بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فقد رأيت أن أقدم لكم أحبتي في الله نقاط التلاقي بين الرافضة واليهود وهذه رؤيا وهذه استنتاجات توصلت إليها بعد قراءتي المستفيضة عن هذين الدينين ومشاهداتي المباشرة لواقع الرافضة واليهود، وإليك بعض هذه النقاط:
أولاً: الرافضة واليهود كل منهما يعتبر نفسه شعب الله المختار، فالشيعة يرون أنفسهم أنهم خلقوا من طينة خاصة، غير طينة أهل السنة، أظن أنكم تستغربون من هذا القول، ولكن أنقل لكم هذا النص كي تتبدد الحيرة عندكم:
الطينــة
هذه العقيدة من مقالاتهم السرية، وعقائدهم التي يتواصون بكتمانها حتى من عامتهم، لأنه لو اطلع العامي الشيعي على هذه العقيدة \"تعمد أفعال الكبار لحصول اللذة الدنيوية، ولعلمه بأن وبالها الأخروي إنما هو على غيره\"، انظر: الأنوار النعمانية: 1/195. وكانت هذه المقالة موضع إنكار من بعض عقلاء الشيعة المتقدمين كالمرتضي وابن إدريس، لأنها في نظرهم وإن تسللت أخبارها في كتب الشيعة إلا \"أنها أخبار آحاد مخالفة للكتاب والسنة والإجماع فوجب ردها\" الأنوار النعمانية: انظر: 2/293. لكن هذه الأخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله الجزائري(ت 1112هـ): \" إن أصحابنا قد رووا هذه الأخبار بالأسانيد المتكثرة في الأصول وغيرها، فلم يبق مجال في إنكارها، والحكم عليها بأنها أخبار آحاد، بل صارت أخباراً مستفيضة بل متواترة \" انظر: الأنوار النعمانية 1/295. قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين. والذي تولى كبر إرساء هذه العقيدة فيما يظهر هو شيخهم الكليني الذي بوب لها بعنوان \"باب طينة المؤمن والكافر\"، وضمن ذلك سبعة أحاديث في أمر الطينة \" انظر: أصول الكافي 2/ 2 ـ 6. ثم ما زالت تكثر هذه الأخبار من بعد الكليني حتى سجل منها شيخهم المجلسي سبع وستين حديثاً في باب عقده بعنوان باب الطينة والميثاق\"، انظر: بحار الأنوار: 5/ 25 2 ـ 276. وكأن القارئ يتطلع إلى تفاصيل هذه المقالة التي تجعل الشيعي يعتقد بأن كل بائقة يرتكبها فذنبها على أهل السنة، وكل عمل صالح يعمله أهل السنة فثوابه للشيعة، ولذلك فإن شيوخ الشيعة يكتمون ذلك عن عوامهم حتى لا يفسدوا عليهم البلاد والعباد. وهذه العقيدة أوسع تفصيل لها هو رواية ابن بابويه في علل الشرائع حيث استغرقت عنده خمس صفحات وختم بها كتابه انظر: علل الشرائع: ص 606 ـ 610. ورأى بعض شيوخهم المعاصرين أن هذا كمسك الختام فقال: \" إنه ختم بهذا الحديث الشريف كتاب علل الشرائع انظر: بحار الأنوار (الهامش): 5/233. وملخص ذلك يقول بأن الشيعي خلق من طينة خاصة والسني خلق من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين، فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثره بطينة السني، وما في السني من صلاح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة، وحسنات أهل السنة تعطي للشيعة. وعلى هذا المعنى تدور أكثر من ستين رواية من رواياتهم. ويمكن يستنبط سبب القول بهذه العقيدة من الأسئلة التي وجهت للأئمة، والشكاوي التي رفعت إليهم، فالشيعة يشكون من انغماس قومهم بالموبقات والكبائر، ومن سوء معاملة بعضهم لبعض، ومن الهم والقلق الذي يجدونه ولا يعرفون سببه. ولكن يعزو إمامهم ذلك كله لتأثر طينة الشيعي بطينة السني في الخلقة الأولى. ولنستمع إلى بعض هذه الأسئلة المثيرة التي تكشف واقع المجتمع الشيعي المغلق: (روى ابن بابويه بسنده: عن أبي إسحاق الليثي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر - عليه السلام - يا ابن رسول الله أخبرني عن المؤمن المستبصر (يقصدون بذلك الرافضي)، إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني؟ قال: اللهم لا، قلت: فيشرب الخمر؟ قال: لا، قلت: فيأتي بكبيرة من الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال: لا..، قلت: يا ابن رسول الله إني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر، ويقطع الطريق ويخيف السبل، ويزني، ويلوط، ويأكل الربا ويرتكب الفواحش ويتهاون بالصلاة والصيام، والزكاة ويقطع الرحم، ويأتي الكبائر فكيف هذا ولم ذاك؟ فقال: يا إبراهيم هل يختلج صدرك شيء غير هذا؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله أخرى أعظم من ذلك، فقال: وما هو يا أبا إسحاق؟ قال: فقلت يا ابن رسول الله وأجد من أعدائكم ومناصبيكم(يقصد بذلك أهل السنة) من يكثر من الصلاة والصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحرص على الجهاد، ويأثر كذا على البر، وعلى صلة الأرحام، ويقضي حقوق إخوانه، ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط، وسائر الفواحش فما ذاك؟ ولِمَ ذاك؟ فسّره لي يا بن رسول الله وبرهنه وبينه، فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي، وضاق ذرعي\"، انظر: علل الشرائع: ص 606، 607، وبحار الأنوار: 5/228 ـ 229.هذا وحده من الأسئلة والشكاوي التي تكشف انزعاج الشيعة من واقعهم المليء بالمعاصي والموبقات بالمقارنة بواقع سلف هذه الأمة، وأئمة أهل السنة ومعظم عامتهم من تقى وأمانة وصلاح، وقد أجيب السائل بمقتضى عقيدة الطينة وهي أن المعاصي الموجودة عند الشيعة في بسبب أهل السنة، والأعمال الصالحة التي تسود المجتمع السني بسبب طينة الشيعي.هذه الأسئلة والشكاوي وغيرها كثير(تجدها في باب الطينة، في الكافي، وبحار الأنوار، وضح طبيعة التركيبة الشيعية في نفسيتها، وعلاقاتها، وخلقها، ومعاملاتها ودينها.. وقد احتال شيوخ الشيعة لمواجهة هذا الإحساس الذي ينتاب بعض الصادقين من الشيعة، إزاء هذه الظواهر المقلقة والمخيفة فكانت محاولة الخروج من إلحاح هذه التساؤلات والشكاوي بقولهم بهذه العقيدة. ولنستمع إلى بعض الأجوبة على تلك الشكاوي. يقول (إمامهم) \"يا إسحاق (راوي الخبر)ليس تدرون من أين أوتيتم؟ قلت: لا والله، جعلت فداك إلا تخبرني، فقال: يا إسحاق إن الله - عز وجل - لما كان متفرداً بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شيء فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها، ثم نضب (أي نشف)، انظر بحار الأنوار 5/ 230، هامش رقم (3). الماء عنها فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين وهي طينة شيعتنا، ثم اصطفانا لنفسه، فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم، وسرق، ولا لاط، ولا شرب المسكر ولا اكتسب شيئاً مما ذكرت، ولكن الله - عز وجل - أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضته، وهي طينة ملعونة من حمأ مسنون (وهو الطين الأسود المتغير)، وهي طينة خبال (أي فاسدة)، (انظر: المصدر السابق)، وهي طينة أعدائنا، فلو أن الله - عز وجل - ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الآدميين، ولم يقروا بالشهادتين، ولم يصوموا ولم يصلوا،، ولم يزكوا، ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحداً منهم بحسن خلق، ولكن الله- تبارك وتعالى -جمع الطينتين طينتكم وطينتهم فخلطهما وعركهما عرك الأديم، ومزجهما بالمائين فما رأيت من أخيك من شر لفظ، أو زنا، أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، ليس من جوهريته وليس من إيمانه، إنما بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق، أو صوم، أو صلاة، أو حج بيت، أو صدقة، أو معروف فليس من جوهريته، إنما تلك الأفاعيل من مسحة الأيمان اكتسبها هو اكتساب مسحة الإيمان. قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فمه؟ قال لي: يا إسحاق أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟ إذا كان يوم القيامة نزع الله - عز وجل - مسحة الإيمان منهم فرّدها على أعدائنا، وعاد كل شيء إلى عنصره الأول.. قلت: فداك تؤخذ حسناتهم فترد إلينا؟ وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟ قال: ي والله الذي لا إله إلا هو، انظر، علل الشرائع، ص 490 ـ 491، وبحار الأنوار: 5/247 ـ 248.
أرأيتم إخوتي حقيقة الشيعة، وأصلهم، الحمد لله على نعمة العقل،
وكذلك اليهود قالوا نحن شعب الله المختار، ونحن أولياء لله من دون الناس، ونحن أبناء الله وأحباؤه، والقرآن الكريم مليء بهذه الشواهد، التي لا تخفى أحد،
ثانياً: اليهود ينتظرون مسيحهم الدجال ولن يقيموا مملكتهم إلا بعودته، كذلك الشيعة فإنهم ينتظرون المهدي المنتظر الموهوم، الذي اختفى في السرداب قبل ألف ومئتي سنة تقريباً،
ثالثاً: اليهود والرافضة: كلاهما يستحل الكذب والافتراء على مخالفيهم، ويسمونهم (العامة)،
رابعاً: اليهود والرافضة: كلاهما له هوس في الجنس، وقد استباحوا في دينهم من القضايا الجنسية ما لا يستبيحه دين، وحسبك من ذلك ما تراه من إعارة الفروج، ومن أثر المتعة، وكذلك وجواز التمتع بالرضيعة وهذا آخر خازوق من خوازيق الرافضة قد أتى به الخميني الهالك
أما اليهود فكانوا وراء كل انحلال أخلاقي وكل دعارة تحدث في العالم.
خامساً: اليهود حرفوا توراتهم، التي أنزلها الله على نبيه موسى، وكذلك الشيعة ادعت أن القرآن محرف، بل حرفوا بعض آياته تحريفاً لفظياً واضحاً، أما عن التحريف المعنوي ومحاولة لوي أعناق الآيات كي تخدم مذهبم فحدث ولا حرج، فالمقام هنا يضيق لسرد ذلك،
سادساً: كلاهما يخطط لبناء دولة دينية، فاليهود يخططون لإعادة بناء مملكة داود، والرافضة يخططون لإعادة مملكة بني ساسان الأكاسرة الفرس،
سابعاً: اليهود أول من ابتدع تعظيم القبور وبناء المعابد عليها، وقد لعنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وفي رواية ألا إني أنهاكم عن ذلك، وفي دين الإسلام أول من ابتدع هذه البدعة هم الرافضة، وقد عظموا القبور وسجدوا خشوعاً لها، ونذروا لها وأقسموا بأصحابها، واستعانوا بهم، واستغاثوا بهم، وطلبوا حوائجهم منهم، وغيرها من الأمور الشركية
ثامناً: اليهود والرافضة بنوا عقيدتهم على الجنس والذهب، فاليهود قد سيطروا على معظم ثروات العالم بخبثهم، أما الرافضة فحدث عن الخمس ولا حرج،
تاسعاً: اليهود والرافضة كلاهما يقوم دينه على اللف والدوران والمراوغة والخبث والبهتان والسب والطعن في الأعراض والقذف،
أما اليهود: فمن يقرأ توراتهم المحرفة وتلمودهم فسيدرك أنهم لم يدعوا نبياً، إلا وافتروا عليه فقد افتروا على يعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان - عليهم السلام - وأبناء يعقوب روبين ويهوذا، كما ملؤوا تلمودهم بسب سيدنا عيسى - عليه السلام -، كما ملؤوه بقذف مريم الصديقة البتول واتهموها في شرفها، وهذا عين ما فعلته الرافضة، فهم قد ملؤوا كتبهم بسب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أصهاره وآباء زوجاته، وأنصاره وأحبابه، ولم يكتفوا بذلك بل طعنوا في عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا في أحب زوجاته إليه عائشة كلاماً تهتز له الجبال، يعف لساني وقلمي أن يذكره، وهي، الصديق بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سماوات من عند الله - تعالى -، أم المؤمنين - رضي الله عنها - المهم أنهم طعنوا في أخلاقها، ومن أراد اليقين فليقرأ مشارف أنوار اليقين، لأحد علمائهم وهو ابن رجب البرسي،
ولكن يزول العجب من هذا التشابه إذا ما علمنا أن دين الرافضة هو من صنيعة اليهود، الذين دخلوا في دين الإسلام كي يفتتوه ويخربوه من الداخل، وهذا ما فعله عبد الله بن سبأ اليهودي مؤسس دين الرافضة.
عاشراً: كلاهما له خصوصية مع الرقم اثني عشر، فاليهود هم اثنا عشر سبطاً، وأرسل موسى اثنا عشر نقيباً... وهكذا، أما الرافضة فاسمهم الاثنا عشرية، ويعتقدون الولاية الموهومة في اثني عشر إمام من ذرية سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما يعتقدون فيهم العصمة، وأعطوهم معظم صفات الألوهية.
أحد عشر: اليهود والرافضة كلا هما في صومه يفطر عند اشتباك النجوم، أي عند مجيء الليل وظهور النجوم.
اثنا عشر: اليهود والرافضة كلاهما لديه تهمة جاهزة إن حاججته أو تعرضت لأحد أتباعه بسوء، فاليهود أن حاولت انتقاد اسرائيل أو شارون أو موفاز أونتنياهو، أو أي يهودي حتى لو كان فناناً أو رساماً، فإنهم سيتهمونك بأنك عدو للسامية، وهذه ذريعة وتهمة أخافوا فيها شعوب العالم.
أما الرافضة فإنك إن حاججتهم، أو دافعت عن نزاهة الصحابة، أو دافعت عن زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أو انتقدت سياسة الخميني وأبنت بلاويه وثغرات، أو انتقدت خامنئي أو نصر الله، أو أي رافضي أو إيراني فإنهم يتهمونك بأنك عدو أهل البيت، ويقولون أنت ناصبي، وفي العصر الحديث أضافوا تهم أخرى وهي وهابي، بن لادني، زرقاوي، إرهابي.
وأقول للرافضة الذين يحاولون تشويه صورة مذهب أهل السنة والجماعة وخصوصاً أصحاب العقيدة النقية السائرون على نهج السلف الصالح أقول لهم حججكم واهية، وكذبتم عندما شبهتموهم بالخوارج، فالخوارج فرقة من دينكم انشقت، ولم تنشق من أهل السنة،
ثانياً: انظروا إلى واقعكم وعباداتكم ومنهجكم وطقوسكم، وقارنوا كل ذلك مع القرآن الكريم فهل توافقون القرآن في دينكم، أم أن أغلب ما تمارسونه من عبادات بدعية هي مخالفة لما جاء به محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن بدورنا والحمد لله لو قارنا كل عباداتنا لما وجدنا فيها اختلافاً مع كتاب الله، لأننا بفضل الله جعلنا القرآن واقعاً عملياً، في عباداتنا، وحياتنا.
واللي بيتو من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، أفهمتم يا معشر الروافض.
والكلام عندي والله كثير كثير سأتحف أخي القارئ بالمزيد منه في المستقبل القريب، إن شاء الله - تعالى -ـ ولكن أودعكم حتى لا أتعبكم بقراءة المقالة: ولنا لقاء، ومن أراد التعليق فليعلق .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد