بعث الرجيع

5.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم بعث - صلى الله عليه وسلم - بعد أحد بعث الرجيع، و ذلك في صفر من السنة الرابعة، و ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى عضل و القارة بسؤالهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك حين قدموا عليه و ذكروا أن فيهم إسلاماً، فبعث ستة نفر في قول ابن إسحاق، و قال البخاري في صحيحه كانوا عشرة. و قال أبو القاسم السهيلي: و هذا هو الصحيح. و أمر عليهم مرثد بن أبي االغنوي - رضي الله عنهم -. و منهم خبيب بن عدي، فذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع، و هو ماء لهذيل بناحية الحجاز بالهدأة غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هزيلاً، فجاؤوا فأحاطوا بهم فقتلوا عامتهم، و استأسر منهم خبيب بن عدي و رجل آخر و هو زيد بن الدثنة فذهبوا بهما فباعوهما بمكة، وذلك بسبب ما كانا قتلا من كفار قريش من يوم بدر. فأما خبيب - رضي الله عنه - فمكث عندهم مسجوناً ثم أجمعوا لقتله فخرجوا به إلى التنعيم ليصلبوه فاستأذنهم أن يصلي ركعتين فأذنوا له: فصلاهما ثم قال: و الله لولا أن تقولوا أن ما بي جزع لزدت، ثم قال:

و لست أبالي حين أقتل مسلماً * * * على أي جنب كان لله مصرعي

و ذلك في ذات الإله و إن يشأ * * * يبارك على أوصال شلو ممزع

ثم و كلوا به من يحرسه، فجاء عمرو بن أمية فاحتمله بخدعة ليلاً فذهب به فدفنه.

وأما زيد بن الدثنة - رضي الله عنه - فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه.و قد قال له أبو سفيان:أيسرك أن محمداً عندنا تضرب عنقه، و أنك في أهلك؟ فقال: و الله ما يسرني أني في أهلي و أن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق