سعيد بن جبير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كان من أشهر تلاميذ ابن عباس - رضي الله عنهما -، وأكثرهم رواية عنهº طلب العلم في سن مبكرة، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من التابعين، فقد لقي عدداً كبيراً من الصحابة، وتلقى العلم عنهم، كــ ابن مسعود، و ابن عمر، و عائشة، - رضي الله عنهم -.

 

وكان ملازماً لـ ابن عباس - رضي الله عنهما - حَبر الأمة وترجمان القرآن - وتلقى عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ بها.

 

إضافة إلى أنه جمع علم أصحابه من التابعين، كما روى ذلك مترجمو سيرته، فكان - رحمه الله - أعلم التابعين بالتفسير، إذ لازم ترجمان القرآن عبد الله بن عباسº ولذا وجدنا ابن عباس يثق بعلمه، ويحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير - وكان حبشي الأصل -.

 

وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وعلى الرغم كذلك من معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه - رحمه الله - كان يتورع عن القول في التفسير برأيه - كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم - ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك.

 

وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيداً، وروى عنه أصحاب الكتب الستة، وغيرهم من أصحاب الحديث.

 

كانت له - رحمه الله - مواقف مشهورة ومشهودة مع الحجاج، الذي قتله صبراً سنة 95هـ، وقال قائلهم عند موته: لقد مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.

 

رحم الله أولئك الأعلام الذين نشروا شعاع العلم في الأرض، ووفقنا الله لتقديرهم حق قدرهم، والسير على نهجهم الرشيد آمين، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply