ابني يكذب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ظاهرة الكذب:

- الكذب الحقيقي عند الأطفال لا ينشأ إلا عن الخوف. والغرض منه تغطية الأخطاء وحماية النفس.

 

- إذا تم علاج الكذب بالتقريع والإذلال والتشهير والضرب فإن ذلك يؤدي إلى نتيجة عكسية وهي الإصرار عليه والتفنن في إخفاء الحقائق وتزييفها، فيتأصل الكذب في نفس الطفل.

 

أنواع الكذب:

*- الكذب الخيالي:

- وهو الخلط بين الحقيقة والخيال، ويتفاوت الأطفال كثيراً في التمييز بين الحقيقة والخيال ونراه كثيراً في مرحلة الحضانة.

 

- وقد يفيد إذا سألنا الطفل بطريقة لطيفة بين حين وآخر إذا كان متأكداً من صحة ما يقول أم لا... ويجب أن نشعره بأن هذه القصص مسلية، لكنها مخالفة للوقائع.

 

2- الكذب الادعائي:

- وهو مبالغة الطفل في وصف تجاربه الخاصة مما يجعله مركز إعجاب للآخرين وهذا نوع من مظاهر الشعور بالنقص عند الطفل نتيجة الانسجام مع من حوله، كما في حالات كثرة الإذلال والقهر.

 

3- الكذب الغَرَضي:

- وفيه يسعى الطفل لتحقيق غرض شخصي كأن يدعي أن المدرسة تطلب شيئاً معيناً من الأسرة وذلك بغرض الحصول على ما يريد. وسبب هذا النوع يرجع إلى عدم توافر ثقة الطفل بالكبار المحيطين به. كما أن قسوة المعاملة تجعل الطفل يشعر بأنهم يقفون عقبة في سبيل تحقيق رغباته فيحتال للحصول عليها.

 

4- الكذب الدفاعي:

- ويلجأ إليه الطفل خوفاً من العقوبة المترتبة على الذنب خاصةً إذا كان الطفل يعاني من قسوة عقاب المربين له. وكل الحالات السابقة لا تعتبر حالات مرضية.

 

هناك أنواع أخرى للكذب تعتبر حالات مرضية

* مثل الكذب العنادى: وهو الكذب بهدف الكذب ذاته.

 

* والكذب المزمن: وهو يحتاج لعلاج خاص.

 

العلاج:

1- لابد أولاً من تقييم الحالة: (هل هو نادر أم متكرر).

 

2- البحث عن الدوافع الأساسية، ومصدرها دائماً أصحاب السلطة في بيئة الطفل (الوالدان والمدرسون...... ).

 3- تجنب السخرية والتشهير والضرب، وكذلك لا يُصرخ في وجهه بعبارة (أنت كاذب).

 

4- تجنيب الطفل الظروف التي تشجعه على الكذب مثل مواضع الشهادة.

 

5- يجب عدم اتهام الطفل بدون أدلة قاطعة ومحاولة إظهار الثقة التامة في كلامه ولكن مع عدم إهمال العلاج.

 

6- القدوة الصالحة: فالمربي لابد أن يكون دائماً القدوة في الصدق، بل والمبالغة فيه، فالطفل يتعلم بالإيحاء والمحاكاه والقدوة. وتكفي من المعلم كذبه واحدة فقط لتنهار (القدوة) أمام الطفل ولن تغني بعد ذلك مائة موعظة من المعلم أو غيره. \" من قال لصبي هاك ثم لم يعطه فهي كذبة \" ومتى وعد المعلم الأطفال بجائزة أو مكافأة مهما كانت قليلة فيجب عليه الوفاء لهم بوعده لأن الطفل لا ينسى شيئاً.

 

7- يجب عدم إيقاع العقوبة على الطفل إذا اعترف لأن اعترافه له قدسية والصدق له قيمة يجب أن يشعر بها الطفل، وعلى المربي تذكير الطفل: أن المسلم دائماً يتصف بالصدق والشجاعة. فإذا أخطأ اعترف واعتذر بسرعة عن خطأه. فيجب تشجيعه بمثل (جزاك الله خيراً على صدقكº ولكن لا تكرر ما فعلت من خطأ) فإن أبى الاعتراف فلابد من معالجة الموضوع على انفراد ومواجهته بالحقيقة وعقابه بأسلوب تربوي مثل (كنت أتوقع منك الاعتراف حتى تمحو هذه الكذبة من صحيفة عملك. فاستغفر الله منها ولا تَعُد لها أبداً) ولتعلم أن الطفل الذي يعترف بذنبه يمكن إصلاحه بسهولة. إن شاء الله - تعالى -.

 

8- ولتعلم أن الاعتراف والصدق والصراحة (امتيازات) يعطيها الطفل لأصدقائه فقط ولمن يحبهم أما أصحاب السلطة (الوالدين والمدرسون) فإنه لن يعطى لهم هذه الامتيازات إلا إذا وجد في كنفهم الحب والتفاهم والعطف.

 

9- مزيد من التفاهم، والعطف، والأخذ والعطاء في الحوار يقي كثيراً من الوقوع في الكذب.

 

10- لعلاج الكذب الخيالي عند الأطفال يجب أن نعودهم تدريجياً على دقة الملاحظة ودقة التعبير ويمكن توجيه هذا الخيال الخصب لدى الأطفال للاستفادة منه في مجالات أخرى كالتأليف مثلاً أو سرد القصص.

 

11- من العلاج أيضاً الإكثار من الرحلات ومجالات النشاط والهوايات.

 

ومن هدى النبوة في تربية الأولاد:

يبين لنا الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) أن كافة معاملاتنا مع الأطفال يجب أن تأخذ جانب الإنسانية الكاملة، فالطفل إنسان له حقوقه في التعامل الإنساني ولا يجوز للوالدين خداعه بأي وسيلة كانت.

 

\" إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع \"

 

بارك الله في أولادنا وجعلنا هداة مهديين لأنفسنا ولهم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply