بين يدي رمضان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى:

أما بعد: فيا عباد الله، ها هو شهر رمضان كله رحمة ومغفرة، وضمان من الرحمن في جنات النعيم، وأمان من نار الجحيم، ونور من الله العزيز الغفار، وهكذا يمر موكب الأيام، وكأنه لم يكن بين الرمضانيين إلا عشية أو ضحاها.

 

أيها المؤمنون، إن رمضان سبعة مواقف: صوم ونصر وفتح وقرآن وقيام وقدر واعتكاف، والواجب على المسلم أن يتأسى في ذلك برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما صومه - صلى الله عليه وسلم - فمعروف، وأما قيامه فمألوف، وأما نصره فبدر، تلك الموقعة العظمى التي وقف فيها أسود الإسلام يحطمون كبار الطواغيت وعتاة الجبابرة، وأما فتحه فذلك في العام الثامن من الهجرة يوم صعد بلال - رضي الله عنه - على ظهر الكعبة المشرفة يعلن الأذان، ويوم أخذ المسلمون يرددون قول المولى- تبارك وتعالى -: \" وَقُل جَاء الحَقٌّ وَزَهَقَ البَـاطِلُ إِنَّ البَـاطِلَ كَانَ زَهُوقًا [الإسراء: 81]، إنه يوم من أيام الله تبارك وتعالى.

 

وأما قرآنه فإنه يأتي مع صيامه ليشفعا للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: منعته الأكل والشرب نهاراً، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم ليلاً، فشفعني فيه، ويشفعان، إنه يدافعان عن صاحبهما في ساحة القيامة في محكمة العدل الإلهية الكبرى.

وأما قدره ففي ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، وأما اعتكافه فإنه في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، حيث تلتف الملائكة المكرمون حول التائبين العابدين الحامدين السائحين الراكعين الساجدين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحافظين لحدود الله، إنهم أوتاد المساجد، جلساؤهم الملائكة، وإن غابوا افتقدوهم، فإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في شدة دعوا الله لهم، فطوبى للمخلصين، إن مصابيح الهداية تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء.

عباد الله، إن كثيراً منا لم يحترموا هذا الشهر الكريم، ولم يقدروه حق قدره، كثير منا يمضي نهاره بالنوم والكسل والغفلة عن ذكر الله وعن تلاوة القرآن، ويذهب ليله في الشهوات والملاهي والاعتكاف على موائد القمار والملاهي والإعراض عن طاعة الله، فهل نحن آمنون من مكر الله وعقوبته؟ هل نحن مخلدون في هذه الدنيا؟

 إن المنايا كل يوم تخترم النفوس والآجال، كل لحظة تقربنا إلى دار الجزاء والنكال، كم ارتحل أقوام من قصورهم الشاقة ولذاتهم المتكاثرة وبهجتهم الوافرة ثم صاروا إلى قبور موحشة ولحود مظلمة، لم يجدوا إلا عملهم الصالح ولم يغنِ عنهم ما كانوا يجمعون، كم تناولوا الحرام وأكثروا من الزلل وارتكاب الآثام، كم وعِظوا بفصيح الكلام وكأنهم لا يسمعون، ذَرهُم يَأكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلهِهِمُ الامَلُ فَسَوفَ يَعلَمُونَ [الحجر: 3].

اللهم أنقذنا من سِنة الغفلة ووفقنا للتزود ليوم النقلة، اللهم ارحم غربتنا في القبور، وأمّن روعاتنا يوم البعث والنشور.

عباد الله، شهر رمضان يسر الله - تعالى -فيه الصيام والقيام، وجعله شهراً مباركاً، فالله- تبارك وتعالى -يريد بنا اليسر لا العسر، خفف عنا فيه كل شيء، فتعالوا أيها المؤمنون لنرى التخفيفات الإلهية في هذه الفريضة العظيمة، وأول تخفيف في قوله - عز وجل -: لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ [البقرة: 183]، ففي الصيام تقوى، ومن منا يكره التقوى، ومن منا لا يريد أن يكون تقياً.

وأما التخفيف الثاني ففي قوله: أَيَّامًا مَّعدُوداتٍ, [البقرة: 184]، سرعان ما تنتهي، تمر كأنها نسيم الفجر، تمر مر السحاب دون أن يدري بها أحد.

ثم بعد ذلك يأتي التخفيف الثالث في قوله - عز وجل -: \" فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ, فَعِدَّةٌ مِّن أَيَّامٍ, أُخَرَ \"[البقرة: 184]، أما الصلاة وغيرها فلا يجوز تأخيرها ولا تأجيلها، أما فريضة الصيام، فلمن لم يستطع أن يدخل في الامتحان في الدور الأول، فإن الله - تعالى -قرر أن له دوراً ثانياً يدخله بعد أن يشفيه الله - عز وجل - وبعد أن يعود المسافر من سفره.

 

التخفيف الرابع وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسكِينٍ, [البقرة: 184]، أي إذا كان المسلم شيخاً كبيراً في السن أو كانت المرأة عجوزاً كبيرة لا تقوى على صيام رمضان ولا على قضائه بعد العيد، فإن الله يبيح للشيخ الكبير والمرأة العجوز أن يفطرا ويطعما عن كل يوم مسكيناً، و يكون هذا الإطعام بديلاً عن الصيام، فالمريض مرضاً لا يرجى منه الشفاء أو المريض مرضاً يحتاج إلى غذاء، اللهُ أباح له الفطر وأوجب عليه الفدية، وقدرها إطعام مسكين واحد عن كل يوم من أيام رمضان، فإذا لم يقدر على الفدية عليه أن يستغفر الله - سبحانه وتعالى -، فسوف يجد الله غفوراً رحيماً.

وبعد ذلك يأتي التخفيف الخامس، إذا كانت الزوجة حاملاً أو مرضعاً، وخافت على نفسها أو على ولدها من الصيام، فإن الله قد أباح لها الإفطار مع قضاء الأيام التي أفطرتها.

عباد الله، أبعد هذا التخفيف تخفيف؟ أبعد هذه الرحمة رحمة؟ تقوى وأيام معدودات وإفطار للمريض والمسافر، إفطار مع الفدية للذين لا يقدرون على الصيام أبداً، ورخصة للحامل والمرضع مع قضاء ما أفطرتاه، خمسة أمور تكرم بها الغفور الرحيم على عباده.

فما جزاء من تعمد إفطار يوم من أيام رمضان بلا عذر؟ يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ((من أفطر يوماً واحداً من أيام رمضان بغير عذر ولا رخصة رخصها الله، لا يجزئه صيام الدهر، ولو صامه))[1].

اسمعوا ـ أيها المؤمنون ـ ماذا يقول الإمام ابن حزم - رحمه الله - يقول: \"ذنبان لم أجد أعظم منهم بعد الشرك بالله: رجل أخر الصلاة حتى خرج وقتها، ورجل أفطر يوماً عامداً في رمضان\".

أيها المسلم، تأسَ بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين قاموا الليل وصاموا النهار، إنهم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، رجالٌ المساجد مأواهم، والله جل جلاله معبودهم ومولاهم، تركوا المعاصي خوفاً من الحساب وبادروا إلى الطاعة وحسن الأعمال، ركبوا فلك السلامة، وجروا بريح الاستقامة، فقطعوا بحار العصف والندامة، ونجوا من أهوال يوم القيامة، صحبوا القرآن بحسن العمل، ولم يغتروا بطول الأمل، ونصبوا أمام أعينهم قرب الأجل، فلو رأيتهم لرأيت قوماً يتلون كتاب الله بشفاه ذابلة، ودموع وابلة، وظرفات قاتلة، وأجسام ناحلة، وخواطر في عظمته ـ جل جلاله ـ حائرة.

إنهم رجال إذا نظروا اعتبروا، إذا سكتوا تفكروا، وإذا ابتلوا استرجعوا، وإذا جهل عليهم أحد حلموا، إذا سئلوا بذلوا، قد علموا بالكتاب والسنة، ونطقوا وبالصواب والحكمة، وحاسبوا أنفسهم قبل يوم الحساب، وخافوا من عقوبة رب الأرباب.

فكونوا ـ أيها المسلمون ـ مثلهم، كي تفوزوا بالجنة والنعيم ورؤية المولى تبارك وتعالى.

اللهم اجعلنا من الفائزين يوم الدين، اجعلنا يا مولانا عندك من المقبولين من الذين تخاطبهم يوم القيامة: يا أوليائي طالما نظرت إليكم الدنيا وقد ذبلت شفاهكم، وغارت أعينكم، وجفت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم، وتعاطوا الكأس فيما بينكم، وصدق الله- تبارك وتعالى -وهو يقول: كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئَاً بِمَا أَسلَفتُم فِى الأَيَّامِ الخَالِيَةِ [الحاقة: 24].

وقد ورد عن بعض علماء السلف أنه قال: بلغنا أنه يوضع للصائمين مائدة يأكلون عليها، والناس يحاسبون في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نحاسَب، وهم يأكلون، فيقال لهم: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم.

فاجتهدوا أيها المسلمون في هذا الشهر الفضيل حتى تكونوا من عتقاء الله في النار، وحتى تكونوا من أصحاب الجنة، فأبشروا، فهذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر لأجلكم قد فتحت، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت، وأبواب الجحيم كلها لأجلكم مغلقة، أقدام إبليس وذريته من أجلكم موثقة.

عباد الله، توجهوا إلى الله- تبارك وتعالى -بالدعاء، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة

فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

 

----------------------------------------

[1] رواه البخاري تعليقًا غير مجزوم به كتاب الصيام باب إذا جامع في رمضان (2/683)، ووصله الترمذي كتاب الصوم باب ما جاء في الإفطار متعمدًا (723) وقال: \"لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث\"، وأبو داود كتاب الصيام، باب التغليظ في من أفطر عمدًا (2396)، وابن ماجه كتاب الصوم، باب ما جاء في كفارة من أفطر يومًا مـن رمضـان (1672)، والنسائي في الكبرى: كتاب الصوم (2/24/3279)، وابن خزيمة في صحيحه كتاب الصوم باب التغليظ في إفطار يوم من رمضان متعمدًا من غير رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه غير أن حبيب ابن أبي ثابت قد ذكر أنه لقي أبا المطوس (1987)، قال الحافظ في الفتح (4/161): \"واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت اختلافاً كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة\".

 

الخطبة الثانية:

الحمد الله الملك العلام، الذي أبدع خلق الأنام، وأوجب عليهم الصيام، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، ونشهد أن محمداً عبده رسوله، أكثر صيامه لله، وخشع في عبادته لمولاه، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك النبي المصطفى والحبيب المجتبى، والآل المستكملين الشرف، والأتباع الحنفا.

أما بعد: فيا أيها المسلمون، تتحدث الأنباء عن اجتماعات فلسطينية إسرائيلية سرية عقدت في سويسرا لمواصلة ما انتهت إليه المفاوضات المتعسرة والخروج من المأزق الحرج الذي وصلت إليه مفاوضات التسوية للتوصل إلى صيغة جدية لوقف ما يسمى إطلاق النار، لازال المفاوضون يلهثون وراء السراب ويتحلقون حول موائد المفاوضات، والمفاوضون وللأسف يتذرعون بأن قدرنا كتب علينا أن نعيش سوياً على هذه الأرض، فهل يستطيع المفاوضون أن يصلحوا ما أفسده الاحتلال ودمره الأعداء؟

كفانا مهازلاً وتنازلات، كفانا تمسكاً بحبال واهية من الأوهام والأحلام، هل يستطيع المفاوضون تحقيق ما عجزت عن تحقيقه كل المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات بدءً من مدريد وانتهاءً بشرم الشيخ والقاهرة؟ لم تحقق لشعبنا الفلسطيني المسلم سوى المزيد من المعاناة وتكريس الاحتلال، فماذا بقي لنا أن نتفاوض عليه؟ انظروا إلى آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية، وهي تدمر ثلاثة أبراج سكنية في مدينة غزة، ألا تشبه هذه الهجمات الصاروخية على الأبراج السكنية هجمات الحادي عشر من أيلول، والتي من أجلها قامت الدنيا ولم تقعد، وتهافت زعماء العالم العربي والإسلامي وهم يعلنون شجبهم واستنكارهم، فلماذا لا نسمع اليوم استنكاراً وشجباً لتدمير البنية التحتية لشعبنا الفلسطيني؟ ما ذنب خمسة آلاف عائلة فلسطينية تعيش في العراء نتيجة تدمير الأبراج الثلاثة؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟

أيها المسلمون، عقب كل اتفاق تزداد مأساة شعبنا المسلم، فماذا حصل بعد أن وعدت أمريكا بوعود كاذبة بإقامة دولة فلسطينية من خلال تطبيق ما يسمى خارطة الطريق وفق التصور الأمريكي؟ وذلك لذر الرماد وللتغطية على العدوان المبيت ضد شعب العراق المسلم، إسرائيل وكعادتها رفضت خارطة الطريق في حين اعتبرها الفلسطينيون خطوة ايجابية، إسرائيل صعدت من عدوانها، ولما عجزت عن وقف العمليات المسلحة شرعت في بناء الجدار الفاصل، فما هو هذا الجدار؟ وما هي تداعياته ومخاطره على الأرض الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني المسلم؟

الجدار الفاصل أو الجدار العنصري البغيض الذي يهدف إلى عدم إقامة أي كيان فلسطيني مستقل، ويهدف إلى حماية المستوطنات كهدف استراتيجي للحيلولة دون إزالتها، وهي المستوطنات التي أقيمت على أرضنا عنوة، وتضم قربة 200 ألف مستوطن.

الجدار الفاصل يعمق الشعور بالكراهية والحقد بين الجانبين، هذا الجدار سيجعل من المدن الفلسطينية مجرد كنتونات معزولة، مما سيؤثر على الحياة الاجتماعية الاقتصادية، ويزيد من حالات البؤس والضياع، إن خطورة هذا الجدار تكمن في أنه يمتد من أقصى شمال الأرض الفلسطينية إلى أقصى جنوبها بطول 590 كيلو متر، ويؤدي إلى عزل 70 ألف فلسطيني داخل حدود ما يسمى الخط الأخضر، وسيفقد شعبنا المسلم 50 من أرضه الزراعية على امتداد وعرض هذا الجدار، وبالتالي يفقد المزارعون 30 من الآبار والمياه الجوفية.

إن تكرار المأساة الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم تسير وفق نهج صهيوني مبرمج واحد، وإن أخذت أشكالاً وأبعاداً مختلفة، وهي جعل فلسطين خالصة لليهود، فمتى يدرك قادة وشعوب وحكام الأمة وعلماؤها أن صراعنا في أرض فلسطين هو صراع عقدي بين الكفر والإيمان، وبين أصحاب الحق وأصحاب الباطل؟ متى تدرك أمتنا أن خلاصها من هذا الوهن والفرقة والتشرذم والضياع لن تكون عبر ما يسمى الجمعية العمومية أو مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي أو المؤتمر الإسلامي أو جامعة الدول العربية؟، فلا نهضة لنا إلا بالإسلام، ولا عزة للمسلمين إلا بدولة الإسلام، فواجب العلماء يقتضي في هذا الشهر الفضيل وسائر الأشهر شهر الانتصارات أن يعملوا على ترسيخ الفكر الإسلامي ومفهوم الإسلام كنظام حياة، وأن من ركائزه إقامة دولة الإسلام لتحمي الرعية وتحرر المقدسات، وعلى القادة والحكام أن يكونوا أنصاراً ودعاة للإسلام لا حرباً عليها، وعلى الشعوب أن تنفض عن كاهلها الخوف والوهن والتبعية لتعود للأمة هيبتها ومكانتها.

أيها الصائمون، أيها المؤمنون، أيها المرابطون في هذه الرحاب الطاهرة وفي هذه الأرض المقدسة، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، لقد شددتم الرحال إلى هذه البقاع الطاهرة رغم الحواجز العسكرية القاهرة، ورغم وجود العقبات الكثيرة، ولكنكم وبحمد الله وفقكم الله- تبارك وتعالى -للوصول إلى مسرى نبيه، فبادروا بالأعمال الصالحة.

كما ونهيب بكم أن تمدوا يد العون والمساعدة لإخوانكم الذين أصيبوا بالضرر نتيجة التصعيد العسكري الغاشم الذي حدث لأهالي رفح والذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فلجنة إغاثة منكوبي رفح في انتظاركم لتساعدوهم، وتذكروا أن أجر الصدقة مضاعف في شهر رمضان.

اللهم إنا نسألك ونتوجه إليك في هذه الساعة، ولعلها ساعة إجابة، أن تنصر الإسلام وتعز المسلمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply