أن يزيد على الثلاث

الهادية: أول الوحش، وأولى: قارب [أنظر ص 17 من هذا البحث]. وهناك معان غير هذه لمادة (ع د و) ذكرها أهل اللغة... وأشار إلى بعضها الإمام النووي في (تهذيب الأسماء والصفات ج 2 قسم 2 ص 12). ومن هذه المعاني: الانشغال عن الشيء، ومنها تفاوت الأرض وعدم استوائها واطمئنانها فتسمى (عُدواء) قيل: لأن من سكنها تعداها إلى غيرها.

ومنها: الفرية، قال بعضهم: ومنه قول الشاعر: إذا كنت في قوم عدى لست منهم... [انظر ص 22 من هذا البحث]. والعداء: الحجارة والصخور قال الشاعر: مغادراً تحت العداء والثرى.

ومن استعمالاتها: النصرة والمعونة والتقوية، قال يزيد بن حذاق:

ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت *** سبل المكارم والهدى يعدى [اللسان 15/353]



أي: إبعادك الطريق يقويك عليه ويعينك.

ومنها: الصرف والتنحية

ومنها: الفساد وانتقال الداء، وفي الحديث: \"لا عدوى ولا طيرة\" [رواه البخاري في مواضع من الصحيح، ومسلم وابن ماجه وأبو داود والترمذي].

وهذه المعاني على كثرتها يمكن إرجاع بعضها إلى بعض... ولها مصادر كثيرة حسبتها قرابة العشرين... وقد مر ذكر الكثير منها في هذا البحث، وهي مبثوثة في كتب اللغة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply