هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد بن الحارث القرشي، وكنيته \"أبو محمد\" ولد (رضي الله عنه) بمكة المكرمة بعد عام الفيل بعشر سنوات، في بيئة تعجّ بالجاهلية وعبادة الأوثان والغلو في الآثام. وترتيبه الثامن بين من دخلوا في دين الله الحق، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
كان أبيض البشرة مشرباً بحمرة، طويلاً، عرف برجاحة العقل وكياسة الرأي والكرم والشجاعة.. متفقهاً، بصيراً بالكتاب والسنة، وهو سيد من سادات العرب، كان صاحب المشورة موصوفاً بالصفات الحميدة حيث كان يرى أن عقله أسمى من أن يدع شراباً يسيطر على عقله، آخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع وهو صفر اليدين، فطلب عبد الرحمن منه أن يدله على السوق فعمل في التجارة وجمع ثروة طائلة جعلته من أندى الناس يداً، وأشعرهم بالفقراء والمعوزين، وكان يتقرّب إلى الله بعتق الرقاب إذ بلغ مجموع ما أعتقه أكثر من ثلاثة آلاف عتيق، أوصى أن يدفع لكل من شارك بغزوة بدر 400 دينار، وقد نزلت فيه الآية الكريمة: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (262)(البقرة).
اشترك عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) في جميع غزوات النبي – صلى الله عليه وسلم - وجرح في غزوة أحد واحداً وعشرين جرحاً، وأصيب إصابة شديدة في رجله سببت له العرج إلى وفاته وقد عينه رسول الله قائداً لسرية تعدادها سبعمائة من المهاجرين والأنصار في السنة السادسة للهجرة إلى دومة الجندل حيث تحقق له النصر فيها.
مات (رضي الله عنه) سنة إحدى وثلاثين من الهجرة عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، - رضي الله عنه -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد