المعايشة التربوية

2.9k
1 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إن التربية المنتجة عملية صعبة ومستمرة تحتاج إلى معايشة مـع المتربين، والتربية التي تعتمد على لقاء عابر أو جلسة أسـبوعية أو مـناسبة عامة ـ فقط ـ تربية فيها نقص وخـلل، ومن ثَمَّ لا يكون البناء متكاملاً، فلا نستغرب بعد ذلك من تلك المخرجات المتذبذبة والمتهلهلة التي من أبرز سماتها الالتزام الأجوف. والناظر في سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يجد أن قضية المعـايشة قـضية بـارزة فـي حـياته - صلى الله عليه وسلم -. يـؤكـد هـذا المعـنى عبد الله بن شقيق - رضي الله عنه - عندما سأل عائشة - رضي الله عنها - : هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يـصلي وهـو قاعد؟ قالت: «نعم! بعدما حطمه الناس»(1). فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتصدى للناس، ويعايشهم، ويخالطهم، يستقبلهم ويودعهم، ويتحمل أخطاءهمº لذلك حطمه الناس، وأثَّروا في بدنه - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح يصلي جالساً، وأسرع إليه الشيب ـ بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم -. ويؤكد هذا المعنى أيضاً حديث أنس - رضي الله عنه - حيث قال: «إن كان رسول الله ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمـير! مـا فعـل النغير؟ »(2). ويؤيد هذا المعنى أيضاً حديث سماك بن حربº حيث قال: قلت لجابـر بـن سمــرة: كــنت تجالس رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: نعم! كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر جلس في مصلاَّه حتى تطلع الشمس، فيتحدث أصحابه يذكرون حديث الجاهلية، ينشدون الشعر، ويضحكون، ويبتسم - صلى الله عليه وسلم -»(3).


أضف تعليق
التعليقات
1تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
ما قل ودل29 ربيع الأول 1443 (05-11-2021)

ما قل ودل ، ولكن لو كان أوسع لكان أنفع ، جزاكمم الله خيرًا .