بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت
سنستعرض موقف المذاهب الأربعة الرافض لبدعة القراءة على القبور اقتداءا منها هي الأخرى بالهدي النبوي الكريم و هذا ليس بدعا فأئمة المذاهب هم الآخرون يعدون من السلف الصالح الذين حافظوا بكل ما أوتوا من قوة على منهج الاتباع، و نبذوا بكل ما أونوا من قوة منهج الابتداع.
المذهب الحنفي:
قال ملا على القاري (1014 هـ) في كتابه شرح الفقه الأكبر: ((ثم القراءة عند القبور مكروهة عند أبي حنيفة و مالك و أحمد - رحمهم الله - في رواية لأنه محدث لم ترد به السنة)) ص 110
المذهب المالكي:
قال ابن أبي زيد القيرواني (386 هـ) الذي يعرف بمالك الصغير في الرسالة ((و أرخص بعض العلماء في القراءة عند رأسه بسورة يس، و لم يكن ذلك عند مالك أمرا معمولا به)) باب ما يفعل بالمحتضر و في غسل الميت ص 47
قال ابن الحاج في المدخل ((و ينبغي أن لا يقرأ أحد إذ ذاك القرآن لوجهين: أحدهما إن المحل محل فكر و اعتبار و نظر في المآل و ذلك يشغل عن استماع القرآن ... و الوجه الثاني: أنه لم يكن من فعل من مضى و هو السابقون و القدوة المتبعون و نحن التابعون فيسعنا ما وسعهم فالخير و البركة و الرحمة في اتباعهم وفقنا الله لذلك بمنه)) 3/275
قال خليل (ت 776 هـ) في مختصرة ص 54 و هو عمدة في الفتوى بالمذهب المالكي ((و كره حلق شعر و قلم ظفره و هو بدعة و ضم معه إن فعل، و لا تنكأ قروحه و يؤخذ عفوها و قراءة عند موته)).
قال الأبي المالكي (827 هـ) في شرحه على مسلم 3/ 143 ((و المشهور عندنا أن ثواب عمل الأبدان كالقراءة و الصلاة و سائر الطاعات لا يصل إلى الميت))
المذهب الشافعي
قال النووي في شرح مسلم 7/90 ((و المشهور في مذهبنا أن قراءة القرآن لا يصله ثوابها)).
قال الصنعاني في سبل السلام 1/ 118 و فيه أن هذه الأدعية و نحوها نافعة للميت بلا خلاف و أما غيرها من قراءة القرآن له فالشافعي يقول: لا يصل ذلك له)).
المذهب الحنبلي
قال أبو داود صاحب السنن في مسائله ص 192 ((سمعت أحمد سئل عن القراءة عند القبر فقال: لا))
قال ابن قدامة حاكيا من مجموعة أقوال بدعية القراءة عن الإمام أحمد و الصواب و المعمول ((وروي عنه - أي الإمام أحمد - أنه قال القراءة عند القبر بدعة)) المغني 2/426
و الآن يا إخوان مما يشد النظر حقا أن هذه النصوص تقابلها نصوص أخرى أوردتها كتب الفروع في المذاهب الأربعة تحاول أن تسوغ ظاهرة القراءة على القبور باعتماد النصوص الضعيفة أو الموضوعة مخالفة لذلك المشهور في المذاهب الأربعة الموافقه للهدي النبوي.
و لو نظر واطلع الأئمة الأربعة لهذه الكتب التي تتحدث بأسمهم لا نكروا منها الكثير و الكثير.
فلم يثبت حديثا صحيحا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسألة و لم يكن من عادة السلف الصالح أنهم إذا تطوعوا أو صاموا أو صلوا أو قرأو القرآن أهدوا ثوابه للميت.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد