بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد،
فإليك - أخي القارىء - هذا التناقض الصارخ بين مرقس و يوحنا بخصوص مكان الإنكار الثاني لبطرس. ففي الإنجيل بحسب مرقس نجد أن النص يشير بوضوح للدهليز كمكان للإنكار الثاني:
مرقس 14: 66 \" وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت احدى جواري رئيس الكهنة 67 فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت اليه وقالت وأنت كنت مع يسوع الناصري 68 فانكر قائلا لست ادري ولا افهم ما تقولين وخرج خارجا الى الدهليز فصاح الديك 69 فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين ان هذا منهم 70 فانكر ايضا \"
فمن خلال النص السابق نجد أن بطرس:
- في المرة الأولى (انكاره الأول) سألته الجارية وهو يستدفئ عند النار.
- بينما في المرة الثانية (انكاره الثاني) سألته بعد أن ترك النار وخرج إلى الدهليز.
أما في الإنجيل بحسب يوحنا 18 ففيه نجد أنّه في المرة الثانية (إنكاره الثاني) كان بطرس لا يزال عند النار يستدفئ واليك النص:
\" 16 و أما بطرس فكان واقفا عند الباب خارجا فخرج التلميذ الآخر الذي كان معروفا عند رئيس الكهنة و كلم البوابة فادخل بطرس.
17 فقالت الجارية البوابة لبطرس الست أنت أيضا من تلاميذ هذا الإنسان قال ذاك لست أنا.
18 و كان العبيد و الخدام واقفين و هم قد أضرموا جمرا لأنه كان برد و كانوا يصطلون و كان بطرس واقفا معهم يصطلي...
25 و سمعان بطرس كان واقفا يصطلي فقالوا له الست أنت أيضا من تلاميذه فأنكر ذاك و قال لست أنا \"
إذن الإنكار الثاني تم في نفس المكان الذي تم فيه الإنكار الأول حيث كان بطرس واقفا في الدار يستدفىء، وقد كانت الترجمة التفسيرية (طبعة الحياة) واضحة جداً عندما أوردت العدد 25 السابق هكذا \" وكان بطرس لا يزال واقفاً هناك يستدفىء، فسألوه: ألست أنت أيضا من تلاميذه؟ فأنكر.. \"
وبالرجوع للأصل اليوناني نجد إن العدد 25 من يوحنا 18 ورد هكذا:
hn de simwn petroV estwV kai qermainomenoV eipon oun autw mh kai su ek twn maqhtwn autou ei hrnhsato ekeinoV kai eipen ouk eimi
وبسؤال المختصين باللغة اليونانية وجدنا الآتي:
\" أن الفعلين (وقف) و (اصطلا) وردا في النص بصيغة اسم الفاعل والذي يفيد الاستمرارية \" لذلك فإن الترجمة التفسيرية كانت دقيقة وصحيحة..
وكذلك طبعة The Bible in Basic English حيث أوردت النص هكذا:
18: 25 But Simon Peter was still there warming himself by the fire.They said to him، Are you not one of his disciples? He said، No، I am not.
وقد أكد المفسر متى هنري هذا المعنى أيضاً قائلاً:
لقد كرر بطرس خطيئته للمرة الثانية. فيما كان يصطلي مع العبيد.. والخدام سألوه: ألست انت ايضا من تلاميذه فأنكر، و كان من حماقته الكبرى أن أوقع نفسه في هذه التجربة، وذلك بمواصلة بقائه في صحبتهم، فقد استمر معهم يصطلي..
الخلاصة:
كما نرى أنّ هناك مكانين، المكان الأول هو عند النار، والمكان الآخر في الدهليز.
فالتناقض واضح جداً، وهذا يعني أنه على الأقل أنّ واحداً من البشيرين أخطأ في تحديد المكان، وبالتالي ينفي أن يكون مكتوباً بوحي الروح القدس.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد