حكمة تحويل القبلة في المدينة من الشام إلى مكة فيها وجهات نظر:
أ ـ امتحان المؤمنين الصادقين وتمييزهم عن غيرهم، كما قال - سبحانه -: \"ومَا جعلنَا القبلةَ التي كنتَ عليهَا إلَّا لنعلَمَ مَن يتَّبعُ الرسولَ ممَّن ينقلبُ علَى عَقِبيهِ، وإن كانت لكبيرةً إلَّا علَى الذينَ هَدَى اللهُ\" (سورة البقرة: 143) كما قاله ابن عباس.
ب ـ تنبيه للرسول على عدم طمعه في إيمان اليهود.
جـ ـ العودة بالدعوة إلى أصلها، وهو عالميتها القائمة على قواعد إبراهيم، دون تمييز بين أبناء إسحاق اليهود وأبناء إسماعيل العرب (مَا كانَ إبراهيمُ يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كانَ حنيفًا مُسلمًا وما كانَ مِن المشركِينَ) (سورة آل عمران: 67).
د ـ الإيحاء بأن مكة لا بُدَّ أن تعود إلى الإسلام، ففيها قبلة المسلمين، وأن يجاهد أهلها حتى يخضع البيت للمسلمين، وبشارة بنصر الرسول على قريش واستخلاص البيت منهم، لتطهيره من الأصنام وجعل الدين خالصًا لله.
هذا، ومن الحكمة العامة لتحديد قبلة الصلاة تجميع أهل الدين وتوحيد اتجاههم ومشاعرهم وتقوية الرابطة بينهم.
ومن الأحكام التي تتصل بالقبلة:
أ ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الانصراف عن التوجه إليها في الدعاء، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: \"ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال: \"لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم\" ورواه مسلم عن أبي هريرة بلفظ: \"ليَنتهِينَّ أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لتُخطفَن أبصارهم\".
ب ـ عدم بَصق المصلي أمامه، فقد ورد عن ابن عمر: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يومًا إذ رأى نُخَامة في قبلة المسجد، فتغيظ على الناس ثم حكَّها، قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلُطِّخت به وقال: \"إن الله - عز وجل - قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلَّى، فلا يبصق بين يديه\" [رواه البخاري ومسلم].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد