من أجل علاقة مثمرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تبدأ العلاقة بين المعلم والطفل منذ اللحظة التي يتعرف فيها الطفل إلى معلمه..وهي علاقة تستمر عاما ً دراسيا ً كاملا ًعلى الأقل وتحدد مدى تجاوب الطفل وانضباطه ومدى سعادته بوجوده في المدرسة.

ولابد من الإشارة إلى أن دور المعلم /المعلمة ليس بديلا ً لدور الأب / الأم، بل هو دور يحقق التكامل المطلوب بين البيت والمدرسة بحيث لا يحل أحدهما محل الآخر فهناك معادلة لابد أن تتحقق في تعامل المعلم مع أطفاله بحيث يجمع الحزم مع المودة و الرفق.

ولهذا كانت للأيام الأولى في المدرسة أهميتها الكبيرة لأنها تمهد وتؤسس لتلك العلاقة، وستكوّن خبرة يحملها الطفل طوال سنته الدراسية. فكيف نجعل هذه البداية خبرة طيبة تحبب الطفل بالمدرسة وبالعلم..

عوامل كثيرة تؤثر في الانطباع الأول الطفل عن مدرسته.. لكننا سنركز على دور المعلم لأنه يظل أهم عامل من عوامل الأمان والاستقرار النفسي عنده أو في درجة إقباله على المدرسة.

 

من أجل إنشاء علاقة ناجحة بين المعلم والطفل

نجيب على سؤالين.

 من سيكون محور هذه العلاقة؟؟

إن محور هذه العلاقة هو الطفل، فكل ما نفعله ونقدمه إنما هو من أجله.

ما الذي يحتاجه الطرفان للحفاظ على هذه العلاقة؟؟

يجب أن يكون المعلم قادرا ً على وضع الضوابط والقوانين والتوقعات التي تسهل وتدعم عملية التعليم طوال العام.

فكيف يكون استعدادك عزيزي المعلم وكيف يكون تعاملك بناء على ما سبق:

أولاً: استعد

توقع أنك ستقابل أطفالاً مختلفين، جاؤوا من بيئات مختلفة وربما ثقافات مختلفة ستجعل تكيفهم مع الأيام الأولى في المدرسة متفاوتاً، تفاءل وثق بقدراتك ولا تضع تصورات سلبية لما سيكون عليه الوضع واستعن بالله نفسياً

راجع من جديد كل ما قرأته عن خصائص النمو لدى المرحلة التي ستدرسها، وراجع حاجات الأطفال عموما ً. معرفياً

بإعداد البيئة الصفية والأنشطة المناسبة (ولتكن هناك أنشطة بديلة) والاطلاع على قوائم الأسماء وخلفيات الأطفال عن طريق المقابلة الشخصية لأحد الأبوين أو الاتصال به على الأقل. مادياً

ثانياً: اليوم الأول

اليوم الأول:

سواء دخل الأطفال الصف وحدهم أو مع واحد من الأهل استقبل الجميع عند الباب، إن أمكن، وعرفه بنفسك واحرص على وضع بطاقة باسمك على ثيابك) اسأل كل شخص عن اسمه وكرره.

اغتنم الأوقات غير الرسمية لدعم تواصلك مع الطفل.

ابتسم فالابتسامة رسول إلى كل القلوب، أظهر أنك مشوق للتعرف إلى كل واحد من الأطفال:

انزل بجسمك إلى مستوى نظره وانظر في عينيه حين تكلمه، وحاول أن تصافحه إن أبدى استعداداً.

لا تنشغل عن الأطفال بالحديث الطويل مع الكبار، وخطط مسبقاً للتغلب على هذه المشكلة

حالما يستقر الأطفال في أماكنهم:

ابدأ بالتحدث عن نفسك لتخفف من توترهم، إنهم يتساءلون من هذا وماذا سنفعل ومتى أعود إلى البيت (حتى لو لم تكن تجربة الطفل الأولى فهو اعتاد الإجازة) ومن خلال تعريفك بنفسك حاول أن تبدي قدراً عالياً من الإيجابية، لتكن رسالتك التي يستقبلها الأطفال أنا هنا لمساعدتكم.

ابدأ التعرف الفعليّ عليهم: أسمائهم، وظروفهم وخلفياتهم الثقافية قدر المستطاع

احرص على أن يتعرف بعضهم على بعض بأسلوب فعال نشط يثير حماسهم ويقرب بينهم

 

قوّم يومك الأول: 

هل قمت بتنفيذ كل ما خططت له؟

إذا كنت لم أتطرق إلى بعض النقاط هل أستطيع نقلها ليوم آخر؟

هل خصصت وقتا كافياً لتتعرف على الأطفال، كيف أخطط للتعرف عليهم بشكل أفضل غداً؟

هل أغير ترتيب الصف بحيث يجنبني مشاكل سلوكية محتملة؟

ما الذي أريد أن افعله بشكل مختلف أولاً؟

كيف كان شعوري حيال هذا اليوم، هل كنت مستعداً؟

 

ثالثا ً: الأسبوع الأول

خلال هذه الفترة حاول أن تغطي النقاط الآتية:

حدث الطفل عما هو مقبل عليه بتحديد أهدافه لهذا العام، دعه يشعر أنه كبر وسيضيف إلى ما اكتسبه العام الماضي من العلوم والمهارات ورفاق الصف، وربما يرغب في تحسين نفسه في نواح معينة، ويمكن الحديث في هذا شفهياً أو من خلال نشاط معين

عرفهم بموادهم الدراسية: من خلال أنشطة جذابة تثير الخيال والتفكير قدر الإمكان وبما يتناسب مع أعمارهم

استعرض معهم كل كتاب من كتبهم فصلا ً فصلا ً، ولا تسلمها لهم قبل أن تصبح لديهم فكرة واضحة عما سيتعلمون (المرحلة الابتدائية).

هذه العلاقة التي يتم تأسيسها في الأيام الأولى لابد من تغذيتها وصيانتها، ولا يكون هذا إلا بفهم الطفل والتواصل معه ووجود القوانين والضوابط والتوقعات التي تحكم علاقته بمعلمه ودروسه وسائر يومه الدراسي.

أولا ً: فهم سلوك الطفل

اعتمد الأسلوب ا لتشاوري مع الطفل وهو يعتمد على المساواة والاحترام المتبادل، يسمح بالاختيار

ركز على إيجابيات الطفل وقوته بدلا ً من البحث عن الأخطاء.

عبر عن ثقتك في الطفل لتساعده في بناء الثقة في نفسه.

ثانيا: التواصل والاستماع

1- لتواصل يبدأ بالاستماع والإشارة إلى أنك تستمع إلى ما يشعر به الطفل وما يعنيه.

2- الاستماع اليقظ يتضمن التواصل بالنظر وحركة الجسم ما يشير بوضوح إلى أنك تستمع. (يؤكد الباحثين أن 7080 % من رسائلنا تصل عبر لغة الجسد ونبرة الصوت).

3- تقبل مشاعر الأطفال، استمع إليهم دون نقد أو تقويم، وأحترم أفكارهم ومشاعرهم.

4- الاستماع اليقظ يتضمن الاستماع إلى ما يشعر به الطفل وما يعنيه الإشارة إليه، ما يجعله يحس بأن هناك من يفهمه وهو يوفر مرآة للطفل يرى من خلالها نفسه بوضوح أكبر

5- تجنب الاستجابات المغلقة التي تهمل مشاعر الطفل، فهي تنقل للطفل أننا لم نسمع ولم نتفهم (إذا عرض عليك الطفل رسماً يمكن أن تقول له: جميل، عد إلى مكانك من فضلك، ويمكن أن يكون جوابك مفتوحا بمعنى أنه يسمح للطفل بمزيد من التعبير عن مشاعره فتقول له: أنت مسرور بهذا الرسم

6- أعد عبارات الطفل بأسلوبك ليتأكد الطفل أنك فهمت رسالته.

7- اسمح له أن يقول كل ما يرغب.

8-أغتنم الأوقات غير الرسمية لدعم تواصلك مع الطفل.

 

ثالثاً: الضوابط والقوانين والتوقعات

إن نغمة صوتك تدل على رغبتك في أن تكون لطيفاً مع الطفل، لكن متابعتك للأمر بالأسلوب المناسب تعكس جديتك وحزمك.

كن حازماً وأظهر الاحترام لنفسك.

كن طيباً وأظهر الاحترام لطفلك.

إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

لكي يحصل المعلم على نتائج أفضل لابد أن يرفع من مستوى توقعاته من بداية العام لهذا يجب أن تشمل أولوياتك على:

وضع قوانين الفصل

 أجلس معهم لمناقشة القوانين الأساسية، وحبذا لو شاركوا بتنفيذ اللوحات المناسبة ووضعها مكان استخدامها.

تعليم أطفالك هذه القوانين اقرأها معهم ودعهم يكرروها ودربهم على تنفيذها

إعلام الأهالي عن معاييرك للسلوك: صور نسخة من القوانين أرسلها للأهالي ليكونوا عونا ًلك الاستمرار في تطبيق خطة الانضباط طوال السنة: لا تتهاون، ولا تنقد مره و تهمل أخرى فهذا يضعف القانون كما يضعف التزام الطفل به.

ومن أجل الحفاظ على هذه العلاقة فعالة سليمة بينك وبين طفلك تذكر عزيزي المعلم:

ابدأ يومك دائماً بشكل إيجابي فلهذا انعكاسه الكبير على الأطفال وعلى بقية اليوم.

أعط أوامر إيجابية تحدد بدقة ما تطلبه فهذا ينشر في الصف جواً مريحاً ً بسط التعليمات: قل ما تعنيه بالضبط، واعن ما تقوله بكل ما تستطيع من دقة ووضوح. تحدث بشكل إيجابي

كن دقيقا ً في النقد والثناء على السواء.

توقع من أطفالك التصرف الصحيح. و أحسن الظن بهم.

ابحث عن نقاط القوة في أطفالك وساعدهم على إبرازها.

كن عادلا ً في معاملتك.

تجاهل المخالفات الصغيرة.

أعطهم فرصة لتفريغ طاقاتهم، فالجلوس طويلا ً على عمل ما على قدر من التحدي لقدرات الأطفال يزيد من فرصة حدوث المشكلات.

 وهكذا يمكن أن نقول أن الركائز الأساسية للعلاقة الإيجابية بين المعلم والطفل:

الاحترام المتبادل: لكي نؤسس علاقة الاحترام المتبادل يجب أن نبدأ باحترام أطفالنا

توفير وقت للمتعة: الوصفة السرية في نجاح العلاقة هي كيفية قضاء الوقت وليس كميتها.

التشجيع: هو في جوهره تقليص الاهتمام بأخطاء الأطفال والتركيز على الإيجابيات ونقاط القوة.

توصيل الحب: عن طريق الكلمة أو التعبير غير اللفظي.

 

معلم

بهذا تكون عزيزي المعلم قد مهدت الطريق من أجل تعليم أفضل، ومشكلات أقل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply