\ عيد \ غدير خم .. أي تشف جديد !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

بينما تعني الأعياد لدى المستمسكين بدين الله - سبحانه وتعالى - فرصة للتغافر والتسامح والعفو، تمثل لدى فريق من المتعطشين للدماء ومصاصيها فرصة للتشفي والانتقام..لا فرق لديهم بين عيدي المسلمين المعروفين (الفطر والأضحى)، والأعياد البدعية المختلقة التي يضعها أصحابها في مصاف متقدمة على هذين العيدين اللذين لا يعترف الإسلام بسواهما.

\"عيد\" غدير خم، هو أحد هذه \"الأعياد\" التي تقبل على الفريق الأكبر من الشيعة ويوليها الصفويون الجدد اهتماماً بارزاً بسبب معناها السياسي، حيث تدور الأسطورة السياسية التي أسس عليها المحتفلون اعتقادهم حول رواية يقول من خلالها الشيعة الاثنا عشرية: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد توقف لدى عودته من حجة الوداع بماء بين مكة والمدينة يدعى \"غدير خم\"، وإنه حينها قد أوصى لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأرضاه بالخلافة بعده في حضور نحو 120 ألف صحابي، لكن كل هؤلاء الصحابة - رضوان الله عليهم ـ بحسب هذه الرواية ـ قد تواطؤوا على إخفاء هذه الوصية وتجاوزوها بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -!! ـ وهو المستحيل عقلاً وشرعاً لصعوبة تواطؤ هذا العدد الكبير على هذا، ولعدالة الصحابة الكرام الذين نقلوا لنا هذا الدين، والتشكيك في عدالتهم يشكك في أصل الدين ذاته ويقدح في معلمهم الكريم - صلى الله عليه وسلم - ـ.

وهذه الأسطورة التي يتداولها الشيعة على مر العصور ويستعدون للاحتفال بها في ليلة الثامن عشر من ذي الحجة، تترافق هذه المرة مع تصريحات لرئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي والنائب الأبرز للتيار الصدري بهاء الأعرجي، بأنه سيتم إعدام التكريتي والبندر يوم الأحد المقبل، وعززها ما قاله سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي إن تنفيذ الإعدام سيتم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى يوم السبت المقبل.

ربما سيعدم الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في \"عيد الغدير\"، ربما يتم تأجيله ليوم آخر، لكن دلالة التصريحين ذاتهما الآن لا تخفي طائفية بغيضة لا تضع أي سبيل لأولئك الذين أحسنوا الظن أياماً بعصابة صفوية متنفذة في العراق، وممتدة غرباً إلى لبنان، أو حتى أولئك الذين حاولوا تحميل الاحتلال الأمريكي وحده ـ من دون الصفويين ـ جريمة اختيار التوقيت السيئ لإعدام الرئيس الراحل صدام حسين.

إن مجرد ترديد هذه التصريحات ـ فضلاً عن التنفيذ ـ لهو أكبر دليل على غوغائية هذا الفريق الحاكم في المنطقة الخضراء، وطائفيته التي تغض الطرف عن كل معاني الشرف في الخصومة والمروءة، وتستعيض عنها بنذالة وخسة لا تتسق إلا مع صفوية حانقة وفارسية متجذرة لم تمنع كسرى برويز يوماً من قتل النعمان بن المنذر بن ماء السماء، حليفه السابق، تحت أقدام الفيلة!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply