أتمنى أن تكون الشجاعة فعلا سمة أساسية ومترسخة في نفوس شبابنا وبناتنا لكني أريد أن أتحدث عن نوع خاص من أنواع الشجاعة أبدأ فيه بتوجيه ذلك السؤال لأحبائي الشباب وليجب كل منكم عليه بشكل مباشر
هل تشعر/ تشعرين بالقوة عندما تعتذر؟ أم تشعر بهذه القوة عندما تسامح؟ فهل تقديمك للاعتذار يشعرك بنوع من أنواع القوة أم عندما تسامح من أخطأ بحقك مع قدرتك على أخذ الحق منه أو عقابه أو غير ذلك.
أعتقد أن الأغلبية من القراء الأعزاء الآن قالوا: طبعا نشعر بالقوة عندما نسامحº لأننا ساعتها نملك الرد أو أخد الحق، ولكنا نسامح لله، أما عند الاعتذار فإننا نشعر بالضعف لأننا قد أخطأنا.
أحبائي الشباب: لقد تعمدت أن أسوق سؤالي بهذه الصيغة حتى أبين لكم أن الذي يملك القدرة على الاعتذار هو الأشجع هو الأقوى على عكس ما يعتقد شبابنا بأن الاعتذار منقصة، ويحاولون تجنب موقف الاعتذار أو الإحجام عنه لكن العكس هو الصحيح فأنا أريد من أبنائي الشباب أن يعتادوا على قول أنا آسف، عفوا لقد أخطأت وألا يرون في ذلك أية مشكلة لأننا جميعا نخطئ على اختلاف مستواياتنا العمرية والثقافية والاجتماعية فليس هناك أي عيب أو منقصة في الاعتذار لكن العيب كل العيب في الترفع والمكابرة عن الاعتراف بالخطأ وهو أمر لا يتناسب أبدا مع أخلاقياتنا التي ربانا عليها الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.
والأكثر من ذلك فإن الإنسان الذي يسهل عليه الاعتذار سيجد أن الاستغفار والتوبة عليه أسهل لأن التوبة والاستغفار هما شكل من أشكال الاعتذار لله- تبارك وتعالى -فإذا كان الاعتذار لفظة تتعلق بالعلاقة بين البشر وبعضهم فإن التوبة والاستغفار لفظة تحمل نفس المعنى في إطار العلاقة بين العبد وربه.
كذلك أيضا فإن الاعتذار أقصر طريق لحل المشكلات والخلافات وفيه الغنى عن كثرة المجادلات والمشاحنات فبدلا من التمنع والمكابرة والعناد والصد والهجر والغضب والانفعال يكون فقط الاعتذار وتنتهي كل هذه السلسلة وعندها تشعر بالقوة والعزة لأنك إنسان صريح وشفاف وواضح.
والبعض من الشباب يقول أنا أريد الاعتذار ولكني لا أستطيع ولا أقدر وأعجز دائما عن ذلك وهنا يكون الحل في التدريب على استعمال هذه اللفظة حتى يسهل علينا استعمالها في المواقف التي تستوجبها.
ومن أهم فوائد الاعتذار أن الشخص الذي يسهل عليه الاعتذار وطلب المسامحة من الآخرين يسهل عليه أيضا وبالتبعية القدرة على مسامحة الآخرين ونحن نعرف أن المسامحة أفضل لما فيها من تعدي الناحية الإيجابية من الشخص إلى الآخرين فالمسامحة أكبر من الاعتذار ولكن الأثر النفس للاعتذار أبلغ وكذلك فمقام المسامحة أرفع وأرقى عند الله - تعالى -وهو طريق للجنة، والاعتذار هو وسيلة التدريب النفسي التي تولد عند الشخص الشجاعة الكافية للاغتراف بالخطأ وهو أمر بالغ الأهمية لحياة الشباب
فلنعود أنفسنا -أحبائي الشباب على الاعتذار والتسامح حتى تقوى شخصياتنا ولا نيأس من التجربة ولا نتردد ولو حتى برسالة عبر البريد الإليكتروني.
مع خالص وأصدق أمنياتي بالتوفيق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد