من أوحال الصوفية الخلوتية إلى طريق الهدى من مكة المكرمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(جلاس) أحد قرى السودان، وبالتحديد سنة 1321هـ، رزق عمر بن عبد الهادي الشايقي ولداً، فشكر الله وسماه (محمد)..ولما بدأ الطفل يعقل، أدخله في أحد الخلاوي ليحفظ القرآن الكريم، فتم لهُ ذلك، نظراً لهمة الطفل (محمد)، أفاق محمد بواقعٍ, مؤلم في هذه القرية، دروشة صوفية خلوتية، قد أنكرها بفطرته وبما علم من كلام ربه، واستنكر بقلبه طقوس البدعة، وما يفعله بعض الجهلة من شركيات ووثنيات وبدعº ولكن أين الهدى؟!! وهو لا يعلم من الدنيا إلا هؤلاء الدراويش؟!! فمنذ ولد وهو بين هؤلاء الخلوتين..فلما تضايق منهم ومما كان يرى أنكر.. فاستنكر عليه.. فعزم على طلب الحق.. لكن أين؟!.. بدأ يسأل ويتساءل.. حتى رأى بصيص من نورٍ, أتى من بعيد، فما أن وجد ضالته إلى وهبَّ مسرعاً يحثُ الخطى إليه.. فعقد العزم على الذهاب إليه.. فأعلن رغبته بالحج وعقد العزم على الهجرة إلى النور.. وفي عام 1337هـ والشاب في سنه السابعة عشر حج بمفرده، فلما انتهى من المناسك، بحث حتى يرتوي من معين كاد يهلك بدونه، فأنقذه الله، ورأى من ذلك البصيص النور، فعكف طالباً للعلم، ثم شد رحله إلى المدينة ليطل العلم على علماء المدينة النبوية، فاستقر بها ولازم الشيخ محمد الطيب الأنصاري - رحمه الله - ولازمه ملازمة طويلة، ثم عاد إلى مكة المكرمة واستقر بها والتحق بدار الحديث ودرس بها.. وراسل أهل بلده في السودان وناصحهم.. ثم عين مدرساً بها ثم وكيلاً لمحمد حمزة الأزهري، ثم مديراً لها، ثم بعد التقاعد مشرفاً عليها..

ومن أعماله الجليلة في ميدان العلم تصحيح بعض الكتب منها شرح البيقونية الذي شرحه محمد أمين الأثيوبي، أحد زملائه..

 

وفي ميدان الدعوة والتعليم فقد لازم التعليم والدعوة منذ التحاقه بدار الحديث بمكة المكرمة، طالباً وداعية ومعلماً.. وأنتقل إلى رحمة الله في 4/10/1416هـ اسأل الله أن يرفع منزلته في عليين، مع الشهداء والصديقين والنبيين.. وصلى الله على الهادي البشير، والسراج المنير، محمد بن عبد الله علي وعلى آله وصحبه وسلم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply