حكم ترتيل القنوت


بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الحسن البصري: ما لي أرى زمانا إلا بكيت منه، فإذا ذهب بكيت عليه. الإبانة (الإيمان) 1/186 (21)

التَّرَنٌّم والتَّلحِين في الذكر والدعاء ..

قال الشيخ / بكر أبو زيد - حفظه الله - في كتابه تصحيح الدعاء(ص82)

وكان مما أحدثه الناس في الصوت والأداء في العبادات: بدعة التلحين والتطريب في الأذان، وفي الذكر، وفي الدعاء، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، والترنم في خطبة الجمعة.... إلى أن قال:

وقد سرت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفَاة الأثر، فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب مواضع الدعاء، والمبالغة في الترنم، والتطريب، والتجويد والترتيل، حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله - تعالى -، ويستدعي بذلك عواطف المأمومينº ليجهشوا بالبكاء .

والتعبد بهذه المحدثات في الإسلام، وهذه البدع الإضافية في الصوت والأداء، للذكر والدعاء، هي في أصلها من شعائر الجاهلية التي كانوا يظهرونها في المسجد الحرام، كما قال الله - تعالى - منكرًا عليهم: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً و تصدية}. المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق بضرب اليد على اليد بحيث يسمع له صوت .

قال الآلوسي - رحمه الله تعالى -: ((والمقصود أن مثل هذه الأفعال لا تكون عبادة بل من شعائر الجاهلية، فما يفعله اليوم بعض جهلة المسلمين في المساجد من المكاء والتصدية، يزعمون أنهم يذكرون الله، فهو من قبيل فعل الجاهلية، وما أحسن ما يقول قائلهم: أقال الله لي صفِّق لي وغنَّ وقل كُفرًا وسمِّ الكفر ذِكرا)) انتهى.

وما يتبعها من الألحان، والتلحين، والترنم، والتطريب، هو مشابهة لما أدخله النصارى من الألحان في الصلوات، ولم يأمر بها المسيح، ولا الحواريون، وإنما ابتدعه النصارى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.

ولهذا نرى ونسنع في عصرنا الترنم والتلحين في الدعاء من سيما الرافضة والطٌّرقية، فعلى أهل السنة التنبه للتوقِّي من مشابهتهم .

وقال أيضًا في رسالته دعاء القنوت (ص 5):

إنّ التلحين، والتطريب، والتغي، والتقعر، والتمطيط في أداء الدعاء، منكر عظيم، ينافي الضراعة، والابتهال، والعبودية، وداعية للرياء، والإعجاب، وتكثير جمع المعجبين به .

وقد انكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم والحديث .

فعلى من وفقه االه - تعالى -وصار إمامًا للناس في الصلوات، وقنت في الوتر، أن يجتهد في تصحيح النية، وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد، بضراعة وابتهال متخلصًا مما ذكر، مجتنبًا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply