البَوَارِقُ المَرعِيَّةُ المَرئِيَّةُ في العُمرَةِ المَرضِيَّة ومناسك الحج العلية


 

بسم الله الرحمن الرحيم


البارقة الأولى : مع استعدادك للسفر أَضرِم نارَ الشوق في القلب ، واصطَنِعِ القلق والوجل والخوف اصطناعا من سبق الأجل قبل بدء العمل .


ويحصل ذلك بمعرفة ثواب العمرة والحج والصلاة في الحرمين والطاعة فيهما ، واستحضار احتمال حلول الأجل ، وفوات الأجر أصلا ، ويُنَمَّى هذا الشوق باستحضار أذان الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وترديد التلبية في القلب ، ويستمر هذا الشوق بدوام الذكر الآتي : وعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضَى . وليكن هذا شعارك في هذه العمرة .


البارقة الثانية : وأنت تستعد بالزاد والراحلة ، أَعِدَّ زاد الإيمان واليقين والاحتسـاب ، وراحلة العمل والإخلاص ، ومَطِيَّةَ الصدق والانقياد إلى مَحَطِّ القبول .


ولا تغفل عن زاد الروح وراحلتها ، وهما : الذكر وقصر الأمل ، فالروح لا تقوى إلا بالذكر ، ولا تسير إلى بقصر الأمل ، فمع قلة الذكر تضعف ، ومع طول الأمل تكسل وتتوانى عن السير .
البارقة الثالثة : رَطِّب قلبك بنية جليلة يهتز لها كيانك ، وتضطرب لها أوصالك ، وتظل مع هذه النية مشفقا قلقا آملا متحفزا ، وأقترح عليك النية الآتية : أن تنوى العمرة تطهيرا للنفس من السخائم ، وتبيضا للصحيفة من السيئات استعدادا للقاء الله وحلول الأجل بعد آخر خطوة تخطوها في طواف الوداع . ويتحقق ذلك بتقصير الأمل ، وتوديع الأهل

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply