دعا الإسلام إلى أخلاق فاضلة، وآداب سامية، تسمو بالإنسان وتُزكِّي روحه .. ومن جملة هذه الأخلاق: خلق الحياء.
والحياء: خلق حميد يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وللحياء فضائل عديدة، دلت سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - عليها، فمن ذلك:
أنه خيرٌ كلٌّه، فعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"الحياء كله خير \" (صحيح مسلم).
والحياء من الإيمان، وكلما ازداد منه صاحبه ازداد إيمانه، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان\" (أخرجاه في الصحيحين).
وهو خلق الإسلامº لقول سيِّد الأنام - عليه الصلاة والسلام -: \"إنَّ لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء\" (موطأ مالك، وسنن ابن ماجه).
والحياء يحمل على الاستقامة على الطاعة، وعلى ترك المعصية ونبذ طريقها، وهل أدل على ذلك من قول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: \"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت\"؟ (صحيح البخاري).
وإنَّ من أعظم فضائله أنه يفضي بأصحابه إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، و البذاء من الجفاء والجفاء في النار\" (الترمذي).
إن أحق من يُستحى منه: الله - تعالى -، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"فالله أحق أن يُستحيا منه\" (الترمذي). وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - حقيقة الحياء من الله، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"استحيوا من الله حق الحياء\". قلنا: يا نبي الله، إنا لنستحي والحمد لله. قال: \"ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء\". (الترمذي).
وهذا الحديث دليل على ما سبق ذكرهº من أن الحياء يصد عن قبيح الفعال وذميم الصفات.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد