بسم الله الرحمن الرحيم
مولده:
ولد بشنشور مركز أشمون محافظة المنوفية 1323هـ/1905م.
درس المرحلة الابتدائية والثانوية بالأزهر وحصل على الشهادة العالمية عام 1351هـ/1932م.
ثم حصل على شهادة التخصص في الفقه وأصوله (درجة الماجستير).
عين مدرسًا بالمعاهد العلمية التابعة للأزهر فدرس بها سنوات قبل أن ينتدب إلى السعودية.
أختير نائبًا أول لرئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في اجتماع الجمعية العمومية المنعقدة في مساء السبت 29 من صفر سنة 1365هـ الموافق 2 من فبراير 1946م، وكان في ذلك الوقت يعمل مدرسًا بمعهد الإسكندرية الأزهري، ورئيسًا لفرع محرم بك بالإسكندرية وكان معه في عضوية المجلس: محمد صادق عرنوس، د. فاضل راتب، د. أمين رضا، أ. رشاد الشافعي، وانتدب للعمل بالمملكة العربية السعودية للتدريس بالمعارف السعودية عام 1368هـ الموافق 1949م.
عمل مدرسًا بدار التوحيد بالطائف ثم نقل إلى الرياض في شهر شوال عام 1370هـ للتدريس بالمعاهد العلمية ثم نقل للتدريس بكليتي الشريعة واللغة، وعن ذلك يقول: طلبت أنا والأستاذ الهراس بأمر خاص.
وفي يوم السبت 24 صفر 1379هـ الموافق 29 أغسطس 1959م تم بالإجماع اختيار فضيلته رئيسًا عامًا للجماعة بإجماع الآراءº إذ لم يرشح أحد نفسه لمنافسة فضيلته، وذلك خلفًا لفضيلة مؤسس الجماعة الشيخ محمد حامد الفقي الذي توفي في 7 رجب 1378هـ / 1959م.
ويبدو أن انتخابه - رحمه الله - رئاسة أنصار السنة المحمدية قد لاقى قبولاً لدى الجميع، وليس أدل على ذلك من كم البرقيات التي أرسلت من الفروع ولكن أهم برقية تلفت النظر كانت من سيدة فاضلة من فضليات نصيرات السنة في ذلك الوقت وهي حرم الدكتور محمد رضا: نعمت صدقي صاحبة كتاب «التبرج» وغيره، فقد أرسلت برقية هذا نصها: «نهنئ أنفسنا والمسلمين عامة ونؤيد انتخاب فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسًا للجماعة وندعو لكم بدوام التوفيق».
كما أقيمت عدة مؤتمرات حضرها فضيلته في الجيزة وإمبابة والمنصورة، وفي المنصورة قال الواعظ العام لمنطقة المنصورة في كلمته: «إن دعوة أنصار السنة المحمدية في دعوة الحق المبين، وليس غريبًا لدى الأستاذ الشيخ عبد الرزاق عفيفي، فإني أعرفه وأعرف خلقه ودينه». وهذا مما يدل على تقدير وإعزاز الناس له في ذلك الوقت المبكر.
لم يلبث الشيخ عبد الرزاق عفيفي رئيسًا للجماعة، فبعد عام تقريبًا انتدب للعمل بالمملكة العربية السعودية، حتى وصل إلى أن جعل مديرًا للمعهد العالي للقضاء عام 1385هـ، ووضع مع لجنة متخصصة مناهجه، وقام بالتدريس فيه، وأشرف على رسائل طلابه.
وفي عام 1391هـ نقل إلى الإدارة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة وعين بها نائبًا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء مع جعله عضوًا في مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
وكان - رحمه الله - عضوًا في اللجنة التي وضعت مناهج الجامعة الإسلامية.
وقد ظل - رحمه الله - في هذه الوظيفة (نائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) حتى يوم وفاته عام 1415هـ بعد أن أسهم كثيرًا في خدمة الدعوة.
مكانته العلمية وجهوده فى الدعوة إلى الله في مصر وغيرها من البلاد:
كان موسوعي المعرفة، حتى أنه كان إذا تكلم في علم ظن السامع أنه متخصص فيه، فقد كان محدثًا قل أن يخفى عليه حديث، كما كان مفسرًا عظيمًا للقرآن وخير شاهد على ذلك دروسه التي كان يلقيها في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم في الرياض.
كان فقيهًا مجتهدًا لا يرضى بالتعصب، بل كان يمشي مع الدليل، ولقد كان أصوليًا متبحرًا في هذا العلم علم أصول الفقه، ولا ننسى أنه كان من كبار علماء التوحيد على مذهب سلف الأمة - رحمهم الله -، ولقد استطاع أن يرد ما جاء في شرح الطحاوية إلى أصله من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله -.
وقد كتبت عنه الصحف في السعودية كلامًا على لسان علمائها جاء فيه: «رحيل شيخ كبار العلماء عبد الرزاق عفيفي، رحلة علمية بدأت من القاهرة وتواصلت عبر الطائف وعنيزة». وبرحيل الشيخ عبد الرزاق عفيفي تفقد الأمة الإسلامية علمًا من أعلام الفقه والحديث.
ومن رفاقه في الدعوة الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس الجماعة والشيخ عبد العزيز بن راشد والشيخ محمد علي عبد الرحيم رئيس الجماعة السابق والشيخ عبد الرحمن الوكيل الذي رأس الجماعة بعد سفر الشيخ عفيفي والشيخ أبو الوفاء درويش مؤسس أنصار السنة المحمدية بسوهاج، وكذلك الشيخ عبد الحليم الرمالي، والشيخ محمد أحمد شاكر.
أما في السعودية فقد سبقه ورافقه من علماء الجماعة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح أول إمام للحرم المكي والذي أسس دار الحديث بمكة، حيث كان مقرها دار الأرقم بن أبي الأرقم والشيخ عبد الرزاق حمزة.
، وفى ديار الحجاز كان صنوا ومعلمًا وأستاذًا فيكفي أن نذكر أنه كان رفيقًا لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، كما أنه كان شيخًا للشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد الله بن عدنان، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، والشيخ عبد الله التركي، والشيخ مناع القطان وغيرهم كثير وكثير.
تصانيفه العلمية والفقهية:
كان الشيخ - رحمه الله - لا يهتم بالتأليف بقدر ما كان يهتم بالتدريس، وكان يقول: لدينا من الكتب ما يكفينا ويرجع هذا الأمر - أي قلة وضع الكتب - إلى تواضعه الشديد وعدم الرغبة في الظهور.
ومن مولفاته:
(1) مذكرة التوحيد،
(2) حاشية على كتاب الإحكام في أصول الأحكام للآمدي
(3) حاشية على تفسير الجلالين
(4) أصول الدعوة
(5) وله مذكرات عديدة لم تطبع، كما لا ننسى أنه كان من أوائل من كتب في مجلة الهدي النبوي التي تصدرها جماعة أنصار السنة، وقد صدر عددها الأول في ربيع الآخر 1456هـ.
فجزاه الله خير الجزاء.
فرحم الله هذا العالم الفقيه، ويبدلنا من هو خيرا منه. إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وفاته:
كان - رحمه الله - مصابًا بحالة من الصرع وهو ابن سبع سنوات، كما أصيب بشلل نصفي مرتين وشفاه الله في الحالتين وكانت وفاته يوم الخميس 25/3/1415هـ الموافق 1 من سبتمبر 1994م، وصلى عليه بالجامع الكبير بالرياض، فيهم جمع غفير منهم عاهل السعودية وكبار رجالها وخيرة علمائها وألوف من المسلمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد