بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
ما حكم صلة رحم من يقوم بعمل سحر لأقاربه؟ وهذا السحر يكون في كنيسة، فهل إذا قاطعنا هذا الخال أو الخالة يكون ذلك قطيعة للرحم؟.
الجواب:
الأخت الكريمة: شكراً على سؤالك، وحرصك على تعلٌّم أمور دينك.
أما الجواب على سؤالك، فنقول بارك الله فيك: لقد عظَّم الله شأن الرحم في كتابه، فقال - سبحانه -: \"وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً\" [سورة النساء: 1]، وقال جل وعز: \"إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاء ذِي القُربَى وَيَنهَى عَنِ الفَحشَاء وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ\"[النحل: 90].
وحذّر - سبحانه - من قطيعة الرحم، وتوعَّد القاطع باللعن والصمم والعمى، فقال - سبحانه -: \"فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم*أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم [سورة محمد 22-23].
ورغّب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في صلة الرحم، ووعد على ذلك من الله بثواب عظيم وعطاء جزيل في الدنيا والآخرة، ومما جاء عنه في ذلك: ما ثبت في الصحيحين البخاري (5986)، ومسلم (2555) من حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \"الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله\".
وجاء في الصحيحين البخاري (2067)، ومسلم (2557) كذلك من حديث أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه\"، وجاء في الصحيحين البخاري (6138)، ومسلم (47). من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه\"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل بمجموعها على عظم الرحم، ووجوب الصلة لها، وفي المقابل خطورة القطيعة وعظيم الإثم فيها، ويكفي من ذلك أن القاطع محروم من دخول الجنة، ففي الصحيحين البخاري (5984)، ومسلم (2556) من حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"لا يدخل الجنة قاطع\"، قال سفيان: يعني قاطع رحم.
ولا يجوز شرعاً أن يكون وقوع القريب في ذنب مبرراً لقطيعته، بل الواجب استمرار وصله، وتقديم النصح له، وبذل المستطاع في هدايته إلى الحق، وعدوله عن الباطل، ولنا فيما جاء عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - سلوى تصبر المؤمن على الصلة، ولو تأذى بصلته، ففي صحيح مسلم (2558) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رجلاً قال: \"يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: \"لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل (وهو الرماد الحار)، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك\"، فلم يجز له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقطعهم مع ما يجد من أذاهم له، فكيف والأذى الصادر منهم على أنفسهم أو على غيرنا، فهذا من باب أولى أن يحتم علينا الصلة مع نصحهم وتذكيرهم بخطورة هذا الذنب، وبخاصة السحر، وقد رأينا أن من قطع رحمه لبعدهم عن الحق ما ازدادوا بقطيعته لهم من الله إلا بعداً واستمراراً في الباطل والغي.
فالواجب عليك -يا أختي- الاستمرار في وصلهم، مع تقديم المناصحة بجميع أشكالها وألوانها التي تجعلهم يتركون ذلك الذنب العظيم، مع الدعاء لهم في ظهر الغيب بالصلاح والاستقامة، واعلمي أن عدم صلتك لخالك أو خالتك بسبب ذلك الذنب هو من القطيعة الواجب تركها.
والله نرجو لكم التوفيق والسداد، والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 4 )
خطا كبير
-دكتور محسن عبد الجبار
08:41:17 2021-09-11
جواب السؤال سطحي وفيه خطأ والله تبارك وتعالى اعلم
-ان شاء الله كاسر قرن الشيطان
22:48:59 2021-04-01
قلة علم
15:31:12 2020-11-27
السعوديه
-ابوعزام
09:32:51 2020-08-07