بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيــه:الشيخ ممنوع من الخطابة وهذه خطبة العيد أن لــو خطـــبها...
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
الله أكبر وأبشري يا أمة التوحيد، بنصر قريـــب من الله وعـــود إلى العزيز الحميد، وهذه بشارات النصر تلوح، ورياح الحق بالتمكين والعــز تفـــوح.
الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تحصى، وشرع لنا الصيام وصلاة العيد لنذكره فلا ننسى، الحمد لله العظيم شأنه، القوي سلطانه، القاهر ملكوته، الباهر جبروته، أشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد، الفعال لما يريد، وأشهد أن محمدا صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبــه عبده ورسوله، أرسله بالمحجة البيضاء، والملة الزهراء، بأوضح البراهين، وأمره بجهاد الكافرين والمنافقين إلى يوم الدين،
وبعــــــــد:
فيا أيها المسلمون، لم يعد خافيا على أحد بعد اليوم، إن أمتنا العظيمة، في صراع سيطول أمده، فقد حل بديارها عدوٌّ شديد حنقه على الإسلام و حرده، كثير عدده ومدده، ولكن هــذا البــــــــلاء ليس بجديد عليها، فطالما غُـزيـــت في تاريخها فانتفضــت، فما لبثت حتى عزت وانتصـــرت فعادت قوية شديــدة البــاس، وتلك الأيام يداولها الله بين النــاس.
ولهذا السبب كانت أمتنا أمة الجهاد، قال - تعالى -(فجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم) كما قال (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) والجهاد هو رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجُماعُــه، ومجمع شأنـــــــه وبابــــه.
فهي لاتحرر من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد إلا بالجهاد.
فالواجب ان ترفع أمتنا اليوم شعار الجهاد لتحرريهـــــا، فهذا هو شعار مرحلتهــــــا التاريخـــــيّة التي تعيشـــهــأ، فالجهاد قد انطلق ولاشيء يوقفه، والعدو لن يستطيع أحد بعداليــوم ـ بإذن الله ـ أن ينصره ويسعفـــه:
ونعني تحريرهــــا مما يلي:
أولا: تحريـــــرها من هوى النفوس وطاعة الشيطان، كما قال - تعالى -(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)
وقال - تعالى -: (إن الشيطان لكــم عـدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير).
وأول خطوات الطريق، وبشارات التوفيق، أن يُهدى العبد إلى مخالفة هواه، وإلى العزم على عدواة شيطانه، فمن جاهد هذين العدوين حق الجهاد، فقد هدي إلى سبيل الرشاد، وصار جهاد ما بعدهما أهون عليــه.
وقد صح في الحديث (إن الشيطان قعــــد لابن آدم بأطرقه، فقد له بطريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك، ودين آبائك وأباء أبائك؟!، فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة: فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجـــر كمثل الفرس في الطول! فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل، وتنكح المرأة، ويقسم المال؟! فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة) خرجه احمد والنسائي وابن حبان عن سبرة بن أبي فاكه - رضي الله عنه -.
فتأمل كيف جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم في جهاد دائم مع عدوه الذي لايفارقه، وأنه مادام كذلك، فإذا مات كان حقا على الله أن يدخله الجنة.
وثانيا: تحرير النفس من الخلود إلى الأرض، وحب الدنيا، فإن هذا الداء العضال، هو الذي قعد بالأمة عن تحقيق رسالتها، وقد بين الله - تعالى -أن الرفعة الإلهية لاينالها من خلد إلى الأرض، فالأرض دنيـــا، والجنة في القمة، والخالد إلى الأرض من فرد، أو أمة، لايستحق القمة، قال - تعالى -: (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث.. الآية)، وتأملوا كيف شبه الله من يحب الدنيا، ويخلد إليها، بالكلب أجلكم الله، فمن جهة هو ضرب مثل للعالم الذي لايعمل بعلمه، ومن جهة أخرى فيه إشارة إلى أن من أخلد الأرض، وأحب الدنيا، صار كالكلب، يرضى بما يلقى إليه من فتات العظام، ليكون تابعا لغيره.
وقد صح في الحديث (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وثالثا: تحرير وتطهير أرضها من كل الجيوش الكافرة، ومن القواعد العسكرية التي تدنس أرض الإسلام في كل مكان، ذلك أنــه قــد نـُـزّل علينا في الكتاب المبين، وهدي سيد المرسلين أن الرضــا بعلو الكافرين على بلادالمسلمين ردة عن الدين، وسلوك سبيل المفسدين، وسفول إلى قاع المنافقين.
ورابعــا: تحرير الأمــة من هذا الإستسلام البائــس لإهــدار حقوقها السياسيّة، ومن الخنوع لـرق الأنظمة المستبدة، التي سلطها عليها أعداؤها، يسومونها سوء العذاب، ويصادرون حقوقها، ويسيرون فيها سيرة الكفرة الظلمة، يُسخرون شعوبها سُخرة لأشد الناس عداوة لها.
فيجب أن يسعى العلماء والمفكرون والدعاة، إلى تحريــر الأمّة من الاستبداد السياسي، ومن كل من يُحسّّنه من علماء السوء، الذين باتوا يُخدرون الشعوب المسلمة، مزوّرين شريعة الله - تعالى -، كاذبين على الله - تعالى -، مفترين على دينه، إذ يأمــرون المسلمين باسم الدين، أن يخضوا للكفر، ويرضوا بالظلم، ويسكتوا على استرقاق الكفار وأولياءهـــم لهـــم، ونهبهم خيرات بلادهم، واستلاب حضارتهم، وارتهان استقلال قرارهــم السياسي الذي به عزهم، فماذا بقي بعد هذا كله لهذه الأمة، وماذا بقي من دينها؟! وماقيمة أمة تصير تابعة لعدوهــا، وقد حذرها ربها قائــلا: (ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وقال (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وقد أمرها الله - تعالى -قائلا (ولا تهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون أن كنتم مؤمنين).
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون مالايفعلون، ويفعلون مالايؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) رواه مسلم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
أيها المسلمون إن أيّ أمة، لن تتشخص حضارتها، ولــن تظهر هويّتها، ولن ترقى بين الأمم، ولن تدخل حلبة المنافسة العالمية، إلا في إطار نظام سياسي منبثق منها، من صلب ثقافتها، فهو الذي يقودهـــــا إلى الفـــلاح.
وسبب خضوع الأمّة لأعداءها اليوم، أن نظامها السياسي الذي ينبغي أن يوجه طاقات شعوبها، وخيرات بلادها، لتحقيق أهداف بعث الله لهـــــا، إنما هو نظام سياسي جاهلــي مستورد، مفروض عليها من أعداءها، حقــق السبيل للكافرين على المسلمين وهو أمــر خطيــر، قــد حذر الله منه المؤمنين أعظــم التحذيــر، فهو جاثم على صدرها، منذ أن أسقط الغرب الصليبي الخلافة الإسلامية، بالتعاون مع صهاينة اليهود، وجاء بهذه الكيانات التي لم تزل تحقق أهداف العدو، لا أهداف الأمــة... فاستبدلت:
1 ـ بشريعتها الحقة، قوانين الجاهلية، وقد قال - تعالى -(ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا).
2ـ وبملّــة الإسلام التي تجمعها في ولاء واحد، صنم الوطنية التي فرقت الأمّة لمّّا نصبت لها ولاءات أبطلت بها موالاة الله ورسوله والذين آمنوا، ثم أفضت بها إلى أن كلّ صنم صغير من هذه الأصنام الوطنية، يوالي الأوثـــــــان الكبيرة، من القوى الصليبية الشيطانية، فهم يبتغون رضاهم، ويؤثرون ولاءهم على موالاة المؤمنين.
ثم رضوا أن يدخلوا في شريعة تلك الأوثان العصرية الكبيرة، فيما يسمى شرعة الأمم المتحدة، وقد قال - تعالى -(وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثــم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضــا ومأواكم النار ومالكم من ناصــريــن)
وقال: (إنما وليّكــم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا، فإن حزب الله هم الغالبون).
وقال (يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين، أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا).
وهذا السلطان هوالذل الذي سلط على الأمّة بسبب موالاتها لأعداءها.
3ـ وبقوة الجهاد التي تحمي الأمّة:
أـ الخنوع، والميوعة، واللخانة، والعهر الذي تحمله وسائل الاعلام، فيتربى عليها الأجيال.
ب ـ وما يفتنهم به أعداؤهم مما يسمى تنشيط الأسواق، وتحرير التجارة العالمية، ووسوسوا في عقولهم: أن أنفقوا خيرات المسلمين، في فتح أسواق بلادكم لتجارتنا، وتحويلها إلى مراتع لسياحة جيوشنا، وجنودنا، فذلك يجلب عليكم الإزدهار والتقدم، وإياكــم أن تنفقوها في التسليح، فإنه محرم عليكم، ودمار تجرونـــه إليـــكم!!
بينما الأعداء أنفسهم، ينفقون عظيــم موارد بلادهم في الميزانية العسكرية، ويخترعون أشد الأسلحة فتكا، ويمتلكون ترسانات منها، تهلك الحرث والنسل، وياتون بها هنا، يقتلوننا، وينهبون كنوزنا، ويحتلون بلادنا، ويقول عبيدهم الذين تسلطوا على أمتنا، جاءوا ليحرروكم فاشكروهم، وقَدمــوا ليرتقـــوا بكــم سلم الحضارة فـأعينوهـــــم، ويفتي بهــذه الضــلالــة شيوخــهم ومفتوهـــم!!
وخامســا: تحرير الأمة من الخوف الذي زرعه اعداؤهم فيهم، ولم يــزل يتعاهده أولياؤهم بأنظمة القهر، والظلم، والسجون، والتعذيب، والتجسس، حتى تحولت الأمة إلى غثاء من خــــــــوف، كالخراف المذعورة، تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت، خوفا من سكّين الجزار التي يلوّح بها كلما أرادوا أن يسألوا حقوقهم المشروعة، أو يطلبوا عزهم المفقــود بين الأمــم.
ثم وصل بهم الحال أن جعلوا هذا الخوف حكمة، وصيروا الذل لعصــا عدوها، دينــا يدان به لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيـــــــل (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية، وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال، لولا أخرتنا إلى أجل قريب، قل متاع الدنيا قيل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا).
وسادســا: تحرير الأمة من الشرك، والخرافة، والأوهام والظنون الضالّة، والبدع المضلّة، من الأضرحة الممدّدة، والقبور المشيّدة، وآراء الفرق الضالة، والنحل التي هي عن طريق السنة زائلة، وإعادتها إلى صفاء الوحي المنزل، والهدى النبوي المطهـّـر الأول، قال الحق - سبحانه - (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال (وإن تطيعوه تهتدوا).
قلت ماسمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكــم.
***************
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد
الحمد لله منزل الكتاب، ومفصل الخطاب، والهادي للصواب، ومانح أسباب الثواب، شديد العقاب، أشهد أن لا إله إلا هو، ملك الملوك، ومسبب الأسباب.
وأشهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله، بعثه بالحق بشيرا ونذيرا، حقا يقينا بغير شــك ولا ارتياب.
وبعد:
فإن الأمة متى ما تحررت من هذه الأدواء التي ذكرت، وفي الخطبة آنفا إليها أشرت، حققت عنوان هذا الدين، وقطب رحى رسالة المرسلين، وهي لا إله إلا الله، فصارت بذلك حــرة، لاتُستعبد لأحد، ولا بغير دين الله تدين.
فإذا قامت في القلب كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، انقادت لها الجوارح، فآتت أكلها كل حين بإذن ربها، كما قال - تعالى -: (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، وإذا حقق الموحــــّــد ذلك، لم يحب شيئا كحب الله، ولم يقدم شيئا على نصرة دين الله، وإعلاء كلمة الله، ولم يخش أحدا كخشية الله، ولم يؤثر شيئا من الدنيا على جوار الله في الآخرة، ولم يقدم طاعة أحد على طاعة الله - تعالى -، وبذلك يكون قد خرج من عبودية كل شيء إلى عبودية الله.
وإذا انقاد العبد لله بالتوحيد الخالص، متحررا من كل عبودية لغير ربه، فذلك الذي وصفه الله (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا)، وذلك العبد الذي رفعه الله - تعالى -على من أبى الإنقياد لله - تعالى -، وإذا اجتمع خُلّص الموحدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله، أذل الله لهم المستكبرين، وإذا قاد الأمة هؤلاء، قادوها إلى العز والتمكين.
ولهذا لما كانت أمتنــا حـــرّة وعزيزة بدينها، استرقــّـت غيرها من الأمم، واستولت على أعلى القمم، فلمــّـا تركت دينها، ورغبت عن عبوديتها لله - تعالى -وحده، ورضيت بالرق والإستعباد للعباد، ذلّت فاسترقهـــا أذل وأحقرالناس وهم اليهود الذين تحالفوا مع عبدة الصليب، فجاءونا محتلين ديارنا، فوجدوا أمّة نسيت هذه الحقيقة العظمى: أن قدرهــا أنها لاتُعـــز إلا بالدين، لأنها الأمة التي ورثت التوحيد ميراث الرسل، وهي خاتمة الأمم فليس بعدها أمّة، فإذا تركت دينها وراءها، فقد تركت ميراث مسيرة الأنبياء عبر التاريخ، فسوف تذل حينئذ، ولن يعود لها العز إلا بعودة صادقة إلى دينها، كما قال - تعالى -(إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده)، وقال (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمـــد.
أيها المسلمون تحلوا بالتقوى، فإنها زينة المؤمن، ووصية الله لنا ولمن قبلنا، وزاد الآخرة، ومفتاح كل خير في الدنيا، فاتقوا الله حق تقاته، واتقوا الله في السر والعلن.
وإذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغنوا بالله، وإذا فرحوا بالدنيا، فافرحوا بالله، وإن أنسوا بالمعاصي فاجعلوا أنسكم بالله، وإن تعرفوا على ملوكهم، وكبرائهم، وتقربوا إليهم، لينالوا بهم العزة، والرفعة، فتعرفوا أنتم إلى الله، وتوددوا إليه، تنالوا بذلك عز الدنيا، والآخرة، قال بعض العلماء: ما علمت أحدا سمع بالجنة والنار، تأتي عليه ساعة لايطيع الله فيها، بذكر، أو صلاة، أو قراءة قرآن، أو إحسان.
من اتقى الله، اتقاه الناس، ومن عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه، وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه، على قدر حب العبد لربه، يُحــــبّ، وعلى قدر طاعته لله، يُطـــاع، وعلى قدر انشغاله بالله يُنشغــل به، وعلى قدر نصحه للأمــة، ينصحون له ويقدمونه، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، وإنما المعونة من الله على قدر صلاح النية، ومن توفيق الله للعبد، أن يشرح صدره لذكره ويحبب إليه عبادته، فذلك قد أكرمه الله - تعالى -، وإذا أراد العبد أن يعرف عند الله مقامه، فلينظر فيما أقامه، واستعيذوا بالله من مقام الخزي، وأن يستعملكم في مساخطه.
داووا قسوة قلوبكم بذكر الله والقرآن العظيم، وأصلحوا أعمالكم بالاستقامة على الطريق المستقيم، وليكن ذكر الآخرة شغلكم، وطلب مرضاة الله غاية همكم.
واحذروا المعاصي فإنها تثمر الضلال عن الحق، ووحشــة القلب، وضنــك المعيشة، وشتات الأمر، وقلق النفس، ومحق بركة العمر والرزق، وبغضا في قلوب الخلق، وقلة التوفيق، وسوء الخاتمة.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ماعلمنا منه ومالم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله، وآجله، ما علمنا منه، وما لم نعلم
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، واللهم اجمع على التوحيد والجهاد كلمة أهل الإسلام والإيمان، وانصرهم على أهل الشرك و الكفران، وانصر المجاهدين في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وفي كل مكان.
اللهم قاتل الصليبين والصهاينة، وردهم عن بلاد المسلمين، واخزهم كما أخزيت أسلافهم الأولين، اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم كفرة أهل الكتاب، الذين يقاتلون أولياءك، ويكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، اللهم اجعل الدائرة عليهم، واخزهم، وانصرنا عليهم، واشف صدور قوم مؤمنين.
اللهم بأنك المنان بديع السموات والأرض الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحي القيوم ذو الجلال والإكرام، رب العرش العظيم، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، رب الملائكة وجبريل وميكائيل وإسرافيل، ورب الرسل ورب موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام،
اللهم انصر المسلمين في العراق على عدوك وعدو الإسلام وعدوهم، اللهم كن لأهل الفلوجة وليا نصيرا، اللهم فرج كرباتهم، وآمن روعاتهم، اللهم أطعمهم واسقهم واكسهم وكن لهم، ورد عنهم كيد المحتل الصليبي، وخذ عنهم العيون، وكف عنهم الأيدي العادية، اللهم أهلك هذا العدو اليهودي الصليبي الحاقد ورده على أعقابه خائبا عن أطماعه، وطهر ديار الإسلام من رجســه،
اللهم اشدد وطأتك على عباد الصليب، وفرق جمعهم، وشتت أمرهم، واملأ قلوبهم رعبا، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم زلزل هذه الجيوش الصليبية المحتلة للعراق وبلاد الإســــلام، اللهم قاتلهم بجندك الموحدين من أجناد العراق والمهاجرين، وألف بين قلوب المجاهدين، واشرح صدورهم للقتال، وسدد رميهم، وثبت أقدامهم، وأنزل عليهم نصرك، اللهم انصرهم ولاتنصر عليهم، وأعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم على من بغى عليهم،
اللهم اجعل عاقبة أمرهم ظفرا ورشدا، وامنحهم أكتاف أعداءهم فأحصهم بددا، ولا تذر منهم أحدا، اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اللهم خذ الصليبين أخذ عزيز مقتدر عاجلا غير آجــــل، اللهم صل وسلم على نبيك محمد وآله المبعوث بالحق بالراية المنصورة والجنود المباركة المبرورة إلى قيام الساعة آمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد