أخي الشاب إليك هذه التوجيهات المفيدة والمختصرة من أجل تحقيق شخصية وحياة أفضل.
أولا : صحتك الجسمية:
1 - كن نظيفا في جسمك، وملابسك، وتخلص من روائح الجسم بالماء، فهو أطيب الطيب.
2- الفم، والأنف، هما آلة القرب، ونظر الآخرين إليك، من أقارب، وأصدقاء، وزملاء، وغيرهم، فلا بد من العناية بهما أشد العناية، وإزالة ما فيهما من الأذى الذي يرى، أو يشم، وبعدم الاهتمام بهما يحصل أذى الآخرين، ومضايقتهم، وزيادة على ذلك فهما وبقية أعضاء الرأس دليل صحة الجسم، أو سقمه، فعليك أن تعتني بنظافتهما، وطيب رائحتهما، بالسواك، فهو مطهرة للفم، مرضاة للرب - سبحانه -، وبالفرشاة.
3 - احذر من (التجشؤ)المؤذي لمن بجوارك، وأشده ما كان عند امتلاء المعدة بالطعام، أو ضع غترتك على فمك حتى يكون خاليا من رائحة الطعام، حاول أن تتنفس من أنفك، إذا كان أمامك أحد، وخاصة إذا كان في فمك رائحة .
4 - احذر العبث بأنفك، واجعل تنظيفه بالأماكن الخاصة، واستعمل المرآة لتفقد أحوالك، فالنظر فيها من سنن الإسلام .
5 - قلم أظافرك، واعتن بنظافتها .
6- اعرض نفسك كل صباح لقضاء الحاجة، واغسل يديك بالصابون بعدها .
7 - صن يدك اليمين عن كل أذى، واجعلها لطعامك، وسلامك على إخوانك، واجعل يدك الشمال لحاجاتك، والعناية بشؤونك .
8 - حدد ما يقدم لك من الطعام، و كل ربع ما تشتهيه.
9 - لا يكون همك ما كان حلو المذاق، وطيب الطعم، ركز على طعام البر، واحرص على الأطعمة الخالية من المواد الكيماوية، والحافظة، لا تأكل اللحوم إلا في الإسبوع مرة واحدة . قلل من الدهون والسكريات، فهما سبب الأمراض المزمنة، احذر من أكل المكسرات، والفصفص، امضغ اللقمة 25 مرة على الأقل (كما يقول الأطباء).
10 - احفظ صحتك لكهولتك، وكبرك، فإن الجسم مع كثرة الطعام، والشراب، يضعف، وأجهزة الجسم إن أتعبتها زمن الشباب، تهرم وتستهلك.
11- استعد للبرد بالملابس الكافية فهو عدو لك، وكما قيل عنه فإنه (سريع الدخول بطيء الخروج) وقد يسبب الأمراض المزمنة.
12 احذر إهمال الداء والمرض كالجروح والإسهال، والإمساك، والإلتهابات، حتى لا تتطور إلى أكبر ويستحيل علاجها.
13- خذ نصيبك من النوم في أول الليل بعد العشاء، تحفظ دينك، وصحة جسمك، وعقلك .
14 - استعمل رياضة المشي، فهي أنفع أنواع الرياضة، وهي تريح القلب، وتدخل السرور إلى النفس .
ثانيا : صحتك النفسية:
1- كن ذا شخصية فخمة، محترمة، ذا تصرفات تليق بك إنسانا، وتليق بك رجلا، وتليق بك مسلما، وشخصية تتجمل بالحياء، الذي يحفظها عن الوقوع في القبائح، شخصية بعيدة عن الحياء الضار، الذي يقتل طموحها، ويقعد بها عن مسالك العلم، والرجولة .لا شخصية متكبرة، ولا شخصية متغطرسة، تتعامى عن الحق، وتجادل في الباطل، وتقع فيه، ولا شخصية الشاب السطحي، الهمجي، الرعاع البهيمي، الذي لا يعرف من الحياة إلا السيجارة، والأغنية، وطلب لذة فرجه، وشهوته، وركوب سيارته، وقبح التصرف، والأفعال، وعدم الاحترام لنفسه، ولغيره .
2 - حاول أن تتغلب على الطباع الذميمة التي تجعلك مجهولا، كالخجل، أو قاصرا، كالتصرفات التي تخالف الوقار كاللعب، وكثرة الضحك، والعجلة، والطيش، والألفاظ القبيحة .. أو مبغضا، غير مقبول عند الآخرين، بارتكاب القبائح، والتعدي على الناس وظلمهم .
3- من أسباب الصحة النفسية الطيبة حسن الظن بالناس، في كلامهم وأفعالهم ... لكن ينبغي أن لا تحسن الظن بمن تريد أن تقترن بصحبته، بزواج، أو صداقة، أو تعامل مالي، قبل البحث، والتحري عنه، حتى تطمئن إلى صلاحه، فقد قيل (حسن الظن بالناس ورطة).
4- تغافل عن الناس، يرتاح قلبك، ويطمئن، وتنجو من العقوبات، والابتلاءات في النفس والأهل، بسبب التعرض لهم.
5- كذلك أرح نفسك من هم العداوة للناس، والأحقاد، وضغائن النفوس، وكذا كثرة لوم الناس، في تقصيرهم، وزلاتهم، والوجد على الناس (عدم الرضا)، بل احمدهم إذا فعلوا خيرا، ولا تلومهم، ولا تتطلع إلى برهم، وخيرهم .
6- حاول أن لا يكون همك الناس، ولا أن يرضى عنك الناس، فرضا الناس غاية لا تدرك، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ولا يكون همك أن تشارك الناس، وتشاكلهم في كل شيء .
وإذا وقعوا في الباطل فخالفهم، وافعل الحق، وتمسك به، واحذر من التعقيد ومن قول (يسخرون بي إذا خالفتهم).
7- تغلب على نفسك، و لا تكن ضعيفا محطما، فتجعل الوهن يدخل على قلبك، والإخفاق يستولي على مشاعرك، فيكون همك، وطاقتك، كيف تتهرب، وكيف تنجو، ولا تكن مشاغبا، فيكون همك، وطاقتك، كيف تشاغب، ولا تكن ساخرا، فتصرف جهودك، وطاقتك، لإضحاك الناس، وتضيع نفسك .
8 إذا لم تبتعد عن الإهمال، وتضييع النفس، باللهو، واللعب، ولم تحمل نفسك على الجد، والاجتهاد، فسيكون نصيبك الإخفاق في الدراسة، واتهام عقلك بعدم الفهم، والغباء، وقد تصاب بالعقد النفسية، ومن ثم تلاحقك الأوهام والتفكير الخاطيء .
9 - كل الناس لهم هموم، ولديهم متاعب، وعندهم ثغرات ضعف، ولكنهم لا يستسلمون للشياطين، وإخوان الشياطين، فهم عندما تصيبهم الضوائق الدنيوية، والنفسية، لا يلجئون لرفقاء السوء، ويرتمون بأحضانهم، فيبيعون أنفسهم رخيصة لهؤلاء، يتلاعبون بها، ولا يصيبهم اليأس، ولا الإخفاق، فيجعلهم ينتقمون من أنفسهم، ويغضبون عليها، ثم يستسلمون للمخدرات، والتدخين، والفواحش، ولا ينطرحون للهموم، والوساوس، والعقد النفسية .
10- إذا فوجئت بسوء معاملة من فئة من الناس، فلا تعمم غضبك، ومقتك، على غيرهم، وتصدر أحكاما سيئة على الأبرياء، فلا أحد يتحمل جريرة الآخرين، وأخطائهم .
11 - انتبه، فإن أصدقاء السوء بضاعة رخيصة، سرعان ما تجدهم، وسهل أن تدخل عليهم، فيرحبون بك أشد الترحيب، لتدميرك، ولقضاء منافعهم بك، أما الأصدقاء الصالحين فهم غالون، لا تدخل معهم إلا بعد أن تهيء نفسك قبلا، وتعدل سلوكك لتكون مقبولا، وقد يصعب عليك دخول معهم إلا أن يعرفوك، ويروا أنك قريبا منهم، في سلوكهم، واستقامتهم، ويتأكدوا من سلامة أفكارك، وصحة منهجك، واستقامة شخصيتك .وما مثل الأصدقاء، إلا كبائع الخضار، والفواكه، فما كان منها تالف، وفاسد، فهو يشكرك أن تأخذ منه الكميات الكبيرة ولو بغير ثمن وهم أصدقاء الضياع، وما كان منها جيد، وسليم، فلا يلتفت إليك البائع إلا بأرفع وأغلى الأثمان، وهم الأصدقاء الصالحون .
12 - إذا فوجئت بما يغضبك من الناس، فتأكد من سبب ذلك قبل أن تحكم على الناس، أو تذمهم، وتلومهم، فلربما كان سوء فهم منك، ولربما أنت السبب في ذلك، ولربما لم يعلموا بك، ولربما لم يقصدوا مضايقتك .
13- عليك بقراءة أوراد الصباح، والمساء، والنوم، والسفر، وبعد الصلوات، ونزول المكان ..، فهي حرز من الشر، من شر شياطين الجن، والإنس، ومن الآفات، كالسحر والعين ولدغ الهوام والأمراض عامة .
ثالثا : صحتك العقلية:
1 - حاول أن تجعل من عقلك ميزانا لما تريد أن تتكلم به عند الآخرين،، وميزانا لشكل ملابسك، وهيئتك، ومشيك، وجلوسك، وميزانا لطريقة تعاملك وتصرفاتك مع الآخرين، فإن هذا التصرف دليل على حسن العقل كما ورد ( لا عقل كالتدبير ).
2 - فكر هل مفهومك صحيح، أو معكوس، فالعقل ميزان قد تعميه الشهوات، والانحرافات، فيزن لك خطأ، وتضل الحقيقة، فإن مريض الجسم يكون الحلو في فمه مرا، وإن مريض القلب يكون الحق عنده باطلا، والباطل حقا، والحسن قبيحا، والقبيح حسنا، والطيب خبيثا، والخبيث طيبا، والسعادة شقاوة، والشقاوة سعادة، والممتع مؤلما والمؤلم ممتعا .
3 - فكر في عواقب الأمور، إذا أردت أن تعمل شيئا لا يليق فعله .
4 تأمل لماذا يجلس الشيخ الكبير، فلا يخرج للرحلات ..؟ فلأنه يجد أحلى، وأغلى، وهو الاستقرار .. ولماذا يصوم المؤمن النوافل، فلأنه وجد ما هو أحلى في قلبه من الطعام والشراب، ولماذا يبادر المؤمن إلى المساجد ..؟ فلأنه يجد السعادة فيها، والانشراح .
لماذا تجد بعض الشباب منقطعا عن الأصدقاء، والرحلات، والتجمعات ..في كثير من أوقاته، للدراسة، والتحصيل، ومع الكتب والمراجعات، وحفظ العلم ..؟ فلأنه يجد متعة، ولذة لذلك، وهذا يدل على جودة مفهومه .
وبالمقابل، لماذا تجد من الشباب من يأخذ الكتاب قليلا، ثم يرميه، مللا، وكرها له، وقد يجلس منفردا لوقت قليل، لعله يستفيد، ثم يصيبه الضيق، والملل، وذلك فلأنه يدل على رداءة مفهومه العقلي، والنفسي، فلا يحتمل الوحدة النافعة ويتصورها سجنا لا يطاق .
رابعا : صحتك العملية:
1 - عمرك سويعات معلومة، ومحدودة، فاجعلها لبناء نفسك، وتكميل ذاتك .
2 - لا تجعل أيامك علبا فارغة، فتفاجئ نفسك بالإفلاس، وعدم التحصيل، والخواء الفكري، ولا تجعل حياتك وأيامك لهوا ولعبا وطفولة .
3 - رتب نفسك في كل شؤونك . نظم وقتك . حاسب نفسك بين فترة وأخرى .
4 - اجعل لك معرفة وثقافة - ولو مختصرة - في كل فن من العلوم، وفي كل مجال من شؤون الحياة .
5 - التفوق، والنبوغ في التحصيل الدراسي ضروري لبناء المستقبل، ويدركه كل أحد من الناس له وعي وعناية بنفسه بأحد خصلتين : -
أ - بأن يكون ذكيا يسهل عليه الحفظ والفهم.
ب - وقد لا يكون ذكيا، ولكن له قلب صبور، فبالصبر، والمحاولة يحقق النبوغ .
6- لا تكن عبرة لغيرك بارتكاب مسالك الخطأ، بل اعتبر أنت بالآخرين (فليكن لك في كل حادثة عبرة، ولكل بلية بالناس موقظ).
7 - اجعل لك من الناس قدوة في الخير، ليشد من أزرك، ويضاعف جهودك.
8 - احذر من اللعب بالحديد الذي لا يرحم وهو اللعب بالسيارات وغيرها واستعملها بعقل ورفق لأن اللعب بها خسارة في الأموال الطائلة، والحوادث المفجعة .
9 - إننا - ويا للأسف - نرى من الشباب من يرى صحة مساره في حياته، ويصحح توجهاته، وأفكاره، وتصرفاته، وأعماله، مع أنه على خطأ، وتقصير، فلا يأخذ برأي أعز ناصح له، وهم والداه، يريد أن يخوض تجربة الحياة بنفسه، وأنه الأجدر ألا يفرض عليه رأي، أو توجيه، وأنه غني بمعرفته عن تجارب غيره، فتجده مشتت الشمل، غير مستقر النفس، رغم ما يوفر له من مكان مريح عند والديه، فالسكن الخاص والإكرام، والاحترام، والأكل، والشرب، وأنواع من الخدمات، والخيرات، والملابس، والمقتننيات، ومع ذلك لا يستقر له قرار، لأنه يعتبر جلوسه في بيته سجنا، وأغلالا، لا يعرف البيت إلا كوقوع الطير، لحظة يلتفت يمينا وشمالا كأنه قد فقد شيئا يبحث عنه، وربما يأخذ باللجاج، ومعاتبة أهل البيت ثم يخرج !!!
تجده يلهث وراء من ضاعوا، وأوغلوا في الضياع، ويلهث وراء كل منحرف تائه، في الشوارع، والطرقات، والبراري، والاستراحات، أكله، وشربه في المطاعم، أو في سيارته، أو في أماكن الضياع .. ولا يعجبه أن يأكل مع أبيه، وإخوانه، ليله نهار في السهر .. ونهاره ليل في النوم ..، ينام في أي مكان هو فيه، يوما هنا، ويوما هناك ..!!! دائما يلهث .. هه أوه .. أين فلان ..، هه أوه .. لقد ذهب فلان وتركني ..، هه أوه وأين أجد فلان ..، هه .. أوه ماذا عمل فلان ...!!!
أما عن نفسه، وحياته، ماذا عمل، وأين ذهب وقته، وما مقدار استقراره في بيته، وما مدى هدوء أعصابه، وتعلقه بمصالحه، وحاجاته، ومحافظته على دينه، وأخلاقه، ومستقبل دراسته، وثقافته، وحاجات بيته، وأن يعيش مع أهله مستقر البال فلا يدري من ذلك شيئا .
خامسا : صحتك الدينية:
1 - الشباب (طاقة) فاجعلها في الطاعة، اجعل أقوى صلة، وأعظم حب، لربك، وألذ متعة، ذكره وعبادته - سبحانه - . واجعل طاقتك كذلك في تحصيل العلم، والمعرفة، والثقافة، (فقد كان شباب السلف الصالح أقوى من غيرهم في طاعة الله) .
2 - اجعل قلبك نظيفا، طاهرا، بالبعد عن أمراض القلب، وسيئات الجوارح، وسلامة من الغل، والحسد، والأهواء، واملأه حباً لرسولك، وأصحابه الكرام، وإخوانك أصحاب التقى، واملأه بغضاً للسيئات، وأصحابها .
3 - حافظ على صلاتك، تكن لك نور، وبرهان، ونجاة يوم القيامة، ويشهد لك بالإيمان يقول (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان).
4 - كن داعية بالكلمة الطيبة، وبالقدوة والمظهر الطيب، وبالبشاشة، وبالبذل، مر بالخير، وانه عن الشر، واجعل لك بابا ومنهجا، للدعوة والإصلاح - ولو بالقليل - الذي تستمر عليه وتلازمه.
5- أكثر من قراءة سيرة الرسول، والسلف الصالح، وعن الجنة، والنار، واستمع إلى إذاعة القرآن الكريم ففيها خير وبركة .
6 - لا يشغلك الحديث عن أمور الدنيا دائما، ولا مقتنياتها، ولا طعامها، وشرابها، ولا اللغو، والأمور الباطلة، وإنما تحدث عن نعم الله، وعن الإسلام، وأحكامه، وعن المسلمين، وحاجاتهم، وعن إصلاح الناس، ودعوتهم، وعن العلم والتعليم، وعن السلف الصالح، وتاريخ الأمة، وعن فساد الأديان، والمذاهب الأخرى .
7 - لا تفكر في الشهوات الحرام، فهي نار تحرق الفؤاد والقلب قبل البدن، وتهدم الدنيا قبل الآخرة، وتلبسك ثياب العار في الدنيا والآخرة، وتحرمك من الاستمتاع بنعيم الحياة، وملذاتها المباحة .
8 - احذر كل الحذر من أسباب الفتن التي قد تسبب زيغ القلب، وانصرافه عن الإيمان، والتي منها النظر إلى المحرمات، كالنظر إلى المرأة الأجنبية، والشاب الأمرد، والصور الفاتنة، وكذا سماع الأغاني التي هي بريد الزنا، والتي أيضا تصرف عن حب القرآن وتلاوته، والتدخين، والزنا، واللواط، وإفساد وتدمير المسلم في عرضه، أو دينه، ونسيان الله والدار الآخرة، واسأل الله السلامة منها .
9- احذر من المعصية، فهي تولد أكبر منها، واحذر الإصرار عليها، فقد ينتج عنه سوء الخاتمة، ودخول النار .
والمعصية ظلمة في القلب، وسواد في الوجه، وتنتج ضعفا في الفهم، والحفظ، وحيرة في العقل، وخوفا في الفؤاد وتسلط الأشرار، وحلول المصائب، وتقارب الشياطين، وضعف الهمة، والعزيمة، وإيذاء عباد الله وأحبابه .
10- ابتعد عن مواطن الجريمة فقد تُجَرُ إليها جرا وأنت لا تشعر، فتهلك، فهناك من يقويك، ويؤمنك لتفعلها، ثم يتخلى عنك .
أ - فالشيطان يحلي طعمها.
ب - وصديق السوء يحثك ويطمئنك لتفعلها.
ج - والنفس تفتح لك شهوة المعصية، ولذتها، وتقفل عقلك، فلا يستدرك سوء عاقبتها، ثم بعد لحظة من فعلها، يبدأ الشيطان بتخويفك، ويبدأ صديق السوء بمراجعة آثار المعصية، فيقول لقد وقعت في جريمة ..، ويحضر عقلك لترى هول المصيبة ..!!!
وقد يتعاونون عليك مرة أخرى لتستر معصيتك بمعصية أكبر منها، وتتخلص من جريمتك بجريمة أكبر منها، وهذا كمن يختطف أحدا فيفعل به الزنا، أو اللواط، ثم يقتله أو يفقأ عينيه ويقطع لسانه ليخفي آثار معصيته، وجريمته .
ولكن الله يفضح المجرمين، ويظهر جريمتهم، ولو بعد حين، وقد تلاحقه جريمته نارا في قلبه، حتى يسلم نفسه للعدالة .
11 - لابد أن تعرف أن زملاءك، ومن تعيش معهم، يلتقطون صورا، وذكريات، لما يسمعونه منك من تصرفات، ولما يرونه منك، قد تنساها أنت، وهم لا ينسونها، فيتذكرونها سنوات طويلة، إما ثناء عليك، أو مقتا وتعييباً .
12 - تذكر أن الدنيا تشبه زبالة منتنة، إلا ما فيها من ذكر الله، وعبادته، والعمل الصالح، وأنها سريعا زوالها واعتبر بعمرك كيف مضى منه ما مضى كلمحة بصر، وسيأتي باقيه كلمحة بصر ...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد