بدء الوحي

5.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لما كمل سنه - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله - تعالى- بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين.

فبينما هو - صلى الله عليه وسلم - في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين - عليه السلام - بأمر الله - تعالى -، ليبلغه رسالة ربه - عز وجل -، وقد تمثل جبريل - عليه السلام - في هذه المرة بصورة رجل. فقال له: اقرأ، فقال له - عليه الصلاة والسلام -: ما أنا بقارئ (لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان أمياً لم يتعلم القراءة)، فغطه جبريل - عليه السلام - في فراشه غطا شديدا (أى ضمه وعصره بشدة)، ثم أرسله فقال له: إقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم غطه الثالثة وأرسله فقال له: (اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِن عَلَقٍ,، اقرَأ وَرَبٌّكَ الأَكرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَم يَعلَم). فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وانصرف عنه جبريل - عليه السلام - وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الغطّ التي اقتضاها الحال.

ولما رجع - عليه الصلاة والسلام - إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضى الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أى اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)، فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة - رضي الله عنها - بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإنى لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.

ثم ذهبت خديجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموسº أى صاحب سر الوحي الذي نزله الله - تعالى -على نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام -º لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه.

ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه لهº لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدإ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب


مقالات ذات صلة


أضف تعليق