اسمه ونسبه: هو أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع كذا نسبه ابن سعد في الطبقات.
مولده: ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ورأى عليّا يخطب.
شيوخه: رأى علي بن أبي طالب والمغيرة بن شعبة وقيل لم يسمع منهما، وروى عن البراء بن عازب وجابر بن سمرة وعدي بن حاتم وزيد بن أرقم والنعمان ابن بشير وأبي جحيفة السوائي والأسود ابن زيد النخعي، وسعيد بن جبير والحارث الأعور والشعبي ومسروق بن الأجدع ومصعب بن سعد وعامر بن سعد ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وموسى بن طلحة بن عبيد الله وأبي بردة بن أبي موسى وخلق كثير.
الرواة عنه: ابنه يونس وابن ابنه إسرائيل وقتادة وسليمان التيمي وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وجرير بن حازم ومحمد بن عجلان وشعبة ومسعود الثوري وهو أثبت الناس فيه وزهير بن معاوية وزائدة بن قدامة وحمزة الزيات وأبو حمزة السكري وشريك ومالك بن مغول وسفيان بن عيينة وآخرون.
ثناء العلماء عليه:
قال الأعمش: كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا: هذا عمرو القارئ الذي لا يلتفت.
قال مغيرة: كنتُ إذا رأيتُ أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول.
قال جرير بن عبد الحميد: كان يقال: من جالس أبا إسحاق فقد جالس عليّا - رضي الله عنه -.
قال شعبة عن أبي إسحاق قال: شهدت عند شريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي.
قيل لشعبة: أَسَمِعَ أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: وما كان يسمع به؟ هو أحسن حديثًا من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين.
وقال علي بن المديني: حفظ العلم على الأمة ستة: فلأهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير ولأهل المدينة الزهري. ولأهل مكة عمرو بن دينار.
قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: أبو إسحاق ثقة.
قال النسائي: ثقة.
قال العجلي: كوفي تابعي ثقة.
قال أبو حاتم: ثقة وهو أحفظ من أبي إسحاق الشيباني ويُشبه الزهري في كثرة الرواية في الرجال.
قال أحمد بن عبدة: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديث عند أربعة: الزهري، وقتادة، وأبو إسحاق والأعمش وكان قتادة أعلمهم بالاختلاف والزهري أعلمهم بالإسناد وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا.
قال الذهبي: الهمداني الكوفي الحافظ شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها، وقال: وكان - رحمه الله - من العلماء العاملين ومن جلة التابعين، وقال: وكان طلابة للعلم كبير القدر.
من أحواله وأقواله:
قال ابن فضيل عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث.
قال سفيان: واجتمع الشعبي وأبو إسحاق فقال له الشعبي أنت خير مني يا أبا إسحاق، قال: لا والله بل أنت خير مني وأسن مني.
قال سفيان: وقال أبو إسحاق: كانوا يرون السعة عونًا على الدين.
أبو بكر بن عياش قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما أفلت عيني غمضًا منذ أربعين سنة.
ابن فضيل قال: حدثني أبي: أتيت أبا إسحاق بعدما كف بصره، قال: قلت: تعرفني؟ قال: فضيل؟ قلت: نعم، قال: إني والله أحبك، لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره ثم قال: حدثني أبو الأحوص عن عبد الله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم نزلت في المتحابين.
قال يونس: كان أبي يقرأ كل ليلة ألف آية، وقال أبو الأحوص قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية وإني لأقرأ البقرة في ركعة وإني لأصوم الأشهر الحرم وثلاثة أيام من كل شهر، والاثنين والخميس.
قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا البقرة وآل عمران.
قال العلاء بن سالم العبدي: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام فإذا استتم قائمًا قرأ وهو قائم ألف آية.
قلت: سبحان الله، ما هذه الهمة العالية، والشغف بالعبادة؟ نسأل الله الهداية.
قال الأعمش: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثنا بأحاديث عبد الله غضةً ليس عليها غبار. قلت: يعني التدليس والله أعلم.
قال الإمام أحمد: كان أبو إسحاق: تزوج امرأة الحارث الأعور فوقعت إليه كتبه.
قال عبد الله بن عون لأبي إسحاق: ما بقي منك؟ قال: أقرأ البقرة في ركعة. قال: بقي خيرك وذهب شرك.
قال أبو بكر بن عياش: ما سمعت أبا إسحاق يعيب أحدًا قط وإذا ذكر رجلاً من الصحابة فكأنه أفضلهم عنده.
قلت: هذا خلاف ما يذكر عنه من التشيع.
قال مغيرة: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش.
قال الذهبي: لا يسمع قول الأقران بعضهم في بعض وحديث أبي إسحاق محتج به في دواوين الإسلام ويقع لنا في عواليه.
قلت: لعل مغيرة يعني تدليسهما.
قال ابن عيينة: كان أبو إسحاق يخضب.
قال شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث بحديث عن الحارث بن الأزمع، فقلت له: سمعت منه؟ فقال: حدثني به مجالد عن الشعبي عنه.
قلت: قد دلس الإسناد وأسقط مجالدًا وهو ضعيف والشعبي.
قال شعبة: كان أبو إسحاق إذا أخبرني عن رجل قلت له: هذا أكبر منك، فإن قال: نعم علمت أنه لقي وإن قال أنا أكبر منه تركته.
قلت: لأنه يكون قد دلس عنه.
قال أبو إسحاق الجوزجاني: كان قوم من أهل الكوفة لا تحمد مذاهبهم - يعني التشيع هم رؤوس محدثي الكوفة مثل أبي إسحاق والأعمش ومنصور وزبيد وغيرهم من أقرانه احتملهم الناس على صدق ألسنتهم في الحديث ووقفوا عند ما أرسلوا لما خافوا أن لا تكون مخارجها صحيحة فأما أبو إسحاق فروي عن قوم لا يعرفون ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقيف في ذلك عندي الصواب.
قال الذهبي: قرأ عليه القرآن عرضًا حمزة بن حبيب فهو أكبر شيخ له في كتاب الله - تعالى -وغزا الروم في دولة معاوية.
وفاته: مات - رحمه الله - سنة سبع وعشرين وقيل تسع وعشرين ومائة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد