الأوزاعي .. إمام أهل الشام


  

بسم الله الرحمن الرحيم

هو أبو عبد الرحمن بن عـمرو بن يحمد الأوزاعي، والأوزاعي قيل: إنها نسبة إلى قرية في ضواحي دمشق، ويظن أنـه غـيـر عـربـي الأصل. وُلد في مدينة بعلبك (لبنان) عام 88هـ /707م، وولد يتيماº فقاسى من شظف العيش وشـدة الحياة وخصوصاً في صغره.

 

صفاته:

تقـي وورع، حـلـم وأنـاة، رزانـة وقلة كلام، وعدم قهقهة، كان عفيف النفس، سخياً، صلباً في الحق، جريئاً في الدفاع عنه، وكان محدثاً ثقة مأموناً، شهد له الجميع بالفضل والعلم.

 

رحلاته:

رحل في طلب العلم إلى كل من البصرة، والكوفة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، ودمشق، وبيروت التي اتخذها موطناً له ورباطاً إلى آخر أيامه.

 

ويروى أنه أثناء مروره بمقبرة ببيروت، التقى فيها بامرأة سوداء فسألها: أين العمارة يا هنتاه (أختاه)؟ فأجابت: إن أردت العمارة فهي هذه. وأشارت إلى القبور. وإن كنت تريد الخراب فأمامك، وأشارت إلى البلد، فأعجبه كلامها، وعزم على الإقامة في بيروت.

 

شيوخه:

في الفقه: مكحول الشامي.

 

وفي الحديث: قتادة، ويحيى بن أبي كثير، وعامر الشعبي، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، ونافع المدني، ومحمد بن عبد الملك بن مروان الأموي، وغيرهم.

 

أقرانه:

الذين اتصل بهم وتفاعل معهم، منهم: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك.

 

تلاميذه:

ابنه محمد، وزوج ابنته عبد الغفار بن عثمان، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، وأرسلان بن مالك اللخمي، ومحمد بن حرب الخولاني، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، ومحمد بن زياد (هقل)، والوليد بن مزيد العذري البيروتي، والخيزران زوجة المهدي وأم الهادي وهارون الرشيد، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة الحضرمي، ويحيى بن سعيد القطان. كما روى عنه البخاري ومسلم وأصحاب السنن.

 

كتبه:

ضاعت كلها إلا كتاب سير الأوزاعي، ويقال إن له كتاب السنن، وكتاب المسائل.

 

مذهبه:

كان له مذهب مستقل انتشر في الشام لأكثر من قرنين من الزمان، وفي الأندلس قرابة نصف قرن، ثـم انـدثـر، ويمـكـن اعـتـباره من مدرسة أهل الحديث، وكان لهذا المذهب أتباع من العلماء أشهرهم: عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدُحيم، وعبد الله بن إسماعيل،ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي، وصعصعة بن سلاَّم بن عبد الله الدمشقي.

 

وكــان مـفـهـوم الـديــن لديه هو: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد بالصلاة، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.

 

وكان يقول: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً، وإن المنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً.

 

يروى أن نصرانياً أهـدى إلـيه جرة عسل وقال له: يا أبا عمرو، تكتب لي إلى والي بعلبك، يعني ليشفع له عنده. قال الأوزاعي:إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة ولم أكتب لك، قال: فردّ الجرة، وكتب له، فوضع عنه (أي عن النصراني) ثلاثين ديناراً. وهذا دليل على ورعه وعفته، وتسامحه ولينه.

 

ومات في سنة 157هـ/774م، وعمره 69 عاماً - رحمه الله -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply