بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
الحمد لله رب العالمين:
أقول مستعيناً بالله - تعالى - أن مشكلتك هي مشكلة كثير من شباب الأمة، و لعل حل هذه المشكلة يتبين بتتبع النقاط التالية:
أولاً: مداومة الدعاء لله - تعالى - و الشكوى إليه، قال - تعالى -: (وَقَالَ رَبٌّكُمُ ادعُونِي أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر: 60).
ثانياً: السعي الحثيث و الجاد للزواج من فتاة صالحة، فإن الزواج أغض للبصر و أحصن للفرج.
عن علقمة بن قيس قال كنت مع عبد الله بن مسعود بمنى فخلا به عثمان فجلست قريبا منه فقال له عثمان هل لك أن أزوجك جارية بكرا تذكرك من نفسك بعض ما قد مضى فلما رأى عبد الله أنه ليس له حاجة سوى هذه أشار إلي بيده فجئت وهو يقول لئن قلت ذلك لقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
و في رواية ثانية عن عبد الله بن مسعود قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شباب لا نقدر على شيء فقال: يا معشر الشباب عليكم بالباءة فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع منكم الباءة فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء.
ثالثاً: ملازمة قراءة القرآن، قال - تعالى -: (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ قَد جَاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصٌّدُورِ وَهُدىً وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ) (يونس: 57).
فاعلم أخي الكريم أن جماع أمراض القلب هي أمراض الشبهات والشهوات و القرآن الكريم شفاء للنوعين بفضل الله - سبحانه - تعالى -.
و اعلم أخي الكريم: أن غض البصر عن المحارم يوجب حسنات عديدة منها:
الحسنة الأولى: التمتع بحلاوة الإيمان و لذته، التي هي أحلى و أطيب و ألذ مما صرف بصره عنه و تركه لله - تعالى -، فمن ترك شيئا لله عوضه الله - تعالى - خيرا منه روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:. \" فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه \"
أما الحسنة الثانية: فهي وراثة الفراسة فغض البصر يورث نور للقلب الفراسة للفكر.
قال أبو شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة).
و الله - تعالى - يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله فيطلق نور بصيرته و يفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف و نحو ذلك مما ينال ببصيرة القلب.
الحسنة الثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته ; فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة، فإن الرجل الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ; ولهذا يوجد في المتبع هواه من ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه، وإن الله جعل العزة لمن أطاعه و الذلة لمن عصاه.
قال الله - تعالى -: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}
وقال - تعالى -: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
ولهذا كان في كلام بعض أهل العلم: الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله.
فعليك أخي الكريم بتقوى الله - تعالى - و السعي للزواج ففيه الشفاء من هذا الداء.
و الحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد