حملة خيبر و هزيمة اليهود


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ أولاً بوصف مدينة خيبر: مدينة خيبر هي مدينة مليئة بالحصون و بها ماء من تحت الأرض و طعام يكفيها سنوات و بها عشرة آلاف مقاتل من اليهود منهم آلاف يجيدون الرمي، و كانت خيبر ممتلئة بالمال و كان اليهود يعملون بالربا مع جميع البلدان، ثانياً وقت الغزوة: كانت الغزوة بعد عشرون يوماً من صلح الحديبية، و كان عدد المقاتلين المسلمين وقتها ألف و ثمان مائة مقاتل فقط لأن الرسول قرر أن يقاتل معه في هذه المعركة كل من كان في صلح الحديبية فقط وهم الذين سوف يُقسم عليهم الغنائم أما من زاد عليهم فله ثواب الجهاد فقط و ليس له غنائم، فخرج معه ألف و ربعمائة مقاتل و هم من صلح الحديبية و زادوا بأربع مائة فقط، بداية الغزوة: عرف النبي أن خيبر هي مركز التآمر الصهيوني و مركز ضرب الإسلام بالإضافة أنه لم يأمن شر اليهود بعد خروجهم من المدينة، فخرج النبي بعد العودة من صلح الحديبية على رأس ألف و ثمان مائة مقاتل لا يمتلكون من الطعام إلا القليل و أمر النبي أحد الصحابة (بن الأكوع) بإنشاد أنشودة إسلامية رقيقة للمقاتلين لتحميسهم على القتال، و في الطريق علم اليهود أن المسلمين خرجوا لقتالهم فأرسلوا للجيش رسالة للاستعداد لقتال المسلمين، حتى وصل النبي إلى خيبر ووقف أمام حصن الناعم و إذا بسهام و حجارة كثيرة تُلقى على أصحاب رسول الله حتى أُصيب خمسين منهم - رضي الله عنهم - و قُتل منهم واحداً و هو (محمود بن مسلمة) حتى جاء إلى الرسول في هذا الوقت صحابي من الصحابة و هو (حباب بن المنذر) و قال يا رسول الله: إنك نزلت منزلك هذا، أهو يا رسول الله منزل أنزلكه الله فلا نتكلم؟ أم هو الحرب و الرأي و المكيدة؟ فقال الرسول: بل هو الحرب و الرأي والمكيدة، فقال له حباب: أراك قد نزلت قرب حصونهم يضربونا بسهامهم و هم أهل رمي و لكن أرى يا رسول الله أن نبعد عن حصونهم و سهامهم، فقال الرسول: أشرت بالرأي و لكن إذا أمسينا ذهبنا، فنادى الرسول على أحد الصحابة و هو (محمد بن مسلمة) و قال: اذهب فأتى بمكان آخر، بعدها حاصر النبي حصن الناعم و كان أشد حصن لليهود، و بعدها أعطى الرسول الراية لأبي بكر الصديق ثم يذهب أبو بكر فيقاتل و يضرب حتى يهلك فلا يفتح له الحصن فيرجع فيعطى النبي الراية لعمر بن الخطاب فيذهب فيقاتل و يضرب حتى يهلك فلا يفتح له الحصن فيرجع إلى النبي، فجمع النبي الصحابة -رضي الله عنهم - و قال: لأعطين الراية غداً (رجل يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله) فبات الناس يتساءلون، لمن تُعطى الراية؟، حتى نادى رسول الله و قال: أين علي بن أبي طالب؟ فقال الصحابة: يشتكي عينه يا رسول الله! فقال الرسول: آتوني به. ثم قال له رسول الله: مم تشتكي يا علي؟ فقال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: عيني يا رسول الله لا أكاد أرى بها، فوضع الرسول يده الشريفة على عين على بن أبي طالب – رضي الله عنه- حتى شُفيت عيناه، فأعطاه الرسول الراية و قال لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: اذهب يا علي بسم الله و على مله رسول الله فقاتلهم و لا تلتف، فذهب سيدنا علي للقتال و عندما ذهب تذكر أنه كان يريد أن يسأل النبي سؤالاً و لكن النبي قال له: لا تلتفت، فإذا بعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه- يرجع للخلف فظن اليهود أن المسلمون خافوا من الهزيمة لتراجع علي – رضي الله عنه-، فتقدم اليهود و رجع على و إذا بعلي بن أبي طالب قد أعد كمينين من اليمين و اليسار، وصل اليهود بعد ذلك إلى الباب و بدأ القتال عند الباب و لم يستطيع اليهود إغلاق الباب و بدأوا يفرون من الحصن حتى انتصر المسلمون عليهم في ذلك الحصن وفر اليهود إلى حصن الصعب بن معاذ، فذهب المسلمون و قاتلوا اليهود حتى هزموهم و سقطت حصونهم الواحد تلو الآخر و تم طردهم نهائياً في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply